Page 53 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 53

‫قطاعات العمل الإنسان ّي كافّة‪ ،‬من برامج تعليم ّية‪،‬‬         ‫أمين عا ّم الحزب الشيوع ّي اللبنان ّي‪ .‬نقول هذا لنؤكّد‬
‫ص ّح ّية‪ ،‬سبل عيش‪ ،‬برامج حماية‪ ،‬ترميم منازل‪،‬‬               ‫أ ّن الأرثوذكس كانت لهم‪ ،‬وما تزال‪ ،‬مساهماتُهم‬
‫مستشفيات‪ ،‬مدارس ‪ ..‬إلخ‪ .‬وقد حصلت الدائرة على‬
                                                           ‫وبصماتُهم في الحياة الوطن ّية والحياة الاجتماعيّة‬
‫شهادة ‪ CHS‬التي تعتبر من أرفع شهادات العمل‬                  ‫والحياة السياس ّية‪ ،‬وكان لهم ال َّدو ُر الكبي ُر في هذا‬
‫الإنسان ّي عالم ّيًا‪ ،‬لتكون‪ ،‬بذلك‪ ،‬المنظّمة الأولى في‬
‫الشرق الأوسط التي تحصل على شهادة عالم ّية بهذا‬                                 ‫الشرق وفي العالم العرب ّي‪.‬‬
‫المستوى‪ .‬نحن نرى وجه المسيح في وجه أخينا في‬
                                                           ‫في لاهوت كنيسة أنطاكية يحت ّل الملموس جوهر‬
‫الوطن وفي وجه أخينا في الإنسان ّية‪ .‬هذا ما نتعلَّمه‬
‫وهذا ما نعلِّمه‪ .‬ك ّنا دوماً إلى جانب الملهوف والمش َّرد‪.‬‬  ‫القض ّية‪ .‬يحتّل المُد َرك والملموس والمرئ ّي والتج ّسد ّي‬
‫هذا واجبنا‪ ،‬لا بل هذا جوهر تعليمنا‪ .‬ومن هذا‬                ‫ل ّب الأمور‪ .‬هي أَرسط ّية بمعنى أنّها تنطلق من‬
                                                           ‫المدرك بالحوا ّس لتناجي غير المدرك وغير المحصور‪.‬‬
‫المنطلق‪ ،‬فقط‪ ،‬تعمل ك ّل مؤ ّسساتنا الكنس ّية‪،‬‬              ‫ومن هنا كان اهتمامها بالإنسان وبالمخلوق لتناجي‬
‫وعلى رأسها المستشفيات والمدراس والجامعات‬
                                                           ‫غير المخلوق‪ .‬لقد نظرت الكنيسة الأنطاك ّية إلى الله‬
‫التي نريدها لخدمة إنسان هذه ال ّديار ومن ك ّل‬              ‫َعب َر نظرتها إلى الأخ في الإنسان ّية‪ .‬لقد ناجت الله َعب َر‬
                                ‫الأعراق‪.‬‬                   ‫خليقته‪َ ،‬عب َر الإنسان‪ ،‬و َعب َر الآ َخر‪ .‬لقد وجدت في‬
                                                           ‫الإنسان سبيلاً لتناجي ر ّب الإنسان‪ .‬ترجمت محبّتها‬
‫نحن ههنا لنقول للعالم إنّنا معجونون من تراب‬
‫هذا الشرق‪ .‬نحن من هذه الأرض التي لا َم َستها‬                         ‫أفعااًل وسكبت لاهوتها أفعا َل رحم ٍة‪.‬‬
‫أقدا ُم رسل المسيح‪ .‬نحن من دمشق التي سمعت‬
‫مع شاول عت َب المسيح‪ :‬شاول لِ َم تضطهدني؟ نحن‬              ‫لقد ترجمت الكنيسة الأنطاكيّة ك ّل هذا َعبر‬
‫من الشارع المستقيم الذي ب ّدد غشاوة بصيرة شاول‬             ‫تأسيسها دائر َة العلاقات المسكونيّة والتنمية‬
‫وجعل منه بول َس رسو َل الأمم‪ .‬نحن من الفرات ومن‬            ‫بُعيّد الأزمة العراق ّية‪ .‬وتابعت رسالتها بعد الأزمة‬
‫العاصي الآتي من لبنان ليلثم َوجن َة أنطاكية‪ .‬نحن‬           ‫السوريّة‪ .‬وم ّدت يد المساعدة والإغاثة لك ّل من في‬
‫من أفاميا ومن تدمر‪ .‬نحن من أرز لبنان الذي يلثم‬             ‫ضي ٍق وبمعز ٍل عن ااِلنتماء الطائف ّي‪ .‬وقد و َّسعت‬
‫وجه الشمس بشموخ‪ .‬نحن من صيدنايا ومعلولا‬                    ‫الدائرة شراكاتها وانتشارها الجغراف ّي لتصل‪ ،‬في الوقت‬
                                                           ‫الحال ّي‪ ،‬إلى ‪ 58‬مركزاً مجتمعيًا و‪ 29‬مكت ًبا مو َّزع ًة‬
‫التي يزيّن الصليب جبالها‪ .‬نحن من هذه الشطآن‬                ‫في المحافظات السوريّة كافّة ليبلغ عدد المتط ّوعين‬
                                                           ‫فيها ما يفوق ‪ 1630‬متط ّو ًعا ومتط ّوع ًة يعملون في‬

                                                           ‫العدد ‪٢٠٢٤ - ٣‬‬  ‫‪52‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58