Page 8 - AlNashra issue 2 - 2023
P. 8
7 Issue 2 - 2023
أح َد الغفران لأ ّن الكنيسة رتّ َبت أن نقرأ فيه ،من متّى ،غريغوريوس بالاماس ،وهو من الآباء العظام ،وقد عاش في
التلاوة التي تقول« :قال الر ّب :إ ْن َغ َفرتم لل ّناس زل ّاتهم القرن الرابع عشر .كان ،أ ّول ًا ،راه ًبا في الجبل المق ّدس (جبل
يغفر لكم أبوكم ال ّسماو ّي زلاّتِكم؛ وإن لم تغفروا لل ّناس آثوس) ،ومن ثَ َّم اختير ليكون رئيس أساقفة لمدينة سالونيك
زل ّاتهم فأبوكم ،أي ًضا ،لا يغفر لكم زل ّاتكم( »...متّى :6في اليونان .اشتُهر بالاماس بكتاباته ،فقد كان فيلسوفًا كبي ًرا
.)21-15هذا ما نقوله في ال ّصلاة ال ّربيّة عندما نص ّل إلى ومؤ ّر ًخا عظي ًم ،وقد َد َخل في جدال لاهوتيّ مع شخص من
الآب ال ّسماو ّي« :أبانا الذي في ال ّسموات ليتق ّد ِس اس ُمك ،الغرب اس ُمه برلَعام حول موضوع ال ّنور الإله ّي والنعمة
ليأ ِت ملكوتك ...واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لِ َمن لنا الإله ّية .كان بَ َرلعام يقول إ ّن ال ّنور الإله ّي ما ّد ّي مخلوق،
عليه .»...علينا ،إ ًذا ،أل ّا ُن ِسك على الآ َخرين زل ّاتِهم ل ِئلاّ ُي ِسك بينما كان بالاماس يُعلّم – وهذا إيمان الكنيسة – أ ّن ال ّنور
الر ّب علينا ،أي ًضا ،زل ّاتنا .ولهذا َد َر َج ِت العادة ،منذ القرون الإله ّي غير مخلوق ،وكذلك النعمة الإلهيّة .إنّهما مج ُد
الأُولى ،أن تُقيم الجماعة المؤمنة ،مسا َء أحد الغفران ،أي اللّه غي ُر المخلوق .فمثل ًا ،عندما تج ّل المسيح الإله على
عشيّ َة يوم الإثنين الذي هو بَدء ال ّصوم الأربعين ّي المق ّدس ،طور ثابور ،بمرأًى من تلاميذه بطرس ويعقوب ويُوح ّنا،
صلاة الغروب التي فيها يستغفر المُصلُّون بع ُضهم بع ًضاَ ،سطَ َع نُو ُره على جبل التج ّل و َغمر التلاميذ .هذا ال ّنور
فيطلبون المسامح َة بع ُضهم من بعض قائلين ،ك ّل واحد لم يكن ما ّديًّا عاديًّا ،كنور ال ُّثيّا أو نُور ال ّشمس ،بل كان
مج َد اللّه غي َر المخلوق .إ ّن ق ّو َة اللّه ،نعم َة اللّه ،هي التي لأخيه« ،سا ِمحني».
هذه الأربعة الآحاد كانت تهيئة لل َّصوم ،وقد ته َّيأنا له ،لَ َّف ِت التلاميذ آنئ ٍذ و َغ َم َرتهم .في هذا ال ّسياق يبرز سؤال:
كما لاحظتم ،بال ِاتّضاع (الف ّريس ّي والع ّشار) ،بالتوبة التي تُع ّيد الكنيسة المق ّدسة للق ّديس غريغوريوس بالاماس
هي العودة إلى اللّه (ال ِابن ال ّشاطر) ،بأعمال الرأفة والمح ّبة مع ال ّرسول فيلي ّبس في يوم واحد هو الرابع عشر من
والعطاء (أحد مرفع اللّحم) ،وأخي ًرا بالمسامحة والمصالحة تشرين الثاني من ك ّل عام؛ فلماذا عادت الكنيسة واختارت
للق ّديس غريغوريوس بالاماس ،إضاف ًة إلى الرابع عشر من
(أحد مرفع الجبن).
تشرين الثاني ،يو ًما آ َخ َر تذكره فيه هو الأحد الثاني من صباح ال ِاثنين الذي يلي ،مباشر ًة أحد مرفع ال ُجبن ،ندخل
ال َّصوم الأربعين ّي المق ّدس وتُ َذ ِكّرنا فيه بتعليمه حول ال ّنور ميدان ال َّصوم الأربعين ّي المق ّدس الذي هو فترة التهيئة
الإله ّي غير المخلوق والنعمة الإلهيّة غير المخلوقة؟ هذا للفصح .تمت ّد هذه الفترة على خمسة آحاد رتّبتها الكنيسة
ال ّسؤال يقودنا إلى الأحد الثالث من ال َّصوم. بتوجيه من آبائنا الق ّديسن لتَعليمنا .الأحد الأ ّول هو أحد
الأُرثوذكس ّية (استقامة الرأي والتمجيد) لأنّنا نُقيم فيه في الأحد الثالث من ال َّصوم نُقيم تذكا ًرا لل ّصليب الكريم
تذكا ًرا لاِنتصار عقيدة إِكرام الأيقونات التي أَق ّرها المجمع وال ّسجود له .لماذا؟ حتّى نتذ ّكر ،ونحن في زمن ال َّصوم ،ما
المسكون ّي ال ّسابع إثر حرب ضروس ش ّنها أعداء الأيقونة كان علّة خلاصنا ،أي صلي َب ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح،
عليها واستم ّرت ُعقو ًدا .الأحد الثاني هو أحد الق ّديس فلا تخور قوانا ونحن في منتَصف المسيرة (مسيرة ال َّصوم)،