Page 49 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 49
* مغارة مار تقلا التي أقامت فيها الق ّديسة تقلا راع ًيا للمدينة التي دعي فيها المسيح ّيون أ ّواًل بهذا
ااِلسم الشريف... وهي في طريقها إلى القلمون -معلولا.
أ ّما أنتم ،أيّها الأنطاكيّون ،فإذا دار الكلام في الرئاسة * دير الفاروس من القرن الخامس الميلاد ّي ،وإنجيل
فيليق بكم التق ّدم على ك ّل المسكونة ،لأ ّن مدينتكم الفاروس الذي يعود إلى القرن العاشر الميلاد ّي
والمحفوظ في مطرانيّة الاّلذقيّة .وقد َذك َر هذا ال ّدي َر
هي المدينة الأُولى التي ُس ِّمي فيها اس ُم المسيح”. أبو العلاء المع ّر ّي الذي سكن فيه وعاش مع رهبانه.
نُط ّل اليوم على هذا الوطن من قلب جامع ٍة. وذكره أي ًضا ال ّر ّحالة ابن بطوطة.
والجامعة هي التي تجمع .هي التي تجمع العلوم
* كنيسة ال ّس ّيدة من القرن الخامس الميلاد ّي.
وتجمع الأفراد إلى َمعي ِن العلم والمعرفة .نُط ّل في زم ٍن
مُيتهن فيه العلم ومُتتهن فيه المعرفة عندما تُف َرغ من * كنيسة مار نقولا من القرن الخامس الميلاد ّي.
ُمب ِّرر وجودها .نُط ّل في زم ٍن يُس َّخر فيه العلم لب ّث
سائر الشرور وتُستخدم فيه المعرفة على غير مشيئة * عمود السنكلست ،أي عمود الق ّديس ألكسي نهاية
القرن الرابع الميلاد ّي.
الله .لقد أبدع الله هذا الكو َن ور ّصعه بسائر الآلاء
وال ِّن َعم .وائتمن على هذه الخليقة الإنسا َن المخلوق. * ح ّي السكنتوري ،أي سانت كاترين ،أي الق ّديسة
وبقدر ما ابتعد الإنسان عن الله بقدر ما د ّمر كاترينا الكلّيّة الحكمة.
هذه الخليق َة وما عبث فيها وما أفسد من ُحس ٍن.
نُط ّل اليوم لنؤ ّكد ،ومن هذه الجامعة ،أ ّن المعرفة، نذكر أي ًضا أ ّن أساقفة الاّلذقيّة وجبلة شاركوا في
عندما تتج ّرد من القيم ،تتج ّرد من ذاتها وتتغ ّرب المجامع المسكونيّة من القرن الرابع إلى القرن الثامن.
عن كينونتها التي أرادها لها الله .نحن ههنا لنش ّدد
على أه ّميّة العمل ّية التربويّة وعلى محوريّة دور ولا أحلى من أن أذكر هنا ما قاله الق ّديس يوح ّنا
الجامعات في بناء إنسان الوطن ،إنسان الحضارة الذهب ّي الفم الأنطاكيّ في مديح الق ّديس الشهيد
والثقافة المُ َع َّمدة دائمًا بقيم الخير العا ّم والأخلاق
والمتغ ّربة عن غرور الإنسان وتَبَ ُّجحه بنفسه ،وعن العظيم إغناطيوس خليف ِة مار بطرس:
الكبرياء البشريّة التي تؤلّه ،ولو باطنيًّا ،فكر الإنسان
وعقله وتس ّخر التكنولوجيا للتدمير وللشرور لا لخير “وكأي ّّن به (المسيح) جعل مدينتنا في ك ّفة ميزان
والعالم كلّه في ك ّفة أخرى ،لأ ّن امتياز مدينتنا على ك ّل
المدن قائم على اتّخاذها ،من الأصل ،هام َة ال ّرسل
معلّا ًًم وراع ًيا .لأنّه لا َق أن يكون أ ّو ُل ال ّرعا ِة في الرسل
العدد ٢٠٢٤ - ٣ 48