Page 23 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 23
كلمة غبطة البطريرك يوح ّنا العاشر
في اليوبيل الألماس ّي لتأسيس الثانو ّية
الوطن ّية الخا ّصة في الل ّاذق ّية
ال ّاّلذقّية ٢٧ ،أيار ٢٠٢٤
والأسمى والأكمل هو تقديم هذا العلم وهذه صاحب الس ّيادة المطران أثناسيوس متروبوليت
المعرفة في سياق عمليّ ٍة تربويّ ٍة هدفُها الأ ّول والأخير الاّلذق ّية،
بناء الإنسان وتربيته على القيم الأسمى ،وعدم
الس ّيد نائب ال ّصاحب مدير الثانويّة الأستاذ إلياس
ااِلكتفاء بالمعارف النظرية بل تو ّس ُل هذه للوصول فيّاض،
إلى تلك .وبناء الإنسان هو اللَّ ِبنة الأُولى لبناء المجتمع
أيّها الحضور الكريم،
والوطن. المسيح قام ،ح ًّقا قام.
في ال ّزمن الفصح ّي نادت المجدل ّية مخلّصها قائل ًة: منذ خمس ٍة وسبعين عاماً شاءت الاّلذقيّة أن تكون
«رابّوني» ،أي يا معلّم .والمسيح ،له المجد ،أراد لها منار ٌة للعلم ،فكانت هذه ال ّدار .ومن ذلك الحين
ُرسلَه تلاميذ .وهذا أم ٌر بالغ الأه ّميّة وهو التَّلمذة.
التَّلمذة هي قوام التعليم .والتلمذة هي التي تبني إلى يومنا هذا وهذا الصرح يش ُّع على الجميع حاملاً
جيل المستقبل وهي التي تضع المعلّم أمام عظم
إر َث كنيسة أنطاكية وترا َث الروم الأ ّرثوذكس الروح َّي
المسؤوليّة الملقاة على عاتقه ،وتضع التلميذ أمام والتعليم َّي والحضار َّي في تب ّني العلم والمعرفة سبيلاً
حقيقة أ َّن من لا يستطيع أن يكون تلميذاً يستحيل للنهوض بالمجتمع بك ّل مك ّوناته وألوانه الطائفيّة،
وذلك عبر التركيز دائمًا على العمل ّية التربويّة وعلى
عليه أن يكون معلّا ًًم .أصبحنا في زم ٍن كث َر فيه التعليم دور المدرسة في تشذيب شخص ّية الإنسان وبنائها ،لا
وقلّت فيه التلمذة .أصبحنا في زم ٍن مُتتطى فيه
بتقديم المعرفة والعلم فحسب.
الح ّريّة المق َّدسة لضرب أسس الحياة كلّها .أصبحنا
في زم ٍن تُضرب فيه المؤ ّسسة التعليميّة بما يس َّمى في سالف الأيّام ،كانت وزارة التربية الحاليّة تُس ّمى
زي ًفا «ال ّذكاء ااِلصطناع ّي» ،وهو الأبعد عن ال ّذكاء وزار َة المعارف أو دائرة المعارف .ومن الملاحظ أ ّن
والأقرب إلى «التخدير المبر َمج للعقل» وااِلتّكال على
تغيير ااِلسم يحمل في ط ّياته رسال ًة جوهريّ ًة وها ّم ًة،
وهي أ ّن تقديم المعرفة والعلم شي ٌء ها ٌّم .لك ّن الأه ّم
العدد ٢٠٢٤ - ٣ 22

