Page 11 - AlNashra issue 2 - 2023
P. 11

‫ال ّر ّب إلهك‪ ،‬فلا يَ ُكن ل َك إل ٌه غيري»‪ ،‬أَ ْو لا‪ ،‬فنتّخ ُذ لنا آله ًة العروس في حضورها إلى الكنيسة لل ِاكليل‪ .‬في يوم ال ُعرس‬

‫كآلهة الأمم (ال ُّسلطة‪ ،‬والجاه‪ ،‬والمال‪ ،‬وال َح َسب‪ ،‬وال َّنسب‪ ،‬تأتي العروس إلى الكنيسة مرتدي ًة فُستانًا أبي َض وطرح ًة‬

‫و‪ ...‬إلخ) ونجعلها سيّدة على حياتنا‪ .‬في ك ّل هذه المسألة طول ًة بيضا َء رم ًزا للطّهارة وال ّنقاء‪ .‬هكذا في ال َّصوم‪ ،‬يق ّدم‬

‫يبقى الخيار خيا ًرا شخصيًّا‪ ،‬خيا َر ك ّل واحد م ّنا‪ .‬ولا يَغي َ َّب ال ّصائم ذاته لل ّر ّب‪ ،‬نف ًسا وجس ًدا‪ ،‬بيضا َء طاهر ًة‪ ،‬طالبًا‬
‫ع ّنا‪ ،‬في هذا المسعى كلّه‪ ،‬أنّه إذا كان ال َّصوم مسيرة نور – رحم َة ال ّر ّب‪ ،‬ومصلّ ًيا من أجلنا جمي ًعا كيما يشملَنا الر ُّب‬
‫وهو كذلك – فلكي نذكر فيه أ ّن ال ّر ّب أَحبّنا ح ّبًا عظي ًم برحمته‪ ،‬فنكو َن في ِعداد جميع الذين أَر َضوه منذ ال َّدهر‪.‬‬

‫س‪ :‬س ّيدنا‪ ،‬ح ّبذا لو نسمع منكم توضي ًحا بشأن الأحد‬         ‫قاده إلى موت ال ّصليب من أجلنا‪ ،‬ف ُنبادلَه هذا الح ّب‬
                           ‫الأ ّول من ال َّصوم‪.‬‬             ‫بح ّب ليس سوى نقط ٍة في بحر حبّه‪ ،‬لنستح ّق أن نكون‬

‫ج‪ :‬الأحد الأ ّول من ال َّصوم هو أَحد الأَيقونات‪ ،‬وتدعوه‬     ‫من خا ّصته؛ فمن أجل هذا‪ ،‬بال َّضبط‪ ،‬افتدانا‪.‬‬

‫الكنيسة‪،‬أي ًضا‪،‬أحدالأرثوذكس ّية(استقامةالرأيوالتمجيد)‪،‬‬      ‫نتذكّر‪ ،‬في هذا ال ّسياق‪ ،‬س ّر المعموديّة وطقسه؛ ففيه نتطلّع‬
‫إذ فيه نذكر العقيدة القويمة الخا ّصة بالأيقونات‪َ ،‬ع َني ُت‬  ‫إلى الغرب‪ ،‬رم ِز الظُّلمة‪ ،‬ل ُنعلن للكاهن رف َضنا الشيطا َن‬
                                                            ‫وك َّل أباطيله‪ ،‬ث ّم نُدير أَلحاظنا نحو ال ّشق‪ ،‬رم ِز ال ّنور‪،‬‬
                      ‫بها عقيدة إكرام الأيقونات‪.‬‬            ‫ل ُنعلِن ُموافقتَنا المسيح‪ .‬هذا هو‪ ،‬برأيي‪ ،‬المَ ّد والجزر في‬

