Page 27 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 27

‫كلمة غبطة البطريرك يوح ّنا العاشر‬
‫في اليوبيل الألماس ّي لتأسيس الثانو ّية‬

      ‫الوطن ّية الخا ّصة في الل ّاذق ّية‬

                                                   ‫ال ّاّلذقّية‪ ٢٧ ،‬أيار ‪٢٠٢٤‬‬

‫والأسمى والأكمل هو تقديم هذا العلم وهذه‬                     ‫صاحب السيّادة المطران أثناسيوس متروبوليت‬
‫المعرفة في سياق عمل ّي ٍة تربويّ ٍة هدفُها الأ ّول والأخير‬                                  ‫الاّلذقيّة‪،‬‬
‫بناء الإنسان وتربيته على القيم الأسمى‪ ،‬وعدم‬
                                                            ‫السيّد نائب ال ّصاحب مدير الثانويّة الأستاذ إلياس‬
‫ااِلكتفاء بالمعارف النظرية بل تو ّس ُل هذه للوصول‬                                            ‫ف ّياض‪،‬‬
‫إلى تلك‪ .‬وبناء الإنسان هو اللَّ ِبنة الأُولى لبناء المجتمع‬
                                                                                   ‫أيّها الحضور الكريم‪،‬‬
                                ‫والوطن‪.‬‬                                           ‫المسيح قام‪ ،‬ح ًّقا قام‪.‬‬

‫في ال ّزمن الفصح ّي نادت المجدليّة مخلّصها قائل ًة‪:‬‬         ‫منذ خمس ٍة وسبعين عاماً شاءت الاّلذق ّية أن تكون‬
‫«رابّوني»‪ ،‬أي يا معلّم‪ .‬والمسيح‪ ،‬له المجد‪ ،‬أراد‬             ‫لها منار ٌة للعلم‪ ،‬فكانت هذه ال ّدار‪ .‬ومن ذلك الحين‬
‫ُرسلَه تلاميذ‪ .‬وهذا أم ٌر بالغ الأه ّم ّية وهو التَّلمذة‪.‬‬
‫التَّلمذة هي قوام التعليم‪ .‬والتلمذة هي التي تبني‬            ‫إلى يومنا هذا وهذا الصرح يش ُّع على الجميع حامل ًا‬
‫جيل المستقبل وهي التي تضع المعلّم أمام عظم‬
                                                            ‫إر َث كنيسة أنطاكية وترا َث الروم الأ ّرثوذكس الروح َّي‬
‫المسؤول ّية الملقاة على عاتقه‪ ،‬وتضع التلميذ أمام‬            ‫والتعليم َّي والحضار َّي في تب ّني العلم والمعرفة سبيل ًا‬
‫حقيقة أ َّن من لا يستطيع أن يكون تلميذاً يستحيل‬             ‫للنهوض بالمجتمع بك ّل مك ّوناته وألوانه الطائفيّة‪،‬‬
                                                            ‫وذلك عبر التركيز دائمًاعلى العمل ّية التربويّة وعلى‬
‫عليه أن يكون معلّا ًًم‪ .‬أصبحنا في زم ٍن كثرَ فيه التعليم‬    ‫دور المدرسة في تشذيب شخص ّية الإنسان وبنائها‪ ،‬لا‬
‫وقلّت فيه التلمذة‪ .‬أصبحنا في زم ٍن مُتتطى فيه‬
                                                                          ‫بتقديم المعرفة والعلم فحسب‪.‬‬
‫الح ّريّة المق َّدسة لضرب أسس الحياة كلّها‪ .‬أصبحنا‬
‫في زم ٍن تُضرب فيه المؤ ّسسة التعليم ّية بما يس َّمى‬        ‫في سالف الأيّام‪ ،‬كانت وزارة التربية الحاليّة تُس ّمى‬
‫زي ًفا «ال ّذكاء ااِلصطناع ّي»‪ ،‬وهو الأبعد عن ال ّذكاء‬      ‫وزار َة المعارف أو دائرة المعارف‪ .‬ومن الملاحظ أ ّن‬
‫والأقرب إلى «التخدير المبر َمج للعقل» وااِلتّكال على‬
                                                            ‫تغيير ااِلسم يحمل في طيّاته رسال ًة جوهريّ ًة وها ّم ًة‪،‬‬
                                                            ‫وهي أ ّن تقديم المعرفة والعلم شي ٌء ها ٌّم‪ .‬لك ّن الأه ّم‬

                                                            ‫العدد ‪٢٠٢٤ - ٣‬‬  ‫‪26‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32