Page 16 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 16

‫والحــوار مــع الجميــع مقابــل لغــة المتاريــس ولغــة الإقصــاء التــي أطالــت الحــرب‪ .‬ولعــ ّل‬
‫أكـ َر دليـ ٍل عـى التنـ ّوع والتع ّدديّـة عنـد إغناطيـوس الرابـع هزيـم إنشـاؤه جامعـ َة البلمنـد‬

                                           ‫في زمــ ٍن كانــت فيــه الحــرب متّقــدة‪.‬‬
‫وهـــا هـــي جامعـــة البلمنـــد‪ ،‬اليـــوم‪ ،‬تـــرف عـــى طرابلـــس‪ ،‬وتحتضـــن المســـلم كـــا‬
‫المسـيح ّي‪ ،‬وتسـهم في بـ ّث روح الحـوار‪ ،‬وتعمـل عـى بلـورة فكـ ٍر مشرقـ ّي حضـار ّي يقـوم‬

          ‫عــى تلاقــح الحضــارات‪ ،‬لا عــى تضا ّدهــا وتمترســها خلــف حواجــز الانعــزال‪.‬‬
‫يدنـا مفتوحـ ٌة إلى الجميـع‪ ،‬ويدنـا تلاقـي الجميـع‪ .‬نم ّدهـا بكرامـة‪ ،‬ونعـي‪ ،‬ونعـرف أنّنـا‬
‫لســنا أبنــاء اليــوم ولا البارحــة‪ .‬ولســنا لنســتجدي مواطنــ ًة ِمــن أحــد‪ .‬نحــن ِمــن عراقــة‬
‫هــذا الــرق ومــن رحابتــه‪ .‬نحــن‪ ،‬كمســيح ّيين‪ِ ،‬مــن زيتــون هــذا الــرق الــذي يعطــي‬

                     ‫زيــت رحمتــه‪ ،‬ويلامــس بــه قلــوب الجميــع مــن ك ّل الأطيــاف‪.‬‬
‫هــذا غيــ ٌض ِمــن فَيــ ِض مــا عاشــته كنيســتنا‪ ،‬وتعيشــه‪ِ ،‬مــن وحــدة وتنــ ّوع وتع ّدديّــة‬
 ‫في هــذا الــرق‪ ،‬الــذي مــن أحجــاره نحتــت أحجــار كنائســها‪ ،‬وفي مغاورهــا عرفــت خــرة‬
 ‫ن ّســـاكها‪ ،‬ومـــن أزاهـــره أعـــ ّدت مـــرون أسرارهـــا‪ ،‬ومـــن قمحـــه عجنـــت قربـــان تقدمتهـــا‬
 ‫وق ّدمتهـــا شـــكرانًا لـــر ّب الســـموات‪ ،‬الـــذي ارتضانـــا مســـلمين ومســـيحيّين في هـــذه الأرض‪،‬‬

                                     ‫نتلّمــس مرضاتــه ب ُحســن تآخينــا‪ ،‬لا بغــره‪.‬‬
 ‫بوركــ ْت جهودكــم‪ ،‬وبوركتــم جمي ًعــا إخــوتي الحاضريــن‪ .‬أدعــو أن تتكلّــل أعــال هــذا‬

                                                          ‫المؤتمــر بالنجــاح‪.‬‬
 ‫بوركــ ْت جهودكــم‪ ،‬وبوركــ ْت أر ُض الأردن مل ًقــى لــك ّل فكــر مســتني ٍر متســام ٍح‪ ،‬وبوتقــ ًة‬

  ‫للتع ّدديّـــة والتنـــ ّوع والوحـــدة‪ ،‬ودا ًرا ترفـــع إلى اللـــه العـــ ّي القـــ ّدوس الشـــكر والعرفـــان‪.‬‬

‫‪15 Issue 2 - 2025‬‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21