Page 62 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 62

‫العائلة جبَ ُل تج ٍّل‬

‫المتق ِّدم في الكهنة الأب يوح ّنا ب ُّدور *‬

‫في صياغة صورة المسيح‬                                  ‫مق ّدمة‬

‫وطبعها في قلوب أطفالها‬                                ‫في المجتمع المعاصر‪ ،‬ثمّ َة‬

‫وفي خبرتهم الحيات ّية في ما‬                           ‫حاج ٌة جوهريّة إلى ما بعد‬
                ‫بعد‪.‬‬                                  ‫التنظير اللاهوتيّ الكثيف‬

‫سـنحاول‪ ،‬في هـذا المقـال‬                              ‫الذي يتر ّدد‪ ،‬في ك ّل مكان‪،‬‬

‫المتواضــــع‪ ،‬اســـــــتقراء‬                          ‫بأنواعه المختلفة‪ ،‬ثمّ َة‬

‫دور العائلـة الهـا ّم في‬                              ‫حاج ٌة جوهريّ ٌة لشهاد ٍة‬

‫تشـكيل الوعـي المسـيح ّي‬                              ‫أصيلة لك ّل ما يق ّدمه‬

‫المسـتقيم لمنظومـة الإيمان‬                            ‫المسيح للإنسان‪ ،‬لفرحه‪،‬‬

‫الأرثوذكس ّي وآليّتها في حياة‬                         ‫لسلامه‪ ،‬لنوره الذي‬

‫يسطع في ك ّل مكان دوماً‪ .‬حياة المسيح َمخفيّة عن العائلـة‪ .‬الهـدف مـن وراء المقـال هـو العثـور على نقاط‬

‫عيون الإنسان إذا ما بقيت مسطورة بين دفّتي كتاب ارتـكاز في مسرية العائلـة المسـيحية‪ ،‬حتّـى يكون لسـان‬

‫العهد الجديد‪ ،‬ولك ّنها تظهر وتَستعلِن عبر البشر‪ .‬هكذا حـال أعضائهـا ما هتـف به الق ّديس بطرس الرسـول نحو‬

‫هو سياق الأمور بالنسبة إلى إنسان اليوم‪ .‬لا ب ّد من السـ ّيد‪" :‬يـا ر ُّب حسـ ٌن أن نكـون ههنـا"‪( .‬متـى ‪.)4:17‬‬

                                                   ‫مكان تظهر فيه هذه الحياة ال ُفضلى التي جاء المسيح‬

‫كي يعطيها للإنسان‪ .‬من هنا‪ ،‬ال ِاحتضان الأ ّول لشهادة الكنيسة الأرثوذكس ّية والمجتمع‬

‫المسيح في حياة الإنسان‪ ،‬والمكان الأ ّول الذي يلقى فيه تحضر الكنيسة الأرثوذكسيّة في التاريخ من َعب َر وجودها‬

‫المرء نور السيّد إمّنا يكونان في حضن العائلة الصغيرة‪ ،‬المستم ّر في المجتمعات البشريّة المختلفة‪ .‬إنّها حضور‬
‫الفر ِع المق ّدس النابت من كنيسة المسيح‪ ،‬جس ِد الر ّب‪ ،‬مق ّدس لا يسعى لتكريس ازدراء العالم وما في هذه‬

‫حيث تزهر حياة أعضائها في المسيح وتعطي ثمارها في الحياة من أمور‪ ،‬ولا إلى تهميشها في محاولة منها لتأكيد‬

‫الملكوت السماو ّي وحد ُه واحتقار ك ّل ما لا يتّصل‬     ‫كنف نوره الإله ّي‪.‬‬

‫يمثّ ُل كنف العائلة ركيزة أساسيّة لا غن ًى عنها في خبرة به‪ .‬إ ّن حياة الكنيسة الأرثوذكسية ترشد إلى طريقة‬

‫معرفة المسيح والنم ّو فيه‪ .‬وذلك بأ ّن إيمان الوالدين مختلفة للتعاطي مع الحياة في العالم ومشاكله‪ .‬من‬

‫وخبرتهم الحياتية هما اللّقاء الأ ّول الذي يحصل للمرء هنا‪ ،‬أ ّن انتما َءها إلى الملكوت وشهادتها له لا ينتقصان‬
‫مع الر ّب يسوع‪ .‬بهذا الشكل مسؤوليّة العائلة محوريّة من طريقة تعاطيها مع العالم بل يعطيان تعاطيَها‬

                                    ‫* خادم رع ّية في اليونان وأستاذ مادة الأخلاق المسيح ّية في معهد الق ّديس يوح ّنا الدمشق ّي اللاهوتي ‪ -‬جامعة البلمند‬
‫‪61 Issue 4 - 2024‬‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67