Page 65 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 65
خبرة الحياة في المسيح ،بل تبقى أمراً نظريًّا ولا تَج ُّس ِديًّا ،ترى في روح تواضعها أمام محبّة زوجها مب ّرراً أساس ّيًا
الشيء الذي لا يتّصل بالمسيحيّة بأ ّي شكل من الأشكال ،لتغلب أنانيّتها وتض ّحي في سبيل سعادته وفرحه في
الر ّب .ينسجم الاِثنان انسجا ًما روح ًّيا يدفع بالعلاقة من حيث إِنّها قائم ٌة على التج ُّسد الإله ّي.
بينهما إلى النضج ،ومن هذا الاِنسجام الروح ّي يصبح
تغلُّبهما على مصاعبهما وضعفاتهما أم ًرا أكثر ف ّعالي ًة.
الأب والأ ّم
يتموضع الرجل والمرأة في موقعين فريدين ضمن إطار من ناحية أخرى ،علاقة الرجل بالمرأة علاق ُة ح ّب من
العائلة الواحدة .لك ٍّل منهما فرادته ودوره الأساس ّي حيث إنّهما شخصان مجتمعان على التزام الواحد
والمفصل ّي في حياة العائلة .في حدود الأسرة المسيح ّية بالآخر في المبدأ كأساس لزواجهما .هذا الأمر يخضع
يحتفظ ك ٌّل من الرجل والمرأة بعلاقة متبادلة بينهما لتح ّديات الحياة المستم ّرة وضغوطها ،كما ويتع ّرض
تتأ ّسس ،في أصلها ،على العنصرين الأساس ّيين التاليين :له ّزا ٍت حا ّد ٍة وعنيفة حينما تكون أنانية الواحد منهما
المسيح والمح ّبة المتبادلة .الر ّب يسوع هو العنصر أكبر من ح ّبه للآخر ،فيصبح التركيز على سلب ّيات الآخر
أكثر ش ّد ًة ،ويتح ّول حبّهما ،في ما الأساس ّي الأ ّول في العلاقة الزوج ّية
بعد ،إلى نفور .من هنا أ ّن زخ ُم التي تربط الرجل والمرأة ،وهو
الح ّب البشر ّي المج ّرد لا يستطيع المفصل الذي يحفظ العلاقة
أن يسعف الإنسان كي يبقى بينهما في حدود متساوية ويُرسي
على عهده مع شريك الحياة إذا لها منا ًخا روح ّيًا .المسيح الذي
بارك زواج الرجل والمرأة وخلق
ما غاب العنصر الأساس ّي الأول،
أي المسيح ،عن حياة الزو َجين. منهما وحدة جديدة في جسده
تالياً ،الح ّب الزوج ّي الإنسان ّي، المقدس ،أي الكنيسة ،يرسم لهما
ملامح العلاقة الصحيحة بينهما .المسيح يعطي لعلاقة الذي يتمتّع بكرامة وهدف ،يبقى أسير هوى الزوجين
الرجل بالمرأة بع ًدا خلاص ّيًا لأنّه ،في المنطلق ،عنصر ويصبح ضحيّتهما إذا ما غاب الح ّب الأكبر عن حياتهما،
الوحدة الأساس ّي بينهما ،وهو ،من جهة ،أخرى الشخص أي حبُّهما للمسيح فوق ك ّل شيء.
الذي يض ّمهما إليه في جسده المق ّدس من حيث هما
عضوان في الكنيسة .وبحسب الق ّديس بولس الرسول الوالدان والأولاد
فإ ّن علاقة المسيح بالكنيسة هي أيقونة العلاقة بين ضمن بنية العائلة يتمركز الأولاد في صلب حياة
الرجل والمرأة في عمقها ووضوحها وتجلّياتها المستم ّرة .الوال َدين في موقعٍ جوهر ٍّي وح ّساس .في السياق العا ّم،
بهذا الشكل يصبح الآخر أولويّ ًة لا غن ًى عنها .الرجل الذي يكون فيه عدد الأولاد أكثر من ولد واحد ،تصبح
يتجاوز ذاته فيح ّب زوجته على صورة مح ّبة المسيح جدليّة العلاقات أكثر تَ َع ُّق ًدا وغ ًنى من سائر النواحي.
لكنيسته التي اقتناها بدمه ،أي يق ّدم لها حياته بمح ّبة تمنح العلاقات المتبا َدلة بين الأولاد حيويّ ًة ،للعائلة أ ّواًل،
وتضحية ،والمرأة ،أيضاً ،تبقى في حدود المحبّة التي بها من حيث إ ّن الوال َدين يشاركان في عمل الله الخلاّق
العدد ٢٠٢٤ - 4 64