Page 45 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 45
الشباب واله ّم الك َنس ّي
الش ّماس يوح ّنا ح ّنا *
أ ّواًل .يخاطب بولس الرسول أهل أفسس "كَ َت ْب ُت ِإلَ ْيكُ ْم َأيُّ َها ال ّش ّبان،
فيقولَ " :ول ِك ْن لِ ُك ِّل َوا ِح ٍد ِم َّنا أُ ْع ِطيَ ِت ال ِّن ْع َم ُة لأَنَّكُ ْم َأ ْق ِو َيا ُءَ ،و َك ِل َم ُة الل ِه ثَا ِب َت ٌة
َح َس َب ِق َيا ِس ِه َب ِة الْ َم ِسي ِح"(أفسس .)7 :4يؤكّد
الرسول بولس ،في هذا الن ّص ،أ ْن لا أحد من ِفيكُ ْمَ ،و َق ْد َغ َل ْب ُت ُم الر ِِّّ ِّشي َر".
دون موهبة ،لكن على ك ٍّل م ّنا أن يج َد موهبته ( 1يوح ّنا ")41: 2
ويضعها في ِخد َم ِة الكنيسة ،وبهذا يكون ك ُّل
أطلق صاحب الغبطة يوح ّنا العاشر ،عند
واح ٍد م ّنا عض ًوا حقيق ًيا في جسد المسيح. انتخابه بطرير ًكا لمدينة الله أنطاكيّا العظمى،
يعيش شبابنا اليوم في ز َم ٍن تتب َّدل فيه شعا َرهِ " :بال ِّنعم ِة نَ ْن ُموِ ،بالخدم ِة نَ ْس ُمو ،و ِبالمَح َّب ِة
المفاهيم للحياة المسيحيّة ،إذ تختلط بمفاهي َم يَتَنا َس ُق البُنيان" .بالحقيقة إذا ما تأ ّملنا في هذا
اجتماع ّي ٍة بعيدة عن الروح المسيح ّية .الغالبيّة ال ّشعار نجد أنّه ه ٌّم كنس ٌّي لأجل حياة كنس ّية
تج ُد في الكنيسة مكانًا للنم ّو والنجاح والتميّز بما وخدمة كنسيّة فُضلَيَين .كيف ننمو في الكنيسة؟
تملك من نِ َعم مخلتفة ،وبشك ٍل فرد ٍّي بعي ٍد عن وما هو مبدأ الخدمة؟ وما هو الأساس الذي
الجماعة .هذا واض ٌح ج ًدا في كثير من المواقف تبنى عليه هذه الخدمة؟ هذا ما سنناقشه في
التي نعيشها في كنيستنا .بالحقيقة هذا يتس ّرب هذا المقال بالتدريج لنجيب عن هذه الأسئلة.
إلى الكنيسة من خارجها ،أي من المجتمع الذي قبل البدء بالإجابة لا ب َّد لنا من تحديد
معنى تعبير " َه ّم كنس ّي"" .اله ّم" كلم ٌة تحم ُل
أصبح سائ ًدا فيه العمل فقط لأجل تحقيق في معناها ع ّدة جوانب؛ فقد يكون اله ّم حملاً
المصالح الشخص ّية ،لا لأجل المصلحة العا ّمة. ثقيل ًا على صاحبه ،أو قد يكون حافزاً له ليق ِّد َم
بالتالي ،نجد أ َّن غياب اله ّم الكنس ّي وغياب في حياته وعمله ما هو أفضل .إن تعبير "اله ّم
التح ّسس لحاجة الكنيسة لمواهب شبابنا اليوم الكنس ّي" يأخذ في مجال بحثنا جانبه الثاني .فإلى
باتا واض َحين وضوح الشمس .أعداد الشباب في أ ّي حد يحمل شبابنا المسيح ّي اليوم هذا اله ّم!؟
اجتماعات التعليم ومدارس الأحد والمخ ّيمات وهل لمن يحمله وتلتهمه غيرته على كنيسته أن
كبيرة ج ًّدا ،ولا تتناسب فعليًّا مع ما نراه في
الصلوات والقداديس الأسبوع ّية .ك ُّل شي ٍء أضحى، يتش ّبه بالمسيح!؟
بالنسبة لأبنائِنا ،أه ّم ِما ّّم في الكنيسة من عبادة
* أستاذ ما ّدة الموسيقى الكنسيّة في معهد الق ّديس يوح ّنا الدمشق ّي اللاهوت ّي – جامعة البلمند ،وموظّف في المركز الأنطاك ّي الأرثوذكس ّي
للإعلام -البلمند
العدد 2025 - 2 44

