Page 50 - AlNashra Year 2024 Issue 05
P. 50
أبصا َركم بهرج ُة الأر ِض وبري ُقها ال ّزائف .لا مج َد عقليـ َة التمـ ّر ِد والعصيان ،حتّى عىل نظا ِم خليق ِة
حقيق ٌّي ها ُهنا على هذه الأر ِض الفانية؛ فالمج ُد الل ِه نف ِسـه .كم شـ َّوهنا نح ُن جام َل ما خلق ُه الله
الوحي ُد والكرام ُة الحقيقيّ ُة هما أن نصو َن أجسا َدنا فينـا! وكـم نرى اليـو َم من تحري ٍف َمقيـ ٍت لصور ِة
ونفو َسنا طاهر ًة من فسا ِد هذا العالم ،ذاك العالم اللـ ِه الحسـن ِة في المـرأ ِة والفتـا ِة وحتّـى في ال َّرجل!
الذي “فَ َس َد ِت الأ ْر ُض [فيه] أما َم الل ِه ،وامتلأَ ِت لقـد غدا ك ُّل مـا حولَنا هرا ًء فار ًغـا ،و ُد َّوام ًة عبثيّ ًة
مـن الخوا ِء لا نهاي َة لها؛ ح ًقـا إنّه “باط ُل الأباطيل،
الأ ْر ُض ظُلْا ًًم”(((كما في أيّام نوح.
الك ُّل باطـل”(((!
جهاد الإيمان وثقة الرحمة الإلهية كذلـك فـإ َّن شـبا َب اليوم في أمـ ِّس الحاج ِة
يا شبا َب الكنيسة ،إ َّن جها َدنا ال ّروح ّي في إلى أن يـ َروا ال ِّصـد َق والصراحـ َة في َمـن حولَهـم.
هذه الأيا ِم أش ُّد وطأ ًة ما ّّم كان عليه بالأمس .لذلك فإن لم يلمسـوا فينـا ،نح ُن الم ّدعي َن التُّقـى وال َو َرع،
أُنا ِش ُدكم أن تُد ِّربوا أنف َسكم وتُه ّيِئوها للرّّصا ِع أ َّي صـد ٍق حقيقـ ّي ،فويـ ٌل لنـا! خر ٌي لنـا حينئـ ٍذ
المق ّدسُ ،معتمدين على ق ّو ِة الإصغا ِء لصو ِت الل ِه أن يُعلَّـ َق في عن ِقنـا حجـ ُر َر ًحـى ونُغـ َر َق في ل ّجـ ِة
الهاد ِئ ال ّساك ِن في أعما ِق ال ّضمير .هكذا فقط
يمك ُننا أن نكب َح جمو َح هذا الجس ِد الثائ ِر بأهوائه. البحـ ِر(((.
واعلموا أيّها الأح ّبة أ َّن العال َم قا ٍس لا يرح ُمنا إن
تعرََّثت أقدا ُمنا في در ِب الخطيئة؛ أ ّما إل ُهنا فهو فضيلة التمييز وسط خداعات العالم
رؤو ٌف رحي ٌم وطوي ُل الأناة ،ينتظ ُر توبتَنا بفض ِل يا شبا َب الكنيس ِة الأحبّاء ،لقد وصلتم
مراحم ِه الج ّمة .فلا تيأسوا ،بل ثِقوا برحم ِة الله، اليو َم إلى مستوى رفيعٍ من العل ِم والمعرفة ،وباتت
فهو قد أعلن عن ذاتِ ِه لموسى قديمًا قائاًل“ :ال َّر ُّب لديكم قدر ٌة على إدرا ِك ك ِّل ما يدو ُر حولَكم .ولكن
ِإلَ ٌه َر ِحي ٌم َو َر ُؤو ٌف ،بَ ِطي ُء الْ َغ َض ِب َوكَ ِثي ُر ال ِإ ْح َسا ِن تذ َّكروا أ َّن ما ينق ُص هذا العال َم الصاخ َب هو فضيل ُة
التّمييز والحكم ُة ال ّروحية .إي ّّن أعل ُم تما ًما كيف
َوالْ َوفَا ِء”(((. تُغوينا رو ُح هذا ال َّده ِر وتُغرينا ببري ِقها الخادع،
لك ّنها في النهاي ِة تطر ُحنا في فرا ٍغ موح ٍش و ُعزل ٍة
العالم ضد المسيح وأتباعه قاتلة ،وتتر ُكنا فريس ًة لليأس .انتبهوا! ليس ك ُّل ما
إ ّن ك َّل ما يحي ُط بنا اليوم ُم َعا ٍد تما ًما لأفكا ِر في العال ِم صال ًحا أو نق ًيّا؛ بل كثي ٌر من ُه خاد ٌع و ُمضلّل.
الله ،وغري ٌب عن رو ِح المسي ِح وتعالي ِمه .لقد إ ّن هذا الضجي َج الذي يل ُّف حياتَنا يه ُد ُف قب َل ك ّل
“قا َم ُملو ُك الأ ْر ِض وتآ َم َر ال ُعظما ُء م ًعا على ال ّر ِّب شي ٍء إلى من ِعنا من اكتشا ِف الحقيقة .فلا تُ ْع ِم
تكوين ١١:٦ ((( جامعة ٢:١ (((
خروج .٦:٣٤ (( ( م ّتى ٦:١٨ (( (
49 Issue 5 - 2024

