Page 39 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 39
وح َده ااِلتّكال. هذا الشرق .نحن من هذه الأرض التي لا َم َستها
يتباكى العالم على السوريّين وعلى سواهم ،ويتناسى أقدا ُم رسل المسيح .نحن من دمشق التي سمعت
أ ّن ح ّل مشكلة الهجرة ،الشرع ّية والاّلشرع ّية ،هو مع شاول عت َب المسيح :شاول لِ َم تضطهدني؟
واحد .ارفعوا الحصار عن هذا البلد ،ووفِّروا عليكم نحن من الشارع المستقيم الذي ب ّدد غشاوة
وعلى حكوماتكم وعلى المنظّمات الدوليّة ضريبة بصيرة شاول وجعل منه بول َس رسو َل الأمم .نحن
الهجرة وآثارها ونتائجها على المجتمعات المضيفة. من الفرات ومن العاصي الآتي من لبنان ليلثم
َوجن َة أنطاكية .نحن من أفاميا ومن تدمر .نحن
لقد دفعت سوريا من أقدار أبنائها ضريبة من أرز لبنان الذي يلثم وجه الشمس بشموخ.
الإرهاب والعنف والخطف والتهجير والحصار نحن من صيدنايا ومعلولا التي يزيّن الصليب
جبالها .نحن من هذه الشطآن ومن تلك الروابي
الاقتصاد ّي .أما آن لجلجلة هذا البلد أن تصل إلى
نور قيامة؟ أما آن لجلجلة هذا المشرق أن تصل التي تمسحنت أ ّواًل فمسحنت الدنيا .نحن من
أنطاكية ومن الإسكندرون .نحن من الجولان
إلى بشرى خلاص؟ أما آن لمل ّف المطرانين بولس
ومن الجنوب ومن صور وصيدا .نحن من
يازجي ،خ ّريج هذه الجامعة ،ويوح ّنا إبراهيم،
مطران َي حلب المخطوفَين منذ نيسان ،2013أما السويداء ومن شموخ جبلها .ونحن من هذه
آن لهذا المل ّف أن يجد خاتمته بعد ك ّل هذه
السنين؟ نقول هذا وفي قلبنا غ ّص ٌة ممزوج ٌة دائماً الأرض قو ٌم عشقوا الأصالة وعاشوا ااِلنفتاح من
بالرجاء .نحن أبناء الرجاء وأبناء وعد المسيح« :أنا دون ااِلختناق في القوقعة ومن دون ال َّذ َوبان في
المحيط .نحن من هذه الأرض التي نعتبرها ُهويّ ًة
معكم طول الأيّام» (متّى .)20:28 لنا .شهدنا للمسيح منذ ألفي عام ،وإلى الآ َن نشهد
من على هذا المنبر نرفع صلاتنا من أجل العين
وسنشهد .علّقنا أجراسنا على م ّر التاريخ ونحتنا
الساهرة على هذه الأرض .نستمطر رحمات حجر كنائسنا من صخر هذه الأرض .هذه الأرض
الله على شهداء هذا البلد .نع ّزي عائلاتهم لنا هي جرن معموديّة ،به اغتسلنا للمسيح وبه
وذويهم. تسربلنا المسيح .عشنا مع إخوتنا المسلمين في
لقيا وتآ ٍخ .جمعتنا وإيّاهم وتجمعنا أُخ ّوة الأرض
بوركت الاّلذقيّة وبورك شع ُب الاّلذقيّة .بوركت وجيرة التاريخ والتما ُس رحم ِة أبي الأنوار وسيّد
جامعة تشرين .بوركت نفوسكم الط ّيبة إخوتي المراحم .نقول هذا لنؤ ّكد أنّنا باقون هنا رغم ك ّل
أبنا َء هذا الوطن .بوركت نفوسكم الشامخة التي
شيء .نقول هذا لنؤ ّكد أ ّن الهجرة والتهجير هما
تُص ّدق مقول َة النشيد الوطن ّي: حرب ٌة تنكأ جنب المسيح من جديد .ورغم ك ّل
نفو ٌس أُبا ٌة وما ٍض مجيد ورو ُح الأضاحي رقي ٌب
هذا ،باقون وسنبقى شهاد ًة لمن غر َستنا يمينه في
عتي ْد هذه الأرض ،للمسيح ،ليسوع المخلّص ،لمن عليه
عشتم ،وعاشت راية العلم خ ّفاق ًة ،وعاشت سوريا
عريناً للكرام ِة وأر ًضا نعشق ونُح ّب.
العدد ٢٠٢٤ - ٣ 38

