Page 6 - AlNashra issue 2 - 2023
P. 6
5 Issue 2 - 2023
َرف ُده ،أي ًضا ،بال ِانقطاع ،بواسطة العيون والآذان والأرجل إنجيل متّى نقرأ ...« :وإذا ُصمتُم فلا تُ َع ّبسوا كالمرائين
والأيدي وك ّل أعضاء الجسم ،عن أمور تُ ِسء إلى ال ّصوم الذين يُ َكلِّ ُحون ُوجو َههم ليُظ ِهروا لل ّناس أنّهم صائمون.
وتُف ِس ُده .فعلى سبيل المثال ،يجب أن تصوم الأَيدي الح َّق أقول لكمِ :إنّهم استَوفَوا أَجرهم .أ ّما أن َت ،فإذا ُصم َت
بالطّهارة وال ِابتعاد عن ال َّسقة والبُخل وعمل ال ّرذيلة؛ فاد ُهن رأ َسك واغ ِسل وجهك لكي لا تَظ َهر لل ّناس صائمًا ،بل
والأَرجل يجب أن تصوم عن المسارعة إلى المَشاهد المُ َح َّرمة؛ لأبيك الذي في ال ُخفية( »...متّى .)18-16 :6فال ّصوم ،إ ًذا،
كذلك يجب على العيون أن تَ ُصوم بامتناعها عن ال َّنظَر مربو ٌط بتَطلُّق الوجه وإشرا ِق ِه وليس باك ِفهراره و ُع ُبوسه،
إلى أ ّي شيء يُض ّر بها .وإنّه لغري ٌب ح ًّقا أن يمتنع المؤمن وتال ًيا مربوط بالفرح .كتاب أعمال ال ُّرسل يربط ال َّصوم
عن مآكِ َل ليس فيها ،بح ّد ذاتها ،ش ٌّر ،وأ ّل يمتنع ،مثلاً ،عن بعمل ال ّروح القدس فيقول« :فبي َنما هم يَق ُضون فريضة
نظرات تُج ّربه باقتناص لَ ّذات ُمح َّرمة .فإذا أَمسك َت فمك العبادة للر ّب وي ُصومون ،قال لهم ال ّروح القدس« :اِفرزوا
عن اللّح ِم أَغ ِمض ،في الوقت نفسهَ ،عي َنك َع ّم يُؤذيها لي شا ُو َل وبرنابا لأمر انت َدبتهما إليه» (أَع ،)3:13فكأ ّن
ويُفس ُدها .أَل ِزم أُ ُذنَك بصو ٍم قا ٍس ،وذلك بامتناعها عن ال َّصوم يَد ُخل في المجال الذي يعمل فيه ال ّروح القدس.
َسماع النميمة وال ِافتراء .ماذا ينفعك لو امتَ َنع َت عن أَكل لهذا كلّه ،أي لك ّل ما استشهدنا به من العهد الجديد –
اللّحم وال َّسمك ،مثل ًا ،وبالمقابل نَ َهش َت قريبك بلسانك و َغي ُره كثير – فإنّنا نربط ،في نصوصنا اللّيتورجيّة ،ال َّصوم
المُغتاب والمُؤذي؟» .ويقول الق ّديس باسيليوس الكبير في بالقيامة مباشرة.
إحدى عظاته« :أَعرف كثيرين يصومون و ُيارسون ،بصورة نحن ،في هذه الفترة ،نجوز زمن ال َّصوم لنبلغ ،في نهايته،
كاملة ،ك ّل التقوى ،ولك ّنهم لا يُنفقون على الفقراء ِفل ًسا؛ إلى الفصح المجيد ،فصح قيامة ربّنا يسوع المسيح من
فماذا تَنفعهم الفضائ ُل الأُخرى؟ إنّهم لن يدخلوا ملكوت بين الأموات .لذلك ،فإ ّن النصوص اللّيتورج ّية التي رتَّ َبتها
ال َّس َموات» .ويقول ِهرماس – وهو واح ٌد من ال ُكتّاب الكنيسة لهذا الموسم البهج ،بد ًءا من أَحد الف ّريس ّي
المسيحيّين في القرن الثاني « :-لا تَتَنا َو ْل ،يو َم صيامكِ ،سوى والع ّشار ،تُذكّرنا بالقيامة ،إذ تَربط ال َّصو َم مباشر ًة بها.
ُخب ٍز وماء ،ث ّم اح ُس ْب ما كن َت ستُنفقه ،في ذلك اليوم ،أجل ،فنحن جمي ًعا نعرف أ ّن الفترة التي تَسبق الفصح –
على قُوتِك ،وأَع ِط ِه أرمل ًة أو يتي ًم أو ُمع َو ًزا .هكذا تَحرم وهي من التريود ّي – مو ّزع ٌة إلى قسمين :الأ ّول هو الأربعة
نَف َسك كي يستفيد آ َخ ُر من حرمانك ،ليش َب َع ويسأ َل الر ّب الآحاد التي تسبق ال ّصوم ،أي أحد الف ّريس ّي والع ّشار ،أحد
من أجلك.»...
الاِبن ال ّشاطر ،أحد َمرفع اللَّحم (أحد ال ّدينونة) وأ َح َد مرفع
أ ّما بعد ،إذا قرأنا الكتاب المق ّدس – العهد الجديد بشكل الجبن (أح ُد الغفران)؛ والثاني هو أسابيع ال ّصوم الستّة التي
خا ّص – فنلاحظ أ ّن الر ّب يسوع المسيح َربط ال ّصوم تسبق الأسبوع العظيم المق ّدس ،وفيها نتوقّف عند أحد
بالفرح ،خلافًا لِما كان يح ُصل في العهد القديم حيث كان الأرثوذكس ّية (الأحد الأ ّول) ،غريغوريوس بالاماس (الأحد
ال َّصوم مربوطًا بالبكاء والنحيب ُحزنًا على الخطيئة .ففي الثاني) ،ال ُّسجود لل ّصليب المُ َك َّرم (الأحد الثالث) ،الق ّديس