Page 6 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 6

‫ك ّل مـكان‪ .‬ك ّل عـا ٍم ورجـاء المسـيح متجـ ّد ٌد في‬  ‫نستحثّه على أن يصرخ‪ ،‬فيجيب برويّة نفس‪:‬‬
‫قلوبكـم رغـم ك ّل محنـ ٍة ورغـم ك ّل ضيـق‪ .‬ك ّل‬                 ‫أحببتكم‪ ،‬لذا بذلت نفسي عنكم؛‬

‫عـا ٍم وإنسـان هذه الديـار بخير وفال ٍح‪ .‬ك ّل عا ٍم‬   ‫نستحثّه على أن يتد ّخل‪ ،‬فير ّن‪ ،‬في آذاننا‪،‬‬
‫وأنتـم بخري إخوتنـا في المواطنـة في الجغرافيـة‪.‬‬                  ‫صو ٌت نبو ٌّي‪ :‬طُ ُرقي غير طُ ُر ِقكم‪.‬‬

‫وأنتـم ونحـن بخري‪ ،‬عندما ندرك ونعـي ونعمل‬             ‫نعيش ههنا‪ ،‬في هذا الشرق الذي تَس ّمى‪،‬‬
‫ِمـن منطلـق أنّنـا جمي ًعـا ركّاب قـار ٍب واحـ ٍد لا‬                       ‫أ ّواًل‪ ،‬باسم المسيح؛‬
‫يعـرف في الديـن سـبياًل للتفرقـة‪ ،‬ولا يعـرف في‬
                                                      ‫نعيش في هذه الديار‪ ،‬نتن ّك ُب صليبَها منذ‬
‫التنـ ّوع الدينـ ّي الـذي شـاءه العي ّل القديـر في‬    ‫ألفي عام‪ ،‬ونتن ّكب صواع َد التاري ِخ ونوازلَ ُه‬
‫هـذه الديـار إاّل سـبياًل للاتّضـاع أمـام عظمتـه‬
                                                                                    ‫عليها؛‬
‫وأمـام حكمتـه التـي شـاءتنا ههنـا‪ ،‬متحابّني‬
‫لتظهـر محبّتـه نحونـا‪ ،‬وراحمني بعضنـا بع ًضـا‬         ‫نعيش ههنا‪ ،‬في هذه الوديان‪ ،‬وفي تلك الروابي‪،‬‬

    ‫لتظهـر مراحمـه ورحمان ّيتـه فينـا وعبرنـا‪.‬‬                  ‫التي عانقت أقدام تلاميذ المسيح؛‬
‫أبعث ِمن الكنيسة المريم ّية بدمشق البرك َة‬
‫الرسوليّة‪ ،‬والمح ّبة الصادقة‪ ،‬لأبنائنا في الكرس ّي‬    ‫نعيش ههنا‪ ،‬مثل الزيتون الذي يعطي قيم ًة‬
‫الأنطاكيّ المق ّدس في الوطن وفي بلاد الانتشار‪.‬‬        ‫للأرض التي يعيش بها‪ ،‬كما ويستمد قيم ًة ِمن‬
‫بارككم الله جمي ًعا‪ ،‬وأجزل عليكم ِمن َمعين‬
‫صلاحه‪ ،‬وحفظكم‪ ،‬وحفظ أطفالكم والمخت ّصين‬                                  ‫أصالتها و ِمن عراقتها‪.‬‬
                                                      ‫شاءتنا ي ُد الله ِمن رحم هذه الأرض ومن‬
                               ‫بكم‪.‬‬
                                                                         ‫رحمانيّة خالق الأرض؛‬
‫ك ّل عا ٍم وقيامة المسيح مبعث النور والسلام‬                           ‫شاءتنا ي ُد المولى ههنا؛‬
                                                      ‫شاءتنا ِمن ضمن تاريخ هذه الديار التي‬
                     ‫لعالمه الذي أح ّب؛‬
‫ك ّل عا ٍم وفصح المسيح رجا ٌء يمسح فينا رونق‬          ‫اصطبغت بمختلف الحضارات‪ ،‬ولم تقتصر‬
                                                            ‫صبغتُها على حضار ٍة أو دي ٍن دون سواه؛‬
                             ‫النفس؛‬
                                                      ‫شاءتنا‪ ،‬بمراحمه‪ ،‬شهو ًدا وش ّها ًدا لأصالة‬
‫ك ّل عا ٍم وفصحه بلس ٌم يدهن بزيت الرحمة‬              ‫إيمان‪ ،‬تل ّقفناها ِمن صدور أم ّهاتنا‪ ،‬سمعناها ِمن‬
   ‫أروا َح َمن سبقونا إلى ملقى وجهه الق ّدوس؛‬         ‫فم تلاميذ المسيح‪ ،‬غرسناها في نفوسنا‪ ،‬وزنّرنا‬

‫ك ّل عا ٍم وفصح المسي ِح فينا عبو ٌر ِمن بحر‬          ‫بها أرجاء المعمورة حاملين لها البشرى السا ّرة‬
   ‫هذا العمر الهائج إلى مرسى خلاصه الهادئ؛‬                                ‫بصرخة‪ :‬المسيح قام‪.‬‬

          ‫ك ّل عا ٍم وفصحنا مصداق قوله‪:‬‬               ‫ك ّل عـام وأنتـم بخري‪ .‬ك ّل عام وسـوريا بخير‪.‬‬

  ‫"أنا معكم طول الأيّام إلى منتهى الدهر"‪.‬‬             ‫نصيّل ونسـأل مـن القلـب‪ .‬ك ّل عـام ولبنـان‬
  ‫ك ّل عام وأنتم بخير‪ .‬المسيح قام‪ ،‬ح ًّقا قام‪.‬‬
                                                      ‫بخري‪ .‬ك ّل عـا ٍم ورجاء الفصح متجـ ّد ٌد في قلوبنا‪،‬‬
                                                      ‫وفي قلوبكـم‪ ،‬إخوتَنـا وأبناءنـا الأنطاك ّيني في‬

‫‪5 Issue 2 - 2025‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11