Page 66 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 66

‫بشكل واضح وفاعل‪ ،‬ويساهمان‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬مع بع ٍض ومع الآخرين في المجتمع بشكل أكث َر وضوحاً‪.‬‬

‫في تنمية وعي الأولاد العا ّم عموماً والإيمان ّي خصوصاً‪ .‬تاليًا‪ ،‬العلاقات المتبادلة بين أعضاء العائلة الواحدة في‬
‫وثانياً‪ ،‬يقوم الأولاد بصياغ ٍة مبدئيّة لر ّدات أفعالهم الر ّب وفي الجسد تتك ّون على أسس روحيّة قويّة‪ ،‬وتمت ّد‬
‫الاجتماع ّية‪ ،‬ابتدا ًء بطريقة تعاملهم بعضهم مع لتتج ّذر في كلمة الر ّب وتنمو بها‪ .‬من هنا أ ّن صياغة‬
‫البعض‪ ،‬في نطاق العلاقات الأخويّة اللّصيقة والحتم ّية الشخصيّة الخا ّصة بكل عضو من أعضاء العائلة تتأثّر‪،‬‬
‫تبدأ مبادئ الحياة المسيحيّة بالاِنغراس في طبيعة هذه مباشر ًة‪ ،‬بمحيطه العائل ّي فتصبح‪ ،‬في ما بعد‪ ،‬أسلوب‬

            ‫العلاقات‪ ،‬أو تنتفي منها‪ ،‬بحسب توجيهات الوالدين‪ .‬حيا ٍة يش ّكل هذا الذي هو ك ُّل شخص‪.‬‬

                                                     ‫هذا ما يش ّكل صياغ ًة أساس ّية لشخص ّية الأولاد وطريقة‬
                                    ‫تعاطيهم المستقبل ّية بع ِضهم مع ومع الآ َخرين في العائلة والله‬
‫بال ِارتكاز على ما سبقت الإشارة إليه‪ ،‬يمكن للمرء أن‬
                                                     ‫المجتمع أيضاً‪.‬‬

‫يساهم وعي الأب والأ ّم الإيمان ّي‪ ،‬الح ّي والفاعل‪ ،‬في يستخلص أه ّم ّية وحدة العائلة في منطلقاتها الروح ّية‬

‫تشكيل صورة أساس ّية عن الله والحياة في المسيح لدى وتج ُّذرها المستم ّر في حياة الكنيسة اللّيتورجيّة كك ّل‪.‬‬
                                                     ‫الأولاد‪ .‬حياة العائلة اليوم ّي ُة هي‬
‫يبقى كيان العائلة دنيويًّا وتبقى‬

‫ملامح الحياة في العائلة من هذا‬                       ‫البوتقة الأكثرُ أه ّميّ ًة‪ ،‬التي فيها‬

‫العالم إذا ما ابتعدت عن الله‪،‬‬                        ‫يتفتّح وعي الأولاد على عناص َر‬

‫أي عن البيئ ِة الروحيّ ِة الأساسية‬                   ‫روحيّ ٍة أساس ّي ٍة لخلاصهم‪ ،‬كمثل‬

‫التي تحفظ لها وحدتها وحياتها‬                         ‫محبّة الله لهم ورعايته إيّاهم‬

‫الحقيقيّة‪ .‬يمثّل المسيح‪ ،‬ضمن‬                         ‫واهتمامه بهم‪ ،‬ويتعلّمون مبادئ‬

‫التضحية المتبا َدلة‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والطاعة‪ ،‬والاِحترام‪ .‬هذا المنظار‪ ،‬مركز الحياة للعائلة‪ ،‬وهو منبع وحدتها‬

‫أيقونة الأب‪ ،‬الذي يعكس مح ّبة الله في العائلة ويض ّحي الأساس ُّي والجام ُع الحقيق ُّي الوحيد لأعضائها‪ ،‬في الوقت‬
‫لأجلها ويو ّجه مسيرتها على ضوء تعاليم الر ّب يسوع الذي تعمل فيه الكثير من العناصر الموجودة في الحياة‬

                                    ‫وبنعمته‪ ،‬تساهم في صياغة الأيقونة الأولى لله الآ ِب على التفريق بينهم‪.‬‬

‫السماو ّي الذي يح ّب الإنسان ويهت ّم به ويرعاه‪ .‬صورة وبالعودة إلى علاقة الله الأب بالإنسان‪ ،‬يكون ارتكاز‬

‫الأ ّم‪ ،‬التي ترعى أولادها بمحبّة واحترام وتسعى بالسبل العائلة على تب ّني الله لها ورعايته إيّاها واهتمامه‬
‫المباركة كافَّ ًة كي تق ّدم لهم ما ين ّميهم روحيًّا وجسديًّا‪ ،‬المستمر بها منطل ًقا لها لوع ٍي أفض َل لذاتها ولحياتها‪.‬‬
‫تعطي للأولاد انطباعاً فائق الأه ّم ّية عن دور الكنيسة الاعتماد الإيمان ّي الفاعل على وجود الله في حياة العائلة‬
‫الأ ّم الراعية لحياة الإنسان والمهت ّمة بخلاصه‪ .‬علاقة الأب يضع أعضاءها ضمن مسيرة الكنيسة الحيّة في إطار‬
‫والأم الصحيح ُة‪ ،‬التي تتق ّدس وتنمو بالنعمة‪ ،‬تطبع تقديس ّي لهم جميعاً من حيث هم صورة الله من جهة‬
‫في وجدان الأولاد ووعيهم مبادئ الحياة المسيحيّة ولكونهم إخو َة المسيح الذين افتداهم بدم ِه وأعطاهم‬

 ‫الصحيحة وتضعهم على درب المعاملة الصحيحة بعضهم أن يكونوا أعضا ًء في جسد ِه المق ّدس‪ ،‬من جه ٍة أخرى‪.‬‬

‫‪65 Issue 4 - 2024‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71