Page 38 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 38
في الإنسان ّية .لقد ناجت الله َعب َر خليقتهَ ،عب َر «نادت الأوطان َهيّا» ،وهو أ ّول نشيد وطن ّي
الإنسان ،و َعب َر الآ َخر .لقد وجدت في الإنسان سور ّي رسم ّي ت ّم اعتماده سنة ،1922هو من
سبيلاً لتناجي ر ّب الإنسان .ترجمت محبّتها تأليف متري الم ّر وتلحينه .وأ ّما النشيد «يا بني
قومي صعوداً» فقد نظمه المطران أبيفانيوس
أفعااًل وسكبت لاهوتها أفعا َل رحم ٍة.
لقد ترجمت الكنيسة الأنطاك ّية ك ّل هذا َعبر زائد ول ّحنه متري الم ّر وينادي ،عال ًيا ،ض ّد تقسيم
تأسيسها دائر َة العلاقات المسكونيّة والتنمية سوريا إلى دويلات وكيانات صغيرة .وكذلك
بُعيّد الأزمة العراق ّية .وتابعت رسالتها بعد الأزمة
السوريّة .وم ّدت يد المساعدة والإغاثة لك ّل من في النشيد «يا بلادي يا بلادي» هو نشيد الحرب ّية
ضي ٍق وبمعز ٍل عن ااِلنتماء الطائف ّي .وقد و َّسعت السوري ّوقد نظمه ول ّحنه متري الم ّر ،وكان
الدائرة شراكاتها وانتشارها الجغراف ّي لتصل ،في يوسف العظمة ورفقته يُنشدونه في طريقهم إلى
الوقت الحال ّي ،إلى 58مركزاً مجتمعيًا و 29مكت ًبا
مو َّزع ًة في المحافظات السوريّة كافّة ليبلغ عدد معركة ميسلون.
المتط ّوعين فيها ما يفوق 1630متط ّو ًعا ومتط ّوع ًة
يعملون في قطاعات العمل الإنسان ّي كافّة ،من نذكر أي ًضا ال َّدور الكبير للأرثوذكس في تأسيس
برامج تعليميّة ،ص ّحيّة ،سبل عيش ،برامج وقيادة أحزا ٍب ض ّمت مختلف أطياف النسيج
حماية ،ترميم منازل ،مستشفيات ،مدارس .. الدين ّي والمجتمع ّي .نذكر ميشيل عفلق مؤ ّس َس
إلخ .وقد حصلت الدائرة على شهادة CHSالتي حزب البعث ورائ َد القوم ّية العرب ّية .ونذكر ،أي ًضا،
تعتبر من أرفع شهادات العمل الإنسان ّي عالميًّا، أنطون سعادة مؤ ّسس الحزب السور ّي القوم ّي
لتكون ،بذلك ،المنظّمة الأولى في الشرق الأوسط الاجتماع ّي ورائ َد فكرة القوميّة السوريّة .ونذكر،
التي تحصل على شهادة عالميّة بهذا المستوى. أي ًضا ،جورج حاوي أمين عا ّم الحزب الشيوع ّي
نحن نرى وجه المسيح في وجه أخينا في الوطن اللبنان ّي .نقول هذا لنؤ ّكد أ ّن الأرثوذكس كانت
وفي وجه أخينا في الإنسانيّة .هذا ما نتعلَّمه وهذا لهم ،وما تزال ،مساهماتُهم وبصماتُهم في الحياة
ما نعلِّمه .ك ّنا دوماً إلى جانب الملهوف والمش َّرد. الوطنيّة والحياة الاجتماعيّة والحياة السياس ّية،
هذا واجبنا ،لا بل هذا جوهر تعليمنا .ومن هذا وكان لهم ال َّدو ُر الكبي ُر في هذا الشرق وفي العالم
المنطلق ،فقط ،تعمل ك ّل مؤ ّسساتنا الكنس ّية،
وعلى رأسها المستشفيات والمدراس والجامعات العرب ّي.
التي نريدها لخدمة إنسان هذه ال ّديار ومن ك ّل في لاهوت كنيسة أنطاكية يحت ّل الملموس
جوهر القضيّة .يحتّل المُد َرك والملموس والمرئ ّي
الأعراق. والتج ّسد ّي ل ّب الأمور .هي أَرسط ّية بمعنى أنّها
نحن ههنا لنقول للعالم إنّنا معجونون من تراب تنطلق من المدرك بالحوا ّس لتناجي غير المدرك
وغير المحصور .ومن هنا كان اهتمامها بالإنسان
وبالمخلوق لتناجي غير المخلوق .لقد نظرت
الكنيسة الأنطاك ّية إلى الله َعب َر نظرتها إلى الأخ
37 Issue 3 - 2024

