Page 9 - AlNashra Special Edition Antioch 2023
P. 9

‫وال ّسويديّة‪ .‬ويه ّمني‪ ،‬هنا‪ ،‬أن أُن ّوه بالعمل الإنسان ّي العظیم بساطتهم في القداديس وال ّصلوات التي يقيمونها‪ ،‬وكذلك‬
‫الذي كان يت ّم‪ ،‬وأن أًح ّيي الآباء الكهنة – لا س ّيما الأب في أعراسهم وعماداتهم و ِج َنازاتهم‪ .‬إنّهم ما زالوا محافظين‬
‫بولس – الذین کانوا يرفعون جثث َموتانا من تحت ال ّركام على ك ّل هذا ال ّتاث بالبساطة التي تعلّموها من آبائهم‬

‫ويقيمون عليها صلاة الجنازة‪ ،‬ويدفنونها كما يليق‪ .‬فهذا وأجدادهم‪.‬‬

‫أبناء أنطاكية هاجروا‪ ،‬ولك ّنهم لم‬                               ‫إيمان شعبنا‪ .‬أجل‪ ،‬هذا إيمان شعبنا؛ ولذلك‪ ،‬فإ ّن العبارة‬
                                                                ‫الوحيدة التي سمعناها من أعضاء وفدنا‪ ،‬لدى عودتهم‬
                   ‫يهجروا إيمانهم الح ّي‬
‫▪ تيلي لوميار‪ :‬صاح َب الغبطة‪ ،‬كم نحن‪ ،‬برأيكم‪،‬‬                   ‫إلينا في نهاية ال ّزيارة‪ ،‬كانت‪َ “ :‬ذهبنا إليهم وقلوبنا مجروح ٌة‬
                                                                ‫لأجلهم‪ ،‬وك ّل ظ ّننا أنّنا ذاهبون إليهم لمؤاساتهم‪ ،‬فإذا بهم‬
‫بحاجة إلى هذه البساطة؟ إلى فضيلة المحبّة؟ إ ّن شهادتنا‪،‬‬
‫كإعلام ّيين‪ ،‬بما رأيناه وما سمعناه قد تكون مجروحة‪ .‬إ ّل أ ّن‬                ‫هم يُؤاسوننا ويع ّزوننا ويش ّددون إيماننا”‪.‬‬

‫إيمـان الشـباب ثابـ ٌت علـى صخـرة إيمـان اجتماع غبطتكم‪ ،‬اليوم‪ ،‬مع شبيبة الكنيسة من ك ّل ال ّرعايا‬
‫كان لافتًا‪ .‬فقد كانوا يُصغون إلى كلماتكم بك ّل انتباه‪ ،‬وأنتم‬    ‫أهله ـم‬

‫▪ تيلي لوميار‪ :‬صاح َب الغبطة‪ ،‬تُركّزون‪ ،‬في معظم وصفتموهم بأنّهم ُسفراء الكنيسة وأ َملُها‪ ،‬وهو ما سبق‬
‫أحاديثكم وكلماتكم‪ ،‬على الأطفال والأ ّمهات‪ ،‬وعلى التّنشئة لكم الإعلا ُن عنه في خطاب التّنصيب عام ألفين وثلاثة عشر‪.‬‬
‫المسيحيّة الحقيقيّة وأه ّميّتها لأولادنا‪ .‬فكم نحن بحاجة فقد ض ّمنتم كل َمتكم‪ ،‬يو َمها‪ ،‬بن ًدا أساسيًّا خا ًّصا بال ّشبيبة‪،‬‬
‫واليوم‪ ،‬في ك ّل زياراتكم ال ّرعويّة‪ ،‬تش ّددون على أه ّميّة دور‬
                                                                ‫إليها برأيكم؟‬

