Page 68 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 68

‫حمل الصليب لزواج مبارك‬

‫المتقدم في الكهنة الأب ب ّسام ناصيف *‬

                                                             ‫للشبّانوللشابّات‪،‬اليوم‪،‬رؤيتهمالخا ّصةلل ّزواج‪،‬والاِرتباط‪،‬‬
                                                             ‫والاِستقلال ّية‪ ،‬والح ّريّة‪ .‬بعضهم يرى في الزواج قصة ح ّب‬

                                                             ‫وعش ٍق تُعطي مع ًنى للحياة‪ ،‬وليس بالضرورة "مقبر ًة‬

                                                             ‫للح ّب"‪ ،‬وبعضهم يجد فيه تعار ًضا مع طبيعة الإنسان‬

                                                             ‫الذي ينفر من ك ّل ما يك ّبله‪ ،‬إذ أن الح ّب‪ ،‬بالنسبة إليهم‪،‬‬
                                                             ‫لا يتطلّب الزواج‪ ،‬وال ِالتزام خدعة‪ ،‬وتق ّبل الآخر مساومة!‬

                                                             ‫في حين أ ّن البعض الآخر يرى أنّه لا ب ّد من الزواج في مرحلة‬

‫من مراحل الحياة‪ ،‬ولك ّن المتز ّوجين‪ ،‬بغالبيّتهم‪ ،‬لا يعيشون على الصليب‪ ،‬ومن العريس أن يضع يده فوق يدها‪ ،‬وأن‬

‫السعادة في زواجهم‪ ،‬لكن يع ّضون على ال ُجرح ويكملون يمسكا بالصليب أمام جميع الحاضرين‪ ،‬كعلامة اتّحاد‬

‫ما يس ّمى بمشوار الحياة! إ ًذا‪ ،‬ما هي‪ ،‬فعاًل‪ ،‬الرؤية للزواج والتزام بالح ّب المض ّحي‪ ،‬ويقبّلا ُه بد َل أن يقبّلا ُه بع ُضهما‬

‫الهانئ؟ وهل تص ّح المقولة الشعبيّة أ ّن "الزواج اتّفاق بين البعض‪ .‬وتد ّل هذه الحركة على أنّه‪ ،‬إذا تخىّّل أحدهما‬

‫عن الآخر‪ ،‬فإنّه يتخىّّل عن الصليب‪ ،‬وعن المصلوب عليه‪،‬‬         ‫شخ َصين ليؤ ّسسا عائلة‪ ،‬لا أكثر ولا أق ّل"؟‬

‫هناك تقليد‪ ،‬عند الشعب الكروات ّي‪ ،‬يخ ّص س ّر الزواج‪ .‬وهذا الأمر سيكون خطي ًرا لأ ّن الإيمان أساس ّي في الحياة‪.‬‬
‫وهذا التقليد له انعكاسات مه ّمة على معنى الحياة فإذا تخىّّل الواحد عن الصليب‪ ،‬يكون قد خسر ك ّل‬

‫الزوج ّية‪ .‬فعندما يجيء العروسان إلى الكنيسة ليتكلّلا‪ ،‬شيء‪ .‬وبعد حفل الإكليل‪ ،‬يأخذ العروسان الصليب إلى‬
‫يجلبان معهما صليبًا صغي ًرا ويضعانِ ِه على المائدة أمامهما‪ .‬بيتهما الجديد‪ ،‬ويضعانِ ِه في مكا ٍن بار ٍز في البيت‪ ،‬ليصلّيا‬

‫والصليب هو أيقونة المحبّة المضحيّة‪ .‬وفي نهاية الإكليل‪ ،‬ك ّل يوم أمامه‪ .‬وعندما تَن َشأ مشكلة بينهما‪ ،‬أو خلاف‪،‬‬

‫يقول الكاهن لك ّل منهما‪ :‬لقد وجدت صليبك! وليكن فإنّهما يلجآن إلى الصلاة أمام صليب الر ّب‪ ،‬طالبَين المعون َة‬
‫صليبك محبوبًا‪ ،‬محمولاً‪ ،‬وغير مه َم ٍل‪ ،‬بل مك ّر ًما و ُمع ّز ًزا‪ .‬والرحمة والمسامحة‪ .‬وكذلك يُعلِّمان أطفالهما تقبيل‬

‫فيطلبالكاهن‪،‬عندئذ‪،‬منالعروسأنتضعيدهاال ُيمنى الصليب ك ّل يوم‪ ،‬ويشرحان لهم خبرتهما في حمل صليب‬

‫الغفران والتضحية والصبر كطريق الى السعادة الزوج ّية؛‬

‫فإ ّن صليب الر ّب يسوع فتح طريق القيامة والحياة الأبديّة‬

                   ‫لك ّل المؤمنين‪.‬‬

‫ال ّشبّان والشابّات الّذين يستع ّدون للزواج يظ ّنون‪ ،‬اليوم‪،‬‬

‫أنّهم‪ ،‬إذا تفاهموا في زمن الخطوبة على ك ّل الأمور‪،‬‬

‫تصبح حياتهم الزوجيّة مع ّبدة بالورود والسعادة‪ .‬إاّل أنّه‪،‬‬

                                                             ‫* أستاذ اللاهوت ال ّرعائ ّي في معهد الق ّديس يوح ّنا الدمشق ّي اللاهوت ّي ‪ -‬جامعة البلمند‬

‫‪67 Issue 4 - 2024‬‬
   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73