‫حياة المؤمن؛ هذا هو – إذا ص ّح المُصطَلح – ال ّصاع الذي تعرفون أ ّن الأيقونة مربوط ٌة بالتج ّسد‪ .‬فنحن نص ّور الر ّب‬
‫يعيشه ك ّل مؤمن بيسوع‪ ،‬والذي يستوجب منه جها ًدا يسوع بعدما تج ّسد وصار إنسانًا بالهيئة‪ ،‬ون ّصور معه‬

‫روحيًّا يُن ّقي به ذاته ليستدخل ال ّنور إلى ذاته‪ ،‬فيستح ُّق أن والدته بالجسد العذراء مريم وسائر الق ّديسين‪ .‬بينما لا‬
‫يكون اب ًنا لل ّنور يشهد للّه ويحيا بحسب وصاياه‪ .‬في ال َّصوم نص ّور أقنوم الآب إذ لا جسد له‪ .‬كذلك‪ ،‬الأيقونة مربوط ٌة‬

‫يق ّدم ال ّصائم ذاته بكلّيّتها للّه‪ ،‬نف ًسا وجس ًدا‪ .‬لذا‪ ،‬لا يستقيم بال ّنور؛ إذ‪ ،‬عندما نص ّور الق ّديس أي ُقون ًّيا‪ ،‬نص ّوره كما هو في‬
‫ال َّصوم بال ِانقطاع‪ ،‬جسديًّا‪ ،‬عن المآكل الزفريّة‪ ،‬فيما ال ّنفس المجد‪ ،‬في ال ّنور الإله ّي‪ ،‬وهو ما ترمز إليه الهالة الدائريّة‬

‫مستم ّرة بخطاياها؛ كما لا يستقيم ال َّصوم بال ّصلاة فقط التي تُكلّل رأسه‪ ،‬وما ترمز إليه‪ ،‬كذلك‪ ،‬وضع ّي ُة ك ّل ق ّديس‬
‫والع ّفة عن الخطيئة‪ ،‬من ُدون تصويم ال َجسد عن المآكل في أيقونته‪ ،‬وضعيّتُه التي تعكس الحدث الذي ُيثّله‪ .‬من‬

‫ال ّزفريّة؛ فهذه العناصر كلُّها (ال ِانقطاع عن ال ّزفَ َرين‪ ،‬مع هنا أ ّن ر ّسام الأيقونة يستحضر ال َح َدث وينقلُه صور ًة‪ ،‬أو‪،‬‬
‫ال ّصلاة‪ ،‬مع التوبة المستم ّرة) يُك ّمل بع ُضها بع ًضا‪ ،‬ويجب بتعبير آخر‪ ،‬يكتبه صورة‪ .‬لذلك‪ ،‬نحن ندعو ر ّسام الأيقونات‬
‫أن تجتمع م ًعا في ال َّصوم كي يستقيم‪ .‬ذلك بأ ّن الإنسان كاتبًا ونُع ّرف به بهذه ال ِّصفة‪ ،‬أي بأنّه كاتب الأيقونات‪ .‬من‬

‫جس ٌد ونف ٌس م ًعا‪ ،‬وفي ال َّصوم هو يق ّدم ذاته بكلّيّتها للّه‪ ،‬أجل هذا نحن نعتبر الأيقونة مدرس ًة؛ وهي كذلك لأنّها‪،‬‬
‫نف ًسا وجس ًدا‪ ،‬ولا يكتفي بتقديم جز ٍء منها‪ .‬إ ّن ال ّصوم هو بصلاتنا أمامها وتأ ّملنا إيّاها‪ ،‬وقراءتنا ما ُتثّله‪ ،‬تُعلّمنا در ًسا‬

‫َصوم الكيان الإنسان ّي بكلّ ّيته‪ ،‬وهذه ال ّكل ّية هي التي تجعل يخت ّص إ ّما بسيرة الق ّديس (أو الق ّديسة) ّيسة) أو بتعليمه‬
                               ‫منه مسيرة قداسة‪ .‬في زمن ال ّصوم ينبغي للمؤمن أن ُياثل أو بال ِاثنين م ًعا‪.‬‬

                                                            ‫‪10‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16