Page 44 - AlNashra Year 2025 Issue 02
P. 44

‫الحاجة إلى كهنة وعلمان ّيين‬
                                                               ‫مد َّربين على إسداء الإرشاد‬
                                                               ‫الروح ّي والاستشارات‬
                                                               ‫والطّبّيّة‪،‬‬  ‫القانون ّية‬
                                                               ‫وإقام ِة ُورش عم ٍل حول‬
                                                               ‫ف ّن الإصغاء والمصالحة‪.‬‬

                                                               ‫وذكّرت بدور الكاهن‬

                                                               ‫الروح ّي لتنشئة العائلات‬
                                                               ‫التي يخدمها على الحياة في‬

                                                               ‫المسيح‪ ،‬وذلك عبر السعي‬

‫الح ّب متج ّسد‪ .‬وإذا لم يتج ّسد‪ ،‬ولم يُصلب‪ ،‬فهو‪،‬‬               ‫إلى إقامة الاجتماعات والسهرات الروح ّية لها‪،‬‬
                     ‫بالضبّط‪ ،‬لن يتق ّدم‪.‬‬                      ‫وتحفيز أعضائها على تح ّسس معنى الحياة‬
                                                               ‫الليتورج ّية وقيمة الاشتراك في الق ّداس الإله ّي‬
‫لـذا يُبنـى الـزواج عىل المسـيح‪ ،‬والمح ّبـة التـي‬              ‫وتناول القدسات‪ ،‬وممارسة س ِّر التوبة والاعتراف‪،‬‬
‫أظهرهـا لنا‪ ،‬أي عىل الصدق والاحترام والتضحية‬                   ‫ومساعدتِها على تنمية حياة الصلاة‪ ،‬بخا ّص ٍة على‬
                                                                            ‫الصعيد العائل ّي‪.‬‬
‫وإنـكار الـذات‪ .‬وهـذه المسرية التـي تكون على‬                   ‫في هذه الأيّام‪ ،‬يص ّور المجتم ُع المحب َة الزوج ّية‬
                                                               ‫على أنّها علاقة اجتماعيّة‪ ،‬عاطف ّية‪ ،‬أو فضيلة‬
‫منـوال مح ّبـة المسـيح تعطـي الإنسـان‪ ،‬مـع‬                     ‫اجتماع ّية‪ .‬هذا خطأ‪ .‬ليست المحبّة فضيلة‬
‫الوقـت‪ ،‬الثبـات في الإيمـان والنمـ ّو في التضحيـة‪،‬‬             ‫للمجتمع‪ .‬المحبّة هي ثمرة الروح القدس‪ ،‬وهي‬
‫والصرب‪ ،‬والوفـاء‪ ،‬والالتـزام‪ .‬كلّام اقتربـا مـن‬                ‫تتح ّقق فينا بقدر ما نح ّب الله ونسعى في حياتنا‬
‫المسـيح‪ ،‬زاد اقترابهام الواحـد مـن الآخـر‪ ،‬وكلّما‬              ‫الروح ّية لنعيش بحسب وصاياه‪ .‬ونحن نتواصل‬
                                                               ‫بالشكل الملائم والصحيح مع الناس الآخرين‬
‫زاد إفـراغ ذواتهام مـن حـ ّب الـذات تجـ ّددت‬
‫فيهام النعمـة‪ .‬في الـزواج يبـذل الإنسـان أقصى‬                  ‫فقط عندما نتواصل بشكل ج ّيد مع الله‪ .‬وهنا‬
                                                               ‫يؤ ّكد الق ّديس صوفروني‪ ،‬الذي من دير أسكس‪،‬‬
‫جهـده ليمنـح الفـرح لمـن يحـ ّب‪ ،‬وإذا رأى أ ّن‬
            ‫الآخـر فـرح‪ ،‬يفـرح هـو‪ ،‬أي ًضـا‪.‬‬                   ‫أ ّن عيش الزواج المسيح ّي يتطلّب من الرجل‬
                                                               ‫والمرأة أن يصلا الى الح ّب المتفاني غير الأنان ّي‪ ،‬وأن‬
‫هذه رحلة مشتركة ولديها مصير واحد‪ .‬كيف‬                          ‫يقطعا إرادتهما الخا ّصة‪ ،‬ويلتزما بعبادة الله‪.‬‬
                                                               ‫أنا أُح ّبك‪ ،‬وأنت تحبّني‪ ،‬من السهل قول ذلك‪،‬‬
‫يستع ّد الشا ّب والفتاة لرحلة الزواج نحو‬                       ‫ولكن من الصعب أن تعيشه‪ .‬لقد تعلّمنا أ ّن‬
‫الملكوت؟ الجواب على هذا السؤال يُعطينا أن‬
‫نفهم إلى أين يمكن أن يذهب بهما الزواج‪...‬‬

‫لذا لنص ّل م ًعا أيها المستع ّدذون للزواج‪" :‬ع ّرفني‬
‫الطَّري َق الَتي أَسل ُك فيها‪ ،‬لأَيِِّّن ِإلي َك رفع ُت نفسي"‬

                       ‫(مزمور ‪.)8 :143‬‬

‫‪43 Issue 2 - 2025‬‬
   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49