Page 11 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 11
لقــد واجهنــا في الســنوات الأخــرة عقبــات جســيمة تمثّلــت في صعوبــات متزايــدة بــدأت
مــع تفاقــم الأزمــات الاقتصاديّــة في لبنــان وســوريا ،مــا أنهــك مواردنــا الماليّــة ،وجعــل مــن
الصعـب ،بشـكل متزايـد ،الحفـاظ عـى مبادراتنـا الاجتماعيـة الحيويّـة التـي تهـدف إلى تقديـم
المسـاعدات الأساسـيّة ،مثـل :الغـذاء والمـاء والمـأوى والدعـم التعليمـ ّي للمحتاجـن.
وفي شــباط ،2023كان لأنطاكيــة ولجوارهــا النصيــب الأكــر مــن الزلــزال المد ِّمــر .ونتيجــة
لذلـك ،وجـد آلاف مـن المؤمنـن أنفسـهم مش ّرديـن ،في حـن ُد ِّمـرت تسـ ُع كنائـس بالكامـل،
مـن بينهـا الكاتدرائيّـة البطريركيّـة في سـوق أنطاكيـة التاريخـ ّي ،وتعـ ّرض العديـد مـن الكنائـس
الأخـرى لأضرار جزئ ّيـة جعلتهـا غـر صالحـة للاسـتخدام إلى حـن الانتهـاء مـن أعـال الترميـم.
وبالإضافـة إلى ك ّل هـذه المحـن ،يجـد المسـيح ّيون أنفسـهم ،في سـوريا ،في بلد أنهكتـه الحروب
و ُد ّمـرت فيـه البنـى التحتيّـة ومصـادر الطاقـة .إ ّن إخوتكـم الذيـن مـا زالـوا هنـاك ،بقـوا بسـبب
انتمائهـم المتجـ ّذر إلى كنيسـة يحبّونهـا ويعتبرونهـا جـز ًءا مـن كيانهـم ومـن هويّتهـم المسـيحيّة
المشرقيّـة الراسـخة في تاريـخ هـذا الشرق.
مـا ِمـن أحـد يجهـل أ ّن صـوت أنطاكيـة صـدح ،دائمًـا ،مـن أجـل وحـدة الكنائـس عـى
أسـاس الإيمـان الرسـول ّي و"حـ ّق الإنجيـل" ،فلنرفـع صوتنـا ،اليـوم ،في الصـاة ،م ًعـاِ ،مـن أجـل
كنائـس اللـه المق ّدسـة والاتّحـاد في الإيمـان والتعاضـد في مح ّبتنـا بعضنـا لبعـض.
في موسـم الفصـح المقـ ّدس ،أعايدكـم جمي ًعـا مـن هـذه المدينـة الرائعـة ،وأسـأل اللـه أن
يبـارك اليونـان وشـعب اليونـان الط ّيـب ،وأضرع إلى المسـيح القائـم أن يكلّـل مؤتمركـم بالنجـاح.
في ختــام كلمتنــا الافتتاح ّيــة ،نُعــ ّر عــن بالــغ تقديرنــا لــوزارة الخارج ّيــة في الجمهوريّــة
اليونانيّـة ،التـي ينعقـد تحـت رعايتهـا الكريمـة هـذا المؤتمـر ،لِـ َا أبدتـه ِمـن دعـ ٍم ورعايـة
لصالــح الحــوار والتعــاون الأكاديمــ ّي.
كـا نتو ّجـه بجزيـل الشـكر إلى كلّ ّيـات اللاهـوت في جامعتَـي أرسـطو في تسـالونيك ،والجامعة
الوطن ّيــة والكابودســريّة في أثينــا ،وفي جامعتنــا في البلمنــد ،عــى حســن الإعــداد والتنظيــم
الراقـي لهـذا المؤتمـر.
نُثْ ِنـي عـى الجهـود التـي بذلهـا جميـع َمـن عملـوا في سـبيل نجـاح تنظيـم هـذا المؤتمـر،
ونرسـل لهـم بركتنـا الأبويّـة مـع الدعـاء بـدوام التوفيـق.
ونُعلـن افتتـاح أعـال مؤتمـر «أنطاكيـة والمسـيحيّة الباكـرةِ :مـن كـرازة الرسـل إلى إيمـان
نيقيـة» ،راجـن لهـا ثمـا ًرا علميّـة وروح ّيـة وافـرة.
دمتم بخير .المسيح قام ،ح ًّقا قام.
العدد 2025 - 2 10

