Page 45 - AlNashra Year 2024 Issue 05
P. 45

‫شـك ًرا‪ .‬فالملائكـ ُة التسـبي َح والسـا ُء الكوكـ َب‬         ‫أســاس ّي‪ .‬فللمســيح ميــادان بحســب تعبــر‬
‫والمجــو ُس الهدايــا والأر ُض المغــار َة والقفــ ُر‬        ‫الق ّديـــس غريغوريـــوس اللاهـــوتيّ‪ .‬الأ ّول مـــن‬
‫المـزو َد؛ وأ ّمـا نحـن فُأ ًّمـا بتـول ًا‪( "....‬إيذيومالات‬  ‫الآب بـا علّـة ولا زمـن‪ ....‬والثـاني مـن أجلنـا‬

                  ‫غـروب عيـد الميـاد)‪.‬‬                       ‫مــن البتــول في زمــن‪ ،‬لكــن فــوق نواميــس‬

‫بشـخص والـدة الإلـه‪ ،‬الصامتـة والمتأ ّملـة‪ ،‬تبدأ‬             ‫الطبيعـــة إذ ُحبـــل بـــه مـــن الـــروح القـــدس‬
‫معطيـات المسـيحيّة الأساسـ ّية‪ :‬ح ّريّـة الإنسـان‬            ‫وليـــس مـــن زرع بـــر ّي‪ ،‬والـــولادة كانـــت‬
‫ومشــيئة اللــه؛ وهــا وجهــان متكامــان‬                     ‫بتوليّـة‪ .‬كلا الميلاديـن لا يَسـ ُر غو َرهـا العقـ ُل‬
                                                             ‫البـر ّي‪ .‬مـن هنـا تـأتي عظمـة والـدة الإلـه‬
‫للخـاص الـذي أتى بـه المسـيح الكلمة‪ .‬المشـيئة‬
‫الإله ّيـة تعـرض الخـاص‪ ،‬والبشريّـ ُة‪ ،‬بشـخص‬                            ‫خادمــة س ّر التج ّســد الإلهــ ّي‪.‬‬
‫مريـم‪ ،‬تقبـل فيتـ ّم اتّحـاد الأرض ّيـات بالإله ّيات‬         ‫العــذراء تســتق ّر بثبــا ٍت في مركــز الأيقونــة‪،‬‬
                                                             ‫وبحجـم كبـر‪ ،‬دلالـ ًة لاهوت ّيـ ًة عـى أه ّميّتهـا‬
           ‫ويصـر الإنسـان إل ًهـا بالنعمـة‪.‬‬                  ‫ومكانتهـا في الـ ّر العظيـم الـذي دخلـت إليـه‬
‫تـأتي أه ّم ّيـة والـدة الإلـه مـ ِن اسـم الأيقونـة‬          ‫بطاعتهـا وتواضعهـا ونقائهـا لتصـر أُ ًّمـا للخالق‬
‫باللّغــة اليونانيــة ‪( γεννησης‬التكويــن)‬                   ‫ولتصبـح‪ ،‬هـي ذاتهـا‪ ،‬أيقونـة لخـاص البـر‪.‬‬
‫بالاِسـم نفسـه الـذي للسـفر الأول مـن الكتـاب‬
                                                             ‫ثبـات والـدة الإلـه في وسـط الأيقونـة يـأتي بد ًءا‬
‫المقـ ّدس بعهـده القديـم‪ .‬وهـذه إشـارة واضحة‬                 ‫مـن ثباتهـا في قولهـا للمـاك‪" :‬ليكـن لي حسـب‬
‫وصريحـة إلى أ ّن الميـاد يتخطّـى موضـوع عيـد‬
                                                             ‫قولــك" (لوقــا ‪ .)38 : 1‬ولثباتهــا هــذا‪ ،‬مع ًنــى‬
‫ميــاد المســيح‪ .‬إنّــه إعــادة الخلــق بيســوع‬              ‫عميـ ٌق أيضـاً إذ هـي رمـز الكنيسـة التـي تولـد‬
‫المسـيح (آدم الجديـد)‪ .‬والعـذراء والـدة الإلـه‬               ‫أمــام أعيننــا حيــث يجتمــع العالمــان الأرض ّي‬

‫هــي حــواء الجديــدة التــي انحنــت أمــام‬                                        ‫والسـاو ّي م ًعـا‪.‬‬
                                                             ‫هــي الأقــرب إلى المســيح في الأيقونــة‪ ،‬وهــذه‬
‫المشـيئة الإلهيّـة لتلـد‪ ،‬بعذريّتهـا أي ًضـا‪ ،‬نسـ ًا‬
           ‫جديـ ًدا بفعـل الـروح القـدس‪.‬‬                     ‫دلالـة ثانيـة‪ ،‬أي ًضـا‪ ،‬عـى أه ّميّتهـا ومكانتهـا في‬
                                                             ‫س ّر التدبـر الخـصي ّا الصائـر بالتج ّسـد حيـث‬
‫تســتلقي العــذراء وســط جبــل وكأنّهــا جــزء‬               ‫أعطـت كلمـ ّة اللـه جسـداً مـن جسـدها ودمـاً‬
‫منـه دلالـة عـى كونهـا الجبـ َل الـذي يتحـ ّدث‬
‫عنـه الأنبيـاء‪ .‬الجبـل الـذي اقتُطـع منـه حجـر‬               ‫مــن دمهــا‪ .‬هــي هديّتنــا نحــن البــر للإلــه‬
‫مــن دون يــد (دانيــال ‪ )45 :2‬والجبــل الــذي‬               ‫المتج ّســد‪ " :‬مــاذا نقــ ّدم لــك أيّهــا المســيح‬
                                                             ‫لأنّـك ظهـرت عـى الأرض إنسـاناً لأجلنـا؛ فـك ّل‬
‫تخـرج منـه (تنبـت فيـه) الشريعـة الجديـدة‬
                                                             ‫فـرد مـن المخلوقـات التـي أبدعتهـا يقـ ّدم لـك‬
‫(إشـعياء ‪ . )3 :2‬وهـذا مـا تعـ ّر عنـه تراتيـل‬
‫عيــد الميــاد "لقــد خــرج قضيــب مــن أصــل‬

                                                             ‫العدد ‪٢٠٢٤ - 5‬‬  ‫‪44‬‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50