Page 29 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 29

‫التي بحثت فيها عن العلم بالر ِِّّساج وبالقنديل‪ .‬لقد‬           ‫ذكاء م َّزيف وااِلكتفاء به‪ .‬أصبحنا في زم ٍن فقد فيه‬
‫تح ّسست كنيسة أنطاكية أه ّم ّية التعليم فكانت‬                 ‫الشعر رونقه وقيمته وفقدت فيه العلوم الأدبية‬
‫آسية دمشق وغ ّسانيّة حمص وغيرها من المدارس‬
‫التابعة للمطران ّيات‪ .‬وكانت مدرسة البلمند وكانت‬               ‫قيمتها‪ .‬أصبحنا في زم ٍن تُضر ُب فيه العائلة في أساسها‬
‫مدرسة مار جرجس الحميراء في عشرينيّات القرن‬                    ‫وتُنسف فيه القيم والبديهيّات تحت ستار الح ّريّة‬
‫الماضي‪ .‬وكانت أيضاً المدارس الموسكوبية على عهد‬                ‫المتسرّتة بال ّرغبة والشهوة‪ .‬ومن هنا تنبع ضرورة‬
                                                              ‫سه ِرنا على قي ٍم ومبادئَ من ح ّقنا‪ ،‬لا بل من واجبنا‪،‬‬
‫روسيا القيصريّة‪ .‬ك ّل هذا إن د ّل على شيء فإمّنا‬              ‫ككنيسة وكمجتمع وكمدرسة‪ ،‬أن نسهر على غرسها‬
‫يد ّل على إراد ٍة مستميت ٍة لاِلغتذاء بالحرف يو َم كان‬
                                                              ‫في أبنائنا‪ .‬قي ٍم نتقاسمها مع سائر الأديان ونتقاسمها‬
                    ‫الاغتذا ُء بالطّعام تح ّديًا‪.‬‬
‫بوركت جهودكم أيّها الإخوة القائمون على هذه‬                    ‫مع الفطرة الإنسانية التي زرعها الله في ك ّل م ّنا‪.‬‬
‫الكلّ ّية وبورك هذا الر ََّّص ُح منار ًة نريدها دائماً أن‬     ‫نقول هذا لنضع نصب أعيننا عظم المسؤوليّة الملقاة‬
‫تبقى مشتعلة‪ ،‬مستنير ًة ومنير ًة‪ ،‬مستنير ًة من تعليم‬           ‫على عاتق المؤ ّسسة التعليميّة بشكل عا ّم‪ .‬فكيف‬
                                                              ‫إذا كانت هذه المؤ ّسسة تستقي تعليمها من إنجيل‬
‫إنجيلنا ومنير ًة بهذا التعليم ك َّل نف ٍس تائق ٍة إلى العلم‪.‬‬
                                                                                             ‫المسيح؟!‬
‫رحم الله ك ّل من سبق من رعاة هذه الأبرشيّة الذين‬
‫أرادوا أن تبقى الكلّ ّية منار َة هذه الطائفة المش ّعة‬         ‫ومن خبرة كنيسة أنطاكية مع التعليم‪ ،‬يحلو لنا أن‬
‫على النسيج الاّلذق ّي كلّه‪ .‬رحم الله ك ّل من علّم في‬
‫هذا الص ّرح وك ّل من درس فيه‪ .‬بوركت جهودكم‬                    ‫نط ّل اليوم في عيد الكلّيّة الخامس والسبعين‪ .‬نط ّل‬
‫صاح َب السيادة المطران أثناسيوس وبوركت‬                        ‫لنقول إ ّن كنيسة أنطاكية استشعرت‪ ،‬ومنذ البدء‪،‬‬
‫جهود المشرفين على هذا الرّّصح‪ ،‬وأخ ّص بالذكر‬
‫نائب الصاحب الأستاذ إلياس ف ّياض مديَر الثانويّة‬              ‫أه ّم ّية العمليّة التربويّة التعليم ّية‪ ،‬فأ ّسست مدارسها‬
‫وسائر الكادر التعليم ّي والإدار ّي مع جميع العاملين‬           ‫التي استظلّت الأديا َر والكنائس‪ .‬تقول أبيات إحدى‬
                                                              ‫المسرح ّيات التي استضافتها مدرسة دير مار جرجس‬
                                  ‫فيها‪.‬‬                       ‫الحميراء التي افتُتحت لفترة وجيزة بعد الحرب‬

‫بارك الله طاّلبنا الأعزاء وأجزل عليهم من عطاياه‬                           ‫العالميّة الأولى‪ ،‬ولعلّها ل ِإلياس عبيد‪:‬‬
                                                                                   ‫فقرا ُء لا دراه َم عنــدنا‬
‫السماويّة‪ ،‬ليكونوا مستنيرين‪ ،‬قل ًبا وعقل ًا‪ ،‬بنور َسناه‪،‬‬                          ‫أغنيا ُء بالمبادي والضمير‬
                    ‫له المجد إلى الأبد‪ ،‬آمين‪.‬‬
                                                              ‫هذا رأس مالنا‪ ،‬نحن ال ّروم الأرثوذكس‪ .‬وهذا ما‬
                                                              ‫يل ّخص دور كنيسة أنطاكية وجهدها في تلك الأزمنة‬

                                                              ‫العدد ‪٢٠٢٤ - ٣‬‬  ‫‪28‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34