Page 19 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 19
زر ُع ذخائــر الق ّديســن يعنــي ،بالدرجــة الأولى ،أ ّن الإنســان مدعــ ٌّو أن يكــون مائــد َة الــر ّب
الحقيقيّـة؛ وعليـه ،أي ًضـا ،أن يشـ ّع فضيلـ ًة ونـو ًرا ،تما ًمـا ،كالقنديـل الـذي أضأنـاه ووضعنـاه
عــى المائــدة المق ّدســة.
أيّهـا الأخ نيفـن؛ أردتَهـا أن تكـون سـيّد َة الفـرح كنيسـ ًة وضعنـا حجـر أساسـها ،في أيلـول
،2019وقــد أعطانــا اللــهُ ،م َجــ َّد ًدا ،بركــ َة تكريســها .ألا فلتفــ ْض عليــك العــذرا ُء مــن فــرح
ابنهـا ،ولتحتض ْنـ َك بحنانهـا الإلهـ ّي؛ ولتأخـذ نعمتُـه تعـالى بيمينـك ،وبيمـن راعـي الأبرشـ ّية
المطــران أنطونيــوس الصــوري ،لتفيضــا ِمــن فــرح المســيح وتُترعــا بــه قلــوب أبنــاء زحلــة
والجــوار.
وأ ّمــا لمــن أعطَــوا وجــادوا لتخــرج هــذه الكنيســة إلى النــور ،فبركتهــم بــن ثنايــا قــول
بولــس الرســول" :إ ّن اللــه يحــ ّب المعطــي المتهلّــل".
بارككـــم اللـــه جمي ًعـــا ،وأغـــدق عليكـــم مـــن عطايـــاه الســـاويّة ،وأجـــزل عليكـــم مـــن
ينبـــوع خيريّتـــه الـــذي لا ينضـــب.
أردتَهــا ،صاحــ َب الســيادة ،أن تكــون في زحلــة .ونحــن نعــرف مكانــة زحلــة في قلبــك.
وأنـــت الـــذي حملتهـــا معـــك إلى أقـــاصي الأرض .نـــرى فيـــك أصالـــة زحلـــة التـــي نحبّهـــا
ونعشـــقها ،ونـــرى فيهـــا أصالـــة الإيمـــان ومحبّـــة المســـيح عـــى وجـــوه أبنائهـــا.
بوركــت زحلــة ،وبــورك أبناؤهــا الذيــن يعــرون ســاف قلبهــم مــع كــروم حقولهــم،
ويســكبونه مح ّبــ ًة وســا ًما.
نبـــارك لكـــم بالمتحـــف الـــذي أردتمـــوه ملح ًقـــا بالكنيســـة ،والـــذي يحمـــل اســـمكم بمـــا
تحملـــون أنتـــم مـــن غـــر ٍة ومح ّبـــ ٍة تتج ّســـ ُد عراقـــ َة إيمـــا ٍن وأصالـــ ًة أنطاك َيّـــ ًة ف ّواحـــ ًة.
نكـ ّرس هـذه الكنيسـة ،وعيننـا عـى لبنـان ،وصلاتنـا إلى اللـه أن يـدرأ عنـه الحـرب التـي
يطــ ّل شــبحها بــن الفينــة والأخــرى .نؤ ّكــد ،ومــن جديــد ،عــى رســالة لبنــان في العيــش
الواحـد بـن سـائر الطوائـف ،ونشـ ّدد أ ّن مبـدأ العـدد والعدديّـة يتـاشى أمـام مبـدأ الـدور
والرســالة .وهــذا مــا أراده الدســتور اللبنــان ّي الــذي تخطّــى منطــق العــدد وآفــة الأقليّــة
والأكثريّــة إلى اعتــاد مبــدأ الــدور والرســالة.
نكـ ّرس هـذه الكنيسـة في قلـب زحلـة ،وعيوننـا تشـخص إلى اللـه بالصـاة مـن أجـل سـوريا.
دعوتنـا وصلواتنـا مـن أجـل سـوريا ،ومـن أجـل تثبيـت قيـم العيـش الواحـد بـن سـائر مك ّونات
هـذا البلـد .دعوتنـا مـن أجـل أن يتر ّسـخ في سـوريا مجتمـع التعاضـد والتـآزر واللقيـا والدولـة
الديمقراطيّـة التـي تسـاوي بـن جميـع أبنـاء البلـد وأطيافـه ومك ّوناتـه تحـت سـقف القانـون.
العدد 2025 - 2 18

