Page 8 - AlNashra Special Edition Antioch 2023
P. 8
7 Issue 3 - 2023
بأجمعهم لإيواء ال ّنازحين وإِطعامهم؛ ففي بهو الكنيسة وما يُف ِرح القلب أ ّن روح التّضامن هذه قد تجلّت عند
كان يت ّم ،يوم ًيّا ،إعداد وجبات الطّعام للآلاف من البشر ،ك ّل أبنائنا ،هنا وفي بلاد الانتشار .فقد ساهموا جميهم
فُطو ًرا و َغدا ًء وعشا ًء ،وذلك لفترة طويلة .أي ًضا ق ّدمت بأعمال الإغاثة هذه ،ك ّل على طريقته وعلى قدر استطاعته.
الكنيسة مساعدا ٍت عينيّة للمتض ّررين :فقد ق َّومنا ،وبكثير وتجدر الإشارة ،هنا ،إلى أنّنا تل ّقينا مساعدا ٍت من كنائ َس
من ال ّدقّة ،الأضرار التي نجمت عن ال ّزلزال ،سوا ٌء منها تلك أرثوذكسيّة أخرى في أميركا ،كالكنيسة التّابعة للقسطنطينيّة
التي لحقت ببيوت أبنائنا أم تلك التي لحقت بالكنائس .والكنيسة التّابعة لصربيا ،مساعدا ٍت مشكورة برزت معها،
ونُع ّد ،حاليًّا ،دراس ًة ج ّديّة بشأنها ،وك ّل ه ّمنا ،في مرحلة بأجلى بيان ،روح التّعاضد المسيح ّي حقيق ًة.
إيمانهم ساطع ،إذ طالبونا بإعمار أولى ،أن يعود أهلنا إلى بيوتهم؛ وفي مرحلة لاحقة ،إعادة
الكنائس قبل البيوت إعمار الكنائس .ومرحل ًّيا تدفع الكنائس عن المتض ّررين
▪ تيلي لوميار :صاح َب الغبطة ،لقد لَ َف َت نظ َرنا ،أثنا َء الذي خسروا منازلهم إيجارات البيوت التي استأجروها
لقاءاتنا مع الأهالي ،اهتما ُمهم الكبير بأن تعود كنيستنا إلى أو بدلات الإقامة في الفنادق التي نزلوا فيها .كذلك ،فإ ّن
ما كانت عليه قبل ال ّزلزال ،وأن يعود جرسها يقرع من
البيانات التي تُق َّدم لي تبا ًعا تُظهر أ ّن الكنيسة تُق ّدم
جديد؛ فإلى أ ّي مدى يبدو مه ًّم ،بنظر غبطتكم ،أن نرى
اليو َم أنا ًسا ه ّمهم الأساس إيمانُهم وكنيستُهم ،لا سيّما في للعائلات المتض ّررة ما بين أنطاكية وال ِاسكندرون ،والتي
يفوق عددها خمسمئة وخمسين عائلة ،مساعدا ٍت شهريّ ًة
ظ ّل العولمة التي تجتاحنا وتُغ ِّربنا كثي ًرا عن كنيستنا؟
تتراوح ما بين المساعدات المال ّية والعينيّة بشكل عا ّم؛ وهذه
▪ البطريرك :مباشر ًة بعد ال ّزلزال المد ّمر الذي ضرب المساعدات ،ولو رمزيّ ًة ،تُشعر المستفيدين منها بالمح ّبة،
المنطقة ،قَ ِد َم إلى هنا ،من ِقب ِلنا ،وف ٌد بطريرك ّي في زيارة وتزرع في قلوبهم بع ًضا من الفرح.
من أبرش ّيات القا ّرات ك ّلها ،وحد ٌة في تف ّقديّة .ولدى عودتهم إلينا أخبرونا أ ّن مطلب ال ّشعب
الوحيد كان أن أَعيدوا لنا إعمار كنيستنا قبل بيوتنا. العطاء
▪ تيلي لوميار :صاح َب الغبطة ،لفتَتنا رو ُح التّضامن العالية وفي شريط فيديو ُعرض على صفحة البطريرك ّيةُ ،م ّدته
التي أبداها أبناء ال ّرعايا هنا ،ورع ّية َمرسين مثا ٌل ح ّي .فكم ثلاثون ثانية – كانت عواقب ال ّزلزال ما زال ّت تتفاعل -
هو ُمه ّم ،برأيكم ،أ ّن کنیستنا تع ّزر هذه ال ّروح التّعاضديّة تظهر س ّيدة اس ُمها ليلى ،وقد وقفت في وسط الجمهور
بين رعاياها ،ليس فقط في أنطاكية و َمرسين وال ِاسكندرون وهي تصرخ بأعلى صوتها“ :لا تخافوا ،أنطاكية لا تموت،
أنطاكية باقية .”...وقد شاءت ال ّصدفة أن أرى هذه ال ّس ّيدة بل وفي أبرش ّيات الكرس ّي الأنطاكيّ كلّها؟
ذا َت جمعة في ال َّصوم الأربعين ّي ،وك ّنا في كنيسة ال ّصليب ▪ البطريرك :أ َجل ،هذا ُمه ٌّم ج ًّدا .وأشكر الله على أ ّن
بدمشق نقيم خدمة مديح العذراء؛ َدنَت م ّني في نهاية أولادنا ،في جميع المناطق التي تض ّررت من ال ّزلزال ،أب َدوا
ِح ًّسا تضامن ًّيا رائ ًعا واندفا ًعا للخدمة قَ ّل نظيرهما ،بحيث
الخدمة وذكّرتني بنفسها وهي تقول لي“ :أنا ليلى ،أنا ليلى”. أجسر أن أقول إ ّن أح ًدا لم يقم بالخدمة كما قمنا بها نحن.
وللمفارقة التي تدعو إلى الاِعتزاز والتّع ّزي أ ّن ليلى هذه وال ّلفت في هذا الأمر أ ّن مقالات صدر ْت ،في ال ّصحف
ال ّتكيّة ،يُشيد كتّابها بما عاينوه على الأرض في هذا المجال.
كانت تصرخ “أنطاكية لا تموت ”...في وقت ك ّنا قد س ّجلنا
فيه ستًّا وخمسين حال َة وفاة ما بين أنطاكية وال ِاسكندرون