Page 15 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 15

‫تــرىّب عــى حســن الجــرة والعلائــق مــع الآخــر كائ ًنــا مــن كان‪.‬‬
‫نذكـــر غريغوريـــوس الرابـــع حـــداد‪ ،‬بطريـــرك أنطاكيـــة‪ ،‬الـــذي أطعـــم بذهـــب صليبـــه‬

                                                       ‫المســـلم والمســـيح ّي؛‬
          ‫نذكر ذاك البطريرك الذي اعتاد مسلمو دمشق أن ينادوه مح ّمد غريغوريوس؛‬
‫نذكــر غريغوريــوس الــذي لم يفــ ّرق رغيــف خبــزه بــن مســلم ومســيح ّي‪ ،‬أيّــام الحــرب‬

                                                                  ‫الأولى؛‬
‫نذكــره‪ ،‬ونــرى في شــخصه بوتقــ ًة تتج ّســد فيهــا الوحــدة والتنــ ّوع والتع ّدديّــة في حفــا ٍظ‬
‫تـا ّم عـى الإيمـان وعـى الأصالـة في الشـهادة الأنطاك ّيـة لإنجيـل المسـيح‪ .‬كيـف لا‪ ،‬ومدرسـة‬
‫كنيســة أنطاكيــة اللاهوت ّيــ ِة آرســطيّ ٌة تؤمــن أ ّن الملمــوس والواقعــ ّي هــو دليلهــا إلى المجــ ّرد‬

       ‫والنظــر ّي وإلى اللامحسوســ ّية الأفلاطونيّــة التــي التصقــت بالمدرســة الاســكندرانيّة؛‬
‫نذكــره‪ ،‬ونذكــر طيــب العلاقــة التــي جمعتــه والهاشــميّين الذيــن تصــ ّدروا لــواء الثــورة‬

                                                                ‫العرب ّيــة؛‬
‫نذكـر يـده التـي امتـ ّدت‪ ،‬قبـل غيرهـا‪ ،‬لتصافـح الملـك فيصـل الأ ّول‪ ،‬سـنة ‪ ،1918‬وآخـر‬

                       ‫َمـن صافحـت يـد فيصـل في محطّـة الحجـاز قبـل المغـادرة؛‬
‫نذكــره‪ ،‬ونذكــر جوابــه الشــهير للتقــ ّي الــدول ّي الــذي جاءنــا تلــك الأيّــام‪ :‬نريــد انتدابًــا‬

                                                ‫وطنيًّــا لا غري ًبــا عــى أرضنــا؛‬
‫نذكــره‪ ،‬ونذكــر يــوم خرجــت دمشــق وبــاد الشــام‪ ،‬بمســلميها ومســيحيّيها‪ ،‬لوداعــه‪،‬‬

                                                             ‫ســـنة ‪.1928‬‬

‫ونذكـر‪ ،‬أي ًضـا‪ ،‬اليـاس الرابـع معـوض‪ ،‬بطريـرك أنطاكيـة وبطريـرك العـرب‪ ،‬الـذي ُعجـن‬
 ‫مشرقيًّـا مـن رحـم هـذا الـرق‪ ،‬ورأى في فلسـطين وفي القـدس قض ّيـة الإنسـان ّية جمعـاء؛‬
                     ‫نذكره‪ ،‬ونذكر صوته الصادح في ق ّمة لاهور الإسلام ّية‪ ،‬سنة ‪1974‬؛‬

‫نذكــره‪ ،‬ونذكــر رنّــة صوتــه التــي تــر ّن في آذاننــا إلى اليــوم‪ ،‬وهــو الــذي قــال يو ًمــا‪ :‬إ ّن‬
‫الـراب الـذي شرب دم شـهداء هـذا الوطـن لم يسـأل إذا كان هـذا الـدم مسـيحيًّا أو مسـلا ًًم؛‬
‫نذكـره‪ ،‬ونشـ ّدد عـى دور كنيسـتنا الجامـع الـذي سـعى إلى مـ ّد الجسـور‪ ،‬دائمًـا‪ ،‬ورفـض‬

                                                        ‫التقوقـع والانعـزال؛‬

‫نذكـــره‪ ،‬ونذكـــر ســـلفه البطريـــرك إغناطيـــوس الرابـــع هزيـــم‪ ،‬وننـــ ّوه بـــدور الكنيســـة‬
    ‫الأنطاكيّـــة في مـــ ّد جســـور التواصـــل واللقيـــا مـــع الجميـــع إبّـــان الحـــرب اللبنانيّـــة؛‬

‫نذكــر البطريــرك إغناطيــوس الــذي قــاد دفّــة هــذه الكنيســة معتمــ ًدا لغــة الانفتــاح‬

‫العدد ‪2025 - 2‬‬  ‫‪14‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20