Page 43 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 43

‫كلمة غبطة‬

                                                                ‫البطريرك يوح ّنا العاشر‬
                                                                    ‫في سج ّل ضريح‬

                                                                ‫ال ّرئيس حافظ الأسد‬

                                                                                ‫القرداحة‪ ٢٨ ،‬أّيار ‪٢٠٢٤‬‬

‫وفاوض‪ .‬وكسياس ِّي ووطن ٍّي‪ ،‬اقتنى خصوماًواقتنى أصدقاء‪.‬‬          ‫قمنا بزيارة ضريح ال ّرئيس الخالد حافظ الأسد برفقة‬
‫ومع ك ّل هذا‪ ،‬كسب احترام الخصوم قبل الأصدقاء‪ .‬قرأ‬               ‫مطران الاّلذقيّة السيّد أثناسيوس فهد‪ ،‬وذلك في ‪ ٢٨‬أيّار‬

‫التاريخ بعمق وبتر ٍّو وبحكم ٍة‪ .‬وعرف كيف يستلهم‬                                    ‫للعام ‪ .٢٠٢٤‬وإثر ذلك نقول‪:‬‬
‫من دروس الماضي لمواجهة الواقع‪ ،‬فاللّه نور ال َّسموات‬
                                                                ‫َرحم اللّه الرئيس حافظ الأسد‪ .‬هذه كلمة ح ّق نقولها‬
   ‫والأرض يُغ ِدق علينا من نعمه في تجلّياته النورانيّة‪.‬‬         ‫للتاريخ وند ّونها اليوم في هذا السج ّل عرفانًا بفضل‬
‫لم يميّز حافظ الأسد بين طائف ٍة وأخرى‪ ،‬ولم يعرف يو ًما‬          ‫ال ّرئيس الأسد على سوريا‪ ،‬التي عرفت في عهده معنى‬
‫منطق أكثريّ ٍة وأقلّيّ ٍة‪ .‬مقت الطائف ّية ورفض استخدام‬          ‫ال ِاستقرار السياس ّي وااِلجتماع ّي وأمست لاعباً إقليم ًيّا‬
‫ال ِّدين للتّجييش الطائف ّي في منطق ٍة تغلي بالطّوائف‬           ‫في الشرق الأوسط وفي العالم‪ّ .‬رحم اللّه ال ّرئيس الأسد‬
‫تاري ًخا وحاض ًرا‪ .‬بحث عا ّّم يجمع‪ ،‬واعتنق العروب َة جامع ًة‬    ‫الذي يُق ّر خصومه قبل ُمواليه أنّه رجل دولة من الطراز‬
                                                                ‫الأ ّول ورجل استراتيج ّية ورجل موقف‪ .‬أح َّب واحترم من‬
                           ‫وبلاد الشام بوتق ًة‪.‬‬                 ‫صارحه الرأي رغم الخلاف وأعر َض ع ّمن استخدم التملّق‬

‫مسيح ًيا‪ ،‬عرف ِت الكنيس ُة في عهده‪ ،‬كما قباْلً‪ ،‬ح ّريَة‬                               ‫والوعود في لغة السياسة‪.‬‬
‫العبادة‪ .‬ولم يكن ااِلنتما ُء المسيح ّي عائ ًقا أمام أحد‪ .‬لا بل‬
‫تقلّد المسيحيّون‪ ،‬كما غيرهم‪ ،‬أرفع المناصب في ال ّدولة‪.‬‬          ‫كان هاج ُسه التضام َن العرب َّي الذي حاول أن يخرجه من‬
‫ونال البطاركة والمطارنة وسائر الإكليروس احترام الجميع‬           ‫قوقعة الحلم إلى أرض الواقع‪ .‬وكانت ِقبلتُه الخارجية‬

                             ‫كما الحا ُل اليوم‪.‬‬                 ‫فلسطي َن والح َّق العرب َّي المغت َصب‪ .‬وكان َديْ َدنه الكرامة‬
                                                                ‫العربيّة والكرامة ال ّسوريّة التي اعتبرها المح َّك الأ ّول لك ّل‬
‫َرحم اللّه ال ّرئي َس الأسد رج َل ال ّدولة بمعنى الكلمة ورجل‬    ‫سياسة‪ .‬عرف في سياسته كيف يستخدم صلابة العسكر‪،‬‬
‫الموق ِف ورجل الحكمة المترويّة ورجل ااِلستراتيج ّية‬
‫السياس ّية‪ .‬نذكر أيّامه بالخير ونضرع إلى اللّه‬                  ‫وعرف أي ًضا‪ ،‬كعسكر ٍّي‪ ،‬كيف ومتى تُستخدم الحنكة‬
‫الق ّدوس‪ ،‬الواح ِد المثلَّ ِث ال ّشموس‪ ،‬أن يتغ ّمده برحمته‬      ‫والحكمة‪ .‬مفاو ٌض صلب لم يساوم يو ًما على ح ّق أو‬
                                                                ‫على كرام ٍة اعتبرها أثمن وأغلى ما يملك الإنسان‪ .‬حارب‬
                                  ‫وبرضوانه‪.‬‬

                                                                ‫العدد ‪٢٠٢٤ - ٣‬‬  ‫‪42‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48