          ‫▪ البطريرك‪ :‬أجل‪ ،‬وبالتّأكيد‪ .‬وهذه هي خبرتي الشخصيّة ال ّشبيبة في الكنيسة وتعدونهم بلقاء قريب‪.‬‬
‫مع أبنائنا الأنطاكيّين‪ ،‬وأقصد بهم الذين في أنطاكية ولواء ▪ البطريرك‪ :‬الأكيد أن ال ّشبيبة هي مستقبل الكنيسة‪.‬‬
‫الاِسكندرون و َمرسين وك ّل المنطقة‪ .‬فعندما كنت مطرانًا على إنّها هكذا في ك ّل مكان‪ ،‬ولا س ّيما في هذه المنطقة بال ّذات‪،‬‬
‫كنيستنا الأنطاك ّية في أوروبا َعرفتهم عن قرب واختبرتهم‪ .‬إذ إنّها‪ ،‬في هذه المنطقة‪ ،‬عانت الهجرة في ال ّسبعينيّات‪.‬‬
‫لقد كانوا على إيمان قو ٍّي ج ًّدا يتع ّذر عل ّي وصفه‪ .‬كما كانوا فقد هاجر الكثيرون من ال ّش ّبان وال ّصبايا إلى خارج تركيا‪:‬‬
‫على تعلّق كبير بكنيسة أنطاكية قَ َّل نظيره‪ .‬وحيثما ُزرتَهم‪ ،‬إلى ال ّنمسا‪ ،‬إلى أميركا‪ ،‬إلى فرنسا‪ ...‬والمعروف أنّه‪ ،‬مع مرور‬

‫في أ ّي بيت‪ ،‬كن َت ترى شبه يافطة قد ُعلّقت على الباب ال ّزمن‪ ،‬يتأقلم الإنسان مع المجتمع الجديد الذي انتقل‬
‫و ُكتب عليها‪“ :‬و ُدعي التّلاميذ مسيحيّين أ ّو ًل في أنطاكية”‪ .‬إليه‪ ،‬ويتعلّم لغته‪ ،‬وينصهر فيه‪ .‬غير أ ّن أبناء أنطاكية‬
‫ولا ش ّك عندي في أ ّن هذا التّعلّق الكبير الذي عندهم الذين هاجروا لم يقطعوا العلاقة مع أهلهم ولا مع المدن أو‬
‫بأنطاكية‪ ،‬والذي يترجمونه‪ ،‬دو ًما‪َ ،‬غير ًة عليها واندفا ًعا إلى القرى التي هاجروا منها‪ .‬فإ ّن التّواصل معهم مستم ّر‪ ،‬وقد‬
‫خدمتها‪ ،‬هو ُمكت َسب؛ فقد رضعوه من صدور أ ّمهاتهم تع ّزز‪ ،‬أكثر فأكثر‪ ،‬إثر ال ّزلزال المد ِّمر الذي ضرب المنطقة‪.‬‬
‫إیمانًا أرثوذکس ّیًا‪ ،‬وأخلاقًا‪ ،‬وأدبًا‪ ،‬ولُط ًفا‪ ،‬وينقلونه إلى فمن ألمانيا ومن فرنسا ومن بلا ِد انتشا ٍر أخرى كثير ٍة كانوا‬
‫يجمعون المساعدات المال ّية والعينيّة ويُرسلونها إلى هنا‪.‬‬        ‫أولادهم جي ًل تِل َو جيل‪.‬‬

‫​إ ًذا‪ ،‬لاحظي معي‪ ،‬ليا‪ ،‬كم أ ّن هؤلاء ما زالوا‪ ،‬رغم أوضاعهم وهذا أصدق تعبير عن انتمائهم وارتباطهم بهذه المنطقة‪.‬‬

‫ال ّصعبة‪ ،‬محافظين على إيمانهم وتراثهم وعاداتهم‪ ،‬وعلى بالتّالي‪ ،‬ال ّتبية في العائلة وفي الكنيسة‪ ،‬مسأل ٌة بالغة الأه ّميّة‪.‬‬

                                                                ‫‪8‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14