Page 53 - AlNashra Year 2024 Issue 05
P. 53
ما في العالم من ش ّر وظلمة .وح َده الصلا ُح الإله ّي على الفضيلة والع ّفة والنقاوة .تقوم على العطاء
المنسكب على المؤمنين في العبادة الح ّقة يسلّحهم غيرِ الأنان ّي ،وعلى الاِنتباه الموضوع ّي إلى وصايا الله
ض ّد ِحيَل الش ّرير وظلمة الخطيئة .المؤمن الذي
يختبر الرجوع إلى ِد ْف ٍء بيت الآب لا يعود ينج ّر إلى ومشيئته.
الطرق المع َو ّجة والمسالك الباطلة ،بل يجد في دعوة
الله له خير تعزية و ِشبَع ،وشوقًا متزاي ًدا لل ِامتلاء من في الق ّداس الإله ّي نسمع المسيح ،الذي يخاطبنا في
الإنجيل إن أحس ّنا الإصغاء .يخاطبنا إنجيله بصفتنا
حضور المسيح. الشخصيّة .ينظر إلى قلب ك ّل واحد م ّنا ويهبه ما
يوافقه .يعرف رعيّتَه ورعيَتُه تعرفه (يوح ّنا :10
يشـاء اللـه الآب أن يق ّربنـا منـه لأنّـه أب متح ّنـن. .)14يعرف خصوص ّية ك ّل عضو في كنيسته ويسهر
يشـاء أن يض ّمنـا إلى خراف رعيّته الناطقة .يشـاء أن
يجعلنـا شركاء في مجد طبيعتـه الإله ّية الفائقة العالم على خيره فيرشده إلى ما فيه بنيانه وخير إخوته.
( 2بطـرس .)3 :1يشـاء أن ننـال ميراثـه السامو ّي الر ّب يعلن وجهه للّذين يطلبونه في الصلاة
مع الق ّديسني في الساموات .هذا ما أدركه ق ّديسـو والعبادة .إاّل أ ّن الإعلانات الإلهيّة تتّخذ خصوص ّي ًة
الكنيسـة فعشـقوا المسـيح وجعلـوا وفراد ًة وحصريّ ًة ضمن جسم الجماعة الكنسيّة .وفي
محبّته الغايـة الأولى لحياتهم .أدركوا هذا الإطار فقط تُث ِم ُر مفاعيل
غنـى مح ّبـة اللـه الآب فسـ َعوا ،مـن نعمة الروح القدس .حضور
ك ّل قلوبهـم ،إلى الاِتّحـاد بها وال ِامتلاء
ال ّروح القدس الذي يربطنا
مـن نورهـا .وجـدوا اللؤلـؤة الثمينـة بالإله المثلّث الأقانيم ،وعم ُل
في كنيسـة المسـيح المجيـدة فباعـوا ال ّنعمة في حياة الإنسان يم ّيزان
الكنيسة عن أيّة ُمؤ ّسسة
ك ّل شيء مـن أجـل التن ّعـم باقتنائها.
صـاروا يتحرّّضون لـك ّل قـ ّداس بور ٍع أُخرى على الأرض.
شـديد ،بتوبـة واعرتاف ،وبصالة عميقـة وتخ ّشـع
الكنيسة هي بيت الآب الذي
ومهابـة ،حتّـى باتـت المناولـة الإلهيّـة الحـدث
المحـور ّي في حياتهـم والمجـال الأرحـب لمعرفـة يجد فيه الإنسان هويّته الحقيقيّة .يجد فيها معنى
اللـه و "ليك تكـون لهـم حيـاة وتكـون لهـم أوفـر" حياته ووجوده على الأرض .ويجد فيها دعوته
الأصل ّية لل ِاتّحاد بالآب والتن ّعم بنور مح ّبته" .نعمة
(يوح ّنـا " .)10 :10تكـون لهـم حيـاة" بالمعموديـة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح
وبـأسرار الكنيسـة" ،وتكـون أوفر" في الب ّر والقداسـة.
دعوتنا هي أن نتن ّعم بخيرات بيت الآب .أن يصير القدس" ( 2كورنثوس )14 :13تجعل من الإنسان
قلبنا مذب ًحا للر ّب مق َّد ًسا ومكانًا لحلول نعمته
وظهور مجده .هذا ما تدعونا الكنيسة اليوم خ ّصيص الله وابنه بالفعل.
الق ّداس الإله ّي ينبوع لا ينضب للعطايا الإله ّية
لنعيشه ونتذ ّوقه في الق ّداس الإله ّي. وللصالحات السماويّة التي تجعل من واقع المجتمع
والتاريخ مجااًل للخير والب ّر والفضيلة .وح َدها
النعم ُة المعطاة للإنسان ّية في الق ّداس الإله ّي تغلب
العدد ٢٠٢٤ - 5 52

