Page 42 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 42

‫لقمة عيشه ويجعله فريسة الهجرة والتهجير وسط‬                              ‫نُط ّل اليوم من القرداحة التي عرفت هذا التآخي‬
                                                                        ‫الدين ّي وتعرفه‪ .‬نُط ّل من هذه الأرض التي تحتضن‬
‫تباكي العالم وتناسيه أ ّن للهجرة وللتهجير حا ًًّّل واح ًدا‪:‬‬             ‫الكنيسة والمقام والجامع‪ ،‬وترفع دعاءها إلى اللّه بخفقة‬
‫فلرُيفع الحصار عن الشعب السور ّي ولْتبدأ مسيرة‬
                                                                        ‫قلب كل أ ٍّم تُق ّدم أبناءها في سبيل الوطن‪ .‬نذكر كيف‬
                                  ‫الإعمار‪.‬‬                              ‫أ ّن هذه الأرض عرفت المسيح ّية منذ انطلاقتها‪ .‬ولا أ َد َّل‬
                                                                        ‫على ذلك من وجود العديد من البلدات والقرى‪ ،‬ههنا‬
‫نذكر اليوم شهداء هذا الوطن‪ ،‬شقائ َق النعمان التي‬
‫صبغت من حمرتها إكليل مج ٍد وفخار لهذه الأرض‪.‬‬                            ‫وفي الجوار‪ ،‬التي تحمل‪ ،‬إلى أيّامنا‪ ،‬في أسمائها تلك المعالم‬
                                                                        ‫المسيح ّية من أمثال دير ماما وعين جرجس وديرين‬
‫نذكرهم و ُص َورهم تزيّن هذه القرى التي دفعت الكثير‬                      ‫والكنيسة والراهبية ودير حنا ودير توما ودير مريم‬
‫الكثير لتبقى سوريا آمن ًة ولتبقى بسمة الأطفال ُمزيِّن ًة‬                ‫وغيرها الكثير‪ .‬نُط ّل اليوم لنقول إ ّن اللّه تعالى بذرنا في‬
‫هذه الأرض‪َ .‬رحم اللّ ُه الشهداء الذين ق ّدموا الأرواح‬                   ‫هذه البسيطة لنعل َي بتآخينا مجد اسمه القدوس‪ .‬نُط ّل‬
‫بخو ًرا وس َقوا بدمائهم أرض سوريا التي احتضنتهم في‬                      ‫لنقول إ ّن التكفير‪ ،‬أ ْي رف َض الآ َخر‪ ،‬هو أ ّول ما يمحو من‬
‫عش ٍق أبد ّي‪ .‬نع ّزي ذوي الشهداء ونش ّد على أياديهم‪،‬‬
‫وهم الذين زرعوا في قلوب بنيهم ح ّب الوطن‪ .‬نحن‬                                   ‫قلب أ ّي امر ٍئ مخافة الر ّب‪ ،‬بد َء ك ِّل حكمة‪.‬‬
‫نتع ّزى بوجود هذه الهامات‪ ،‬قاما ِت السنديان التي‬
‫يرتع المجد تحت أقدامها والتي تُظلّل الوطن بشموخها‬                       ‫نُط ّل اليوم من بلد الرئيس الخالد حافظ الأسد‪ ،‬من‬
                                                                        ‫القرية التي احتضنت رجل الموقف وسيّد القرار‪ .‬نُط ّل‬
                ‫وإبائها وهي تلثم وجه الشمس‪.‬‬                             ‫من هذه الجبال التي تخبر عن كرامة هذا الوطن‪ .‬نُط ّل‬
                                                                        ‫من القرداحة التي تحتضن ضريح أسد قاسيون الذي‬
‫نحن ر ّكاب قا َر ٍب واح ٍد في هذا الشرق الذي أراده الله‬
‫نسيجاً من ك ّل الأديان‪ .‬نتقاسم مصي ًرا واح ًدا ونعبد اللّه‬              ‫لم يساوم أبداً على ح ّق والذي رفع راية هذا البلد ونال‬
‫أبا الأنوار وإل َه ك ّل تعزي ٍة‪ ،‬فهو الق ّدوس الذي تجىّّل‬               ‫احترام الخصوم كما الأصدقاء‪ .‬نُط ّل لنسأل رحمات‬
‫علينا وأعطانا الح ّق‪ .‬كان اللّه معنا دائمًا وكان بعون‬                   ‫اللّه لمن رفع راية سوريا وعشق ترابها وسعى وعمل‬
‫فلسطين الجريحة التي تدفع من دم أبنائها ضريبة‬                            ‫أن تعود الأرض بكرام ٍة وبموق ٍف لا بم ّن ٍة ولا باستدرار‬
                                                                        ‫عطف‪ .‬نُط ّل من القرداحة ونسأل عون اللّه ومراحمه‬
‫الح ّق العرب ّي الفلسطين ّي المستباح على قارعة مصالح‬                    ‫للدكتور ب ّشار الأسد رئيس الجمهوريّة العرب ّية السوريّة‪.‬‬
‫الأمم‪ .‬وكان اللّه معنا ُمبي ًدا أحزا َن ك ِّل تائ ٍق إلى مرضاته‬         ‫كان اللّه معك سياد َة الرئيس وحم َل معك في زم ٍن تخرج‬
‫تعالى‪ ،‬وكان اللّه معنا مش ِّد ًدا ومعي ًنا و ُمزي ًحا عن كاهل‬           ‫فيه سوريا من ويلات الحرب التي فُرضت عليها‪ ،‬وفي‬

             ‫ك ّل َمضن ٍّي ضي َق هذه الحياة الفانية‪.‬‬                    ‫أيّا ٍم يدفع فيها السوريّون ضريبة الحصار الاقتصاد ّي‬
‫ألا فلتب َق مخافتُه في قلوبنا جميعاً مشكا َة حكم ٍة‬                     ‫الآثم الذي يستهدف‪ ،‬أ ّواًل وأخي ًرا‪ ،‬المواطن السور ّي في‬
‫و َمعين تبر ُُّّ ٍص؛ هو المبار ُك والعل ُّي والمم َّجد أب َد ال ّدهور‪،‬‬

                                    ‫آمين‪.‬‬

‫‪41 Issue 3 - 2024‬‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47