Page 54 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 54

‫الإنسان فصارت تُن ّفذ ما مُتليه عليها شهواته الرديئة كي يتخلّص من هذه البشاعة ويستعيد جماله الأ ّول‬

‫ونَزواته المَعيبة وليس ما مُتليه عليها الوص ّية الإله ّية‪ .‬الذي على صورة الله‪ ،‬إلى ما ندعوه الانضباط الداخل ّي‪،‬‬
‫وهكذا تش ّوهت صورة الله في الإنسان واختلّت حياته‪ ،‬انضباط النفس‪ .‬وفي هذا السياق يه ّمني أن أقول لكم‬

‫لأ ّن قواه الداخل ّية‪ ،‬المتمثّلة بالعقل والذهن والفكر إنّنا‪ ،‬حتّى ونحن نصيّّل في الكنيسة‪ ،‬مع ّرضون لاختلال‬
‫والقلب والمشاعر‪ ...‬إلخ‪ ،‬ما عادت تعمل بالانتظام انضباط النفس فينا‪ ،‬هذا ما نس ّميه شرود ال ّذهن‪ .‬أ ّما‬

‫الذي فَطرها الله عليه‪ ،‬إذ تس ّرب إليها الفساد‪ .‬ولهذا‪ ،‬الح ّل الوحيد لهذه المشكلة‪ ،‬التي أجسر على ال ّزعم أنّها‬

‫فالإنسان بحاجة إلى الانضباط الداخل ّي‪ .‬أي يجب على مشكلتنا جمي ًعا‪ ،‬فهو المزيد من الاشتغال على ضبط‬
                                  ‫الإنسان أن يضبط قواه الداخليّة التي أَنف ذكرها‪ ،‬النفس‪.‬‬

‫لتُعاود العمل بالانتظام الذي فُطرت عليه؛ وهذا‪ ،‬يا هذا ما أو ّد أن أقوله لكم في هذه الخدمة الإلهيّة‬

‫المباركة‪ ،‬ولا سيّما بوجود إخوتنا الكشفيّين معنا‪،‬‬  ‫أح ّبة‪ ،‬ما نُت ّممه في المعموديّة‪.‬‬

‫عندما نُت ّمم س ّر المعموديّة نسأل المعتمد (أو ع ّرابه الذين يلتزمون مبادئ أساس ّية في حياتهم‪ .‬وإذا أنعمنا‬

‫الذي ينوب عنه)‪ :‬أترفض الشيطان وك ّل أعماله وك ّل النظر في هذه المبادئ نستنتج أنّها مبادئ في الفضيلة‬

‫أباطيله ؟ فيجيب‪ :‬نعم‪ ،‬أرفض الشيطان و‪ ...‬إلخ‪ .‬وما المسيحيّة‪ .‬العمل الكشف ّي عم ٌل مبارك لأنّه قائ ٌم‪،‬‬

‫لا ش ّك فيه أ ّن من أعمال إبليس التي يرفضها المعتمد أسا ًسا‪ ،‬على المحبّة فالخدمة‪ .‬إ ّن ك ّل الأنشطة التي يقوم‬
‫هذه الفوضى التي في داخله والتي هي من آثار بها الكشف ّيون‪ ،‬ك ّل المخيّمات التي يقيمونها هنا وثمّة‬

‫الخطيئة‪ ،‬فال ّسقوط‪ .‬بال ّسقوط تح ّول الإنسان‪ ،‬داخل ًّيا‪ - ،‬والتي منها‪ ،‬يا أحبّتي‪ ،‬مخ ّيمكم هذا الذي يجمعكم‬

‫إلى برج بابل‪ ،‬فتش ّوهت أفكاره ومشاعره؛ وحتّى الح ّب في هذا ال ّدير الشريف – مؤ ّسسة على مبدأ المحبّة التي‬
‫عنده‪ ،‬بدلاً من أن يكون حبًّا للآخر‪ ،‬للقريب ‪ -‬وهذه تُترجمها خدمة الآخر‪ .‬هذا كلّه مبارك‪ ،‬بل ومطلوب‪،‬‬

‫طبيعته أصلاً ‪ -‬انحرف عن طبيعته فصار محبّة خاطئة شرط ألاّ يُنسينا الأساس الذي هو الانضباط الداخل ّي‬
‫(ويا للمفارقة ) ؛ صار ح ًّبا لل ّذات وبُغ ًضا للآخر‪ ...‬إلى ما المتمثّل الـ ‪ ،Harmonie‬أي بالانسجام ما بين القوى‬

‫هنالك‪ .‬ث ّم نتّجه نحو الشرق‪ ،‬ويسأل الكاهن المعتم َد الداخل ّية المتمثّلة‪ ،‬بدورها‪ ،‬بالذهن والفكر والمشاعر‬
‫(أو ع ّرابه نياب ًة عنه) وك ّل الحاضرين‪ :‬أتوافق المسيح؟ والأحاسيس وحاجات الجسد‪ ...‬إلخ‪ .‬هذا الانسجام‬

‫فيجيب‪ :‬نعم‪ ،‬أوافق المسيح‪ .‬إ ّن هذه الاستقسامات الداخل ّي‪ ،‬أو الانضباط الداخل ّي‪ ،‬متى حصل‪ ،‬ينعكس‬
‫(إذا جازت التسمية) التي تحصل في طقس المعموديّة انضباطًا خارج ًّيا‪ ،‬وهذا الانضباط الخارج ّي هو الذي‬

‫تشرح لنا‪ ،‬بالضبط‪ ،‬عمل ّية الانضباط الداخل ّي الذي يراه الناس فينا فيم ّجدون أبانا الذي في ال ّسموات‪ .‬من‬
‫نتكلّم عليه‪ ،‬وهو يتل ّخص بهذا‪ :‬أ ّن الإنسان‪ ،‬بعصيانه أجل ذلك يجب أل ّا يقتصر انضباطُنا على التق ّيد بالأوقات‬

‫الأمر الإله ّي‪ ،‬ارتكب الخطيئة فسقط‪ ،‬وبسقوطه المح ّددة والمواعيد المح ّددة‪ ،‬أو على ال ّدقة في تنفيذ‬
‫خسر الجمال الأ ّول الذي أبدعه الله عليه لمّا خلقه الأعمال‪ ،‬أو على اللّياقة في مخاطبة الآخرين والتعاطي‬

‫على صورته ومثاله‪ .‬لقد كان على جما ٍل إله ّي به ّي معهم‪ ...‬إلخ‪ .‬هذه ج ّيدة وضروريّة ومطلوبة‪ ،‬لك ّنها لا‬
‫لا يوصف‪ ،‬فسقط في البشاعة‪ ،‬وبات‪ ،‬تال ًيا‪ ،‬يحتاج‪ ،‬تكفي لوحدها؛ يجب أن يرافقها عمل دؤو ٌب على كبح‬

‫‪53 Issue 4 - 2024‬‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59