Page 25 - AlNashra Special Edition Antioch 2023
P. 25
أوروبا الأنطاك ّية ،في فرنسا وفي ألمانيا وفي أوروبا كلّها ،ولذلك ،يا أحبّة ،أتينا إليكم ،بمعيّة الإخوة الأساقفة والآباء
اختبر ُت ،عن قرب ،العلاقة مع أبنائنا الأرثوذكس ّيين المقيمين الأج ّلء والأح ّبة أعضاء الوفد المرافق ،لنكون معكم في هذا
هناك الذين جذورهم من هذه ال ّديار .وبك ّل بساطة أقول الأسبوع العظيم وفي يوم الفصح المجيد لنرتّل م ًعا «المسيح
إ ّن أحتفظ ،في ذاكرتي ،بخبرات جميلة ج ًّدا ِعشتُها معكم قام» .وس ُنقيم ،أي ًضا ،صلاة الفصح والق ّداس الإله ّي ،يو َم
هنا وفي أوروبا وأم ّجد الله لأجلها؛ فقد كنتم تُظهرون ،وما الأحد ظه ًرا ،على ركام كنيسة الق ّديَسين بطرس وبولس في
زلتم ،للكنيسة وبع ُضكم لبعض ،المح ّبة العظيمة .وعندما ساحتها الخارج ّية لنرتّل ،من هناك ،من فوق ال ّركام «المسيح
كنت أزور ال ّرعايا في أوروبا ،إ ْن في باريس أو في ألمانيا ،كان قام» .وللمناسبة ،أنقل إليكم ،يا أح ّبة ،بَ َركا ِت وأدعي َة جميع
يلفتني تعلّ ُق أبنائنا هناك بكنيستهم الأ ّم ،فقد كانوا ،دو ًما ،ال ّسادة المطارنة أعضا ِء المجمع الأنطاك ّي المق ّدس والأساقفة
والكهنة والشمامسة وال ّرهبان وال ّراهبات وك ّل ال ّشعب وحيثما َحلُّوا ،يجاهرون بأنطاكيّتهم.
إ ّن ما عرفناه فيكم ،يا أح ّبة -وأقولها بك ّل بساطة -هو المؤمن .وأدعو أي ًضا ،باسمي وباسم ك ّل الأح ّبة الذين معي،
أ ّن إيمانكم الأرثوذكس ّي بيسوع المسيح ،وإحساسكم لهذه ال ّرعيّة المباركة في ال ّسويديّة أن يحفظها ال ّر ّب ،للأب
العميق بانتمائكم إلى كنيسة أنطاكية ،يَجريان في دمائكم تريفن والأب دمیان وسائر الآباء الذين يخدمون فيها .أدعو
وتحملونهما في قلوبكم وفي ك ّل َمف َصل من مفاصل حياتكم .لكم جمي ًعا ،يا أحبّة ،لأجل الوقفة المبرورة التي وقفتموها
ولذلك ،فالخبرة التي لنا معكم هي أنّه عندما يكون ثمّة إلى جانب إخوتنا الذين تض ّرروا من ج ّراء ال ّزلزال؛ إنّها كانت
أم ٌر يخ ّص الكنيسة ويستدعي خدم ًة ما فإ ّن الجميع ،كبا ًرا وقف َة شهاد ٍة للمحبّة العارمة التي في قلوبكم ،وستبقى
وصغا ًرا ،شبّانًا وصبايا ،يندفعون للقيام بهذه الخدمة .للتّاريخ .ولا ننسى أن نشكر ،أي ًضا وبالطّبع ،ک ّل الأيادي
والأسقفان الحبيبان اللّذان يرافقانِني في هذه ال ّزيارة س ّیدنا البيضاء ،سوا ٌء أكانت أيادي الذين أصولهم وجذورهم من
قسطنطين وسيّدنا أرسانيوس -وقد تَع ّرفتم إليهما في هذه ال ّديار أم تلك التي للمنتشرين في أنحاء العالم ،التي
زيارا ٍت لهما سابقة كما على الإخوة الذين رافقوهما فيها -
امت ّدت للمساعدة في هذه الظروف ال ّصعبة ،وأعني بها هما أَخبرانا وأَخبرا الجميع« :نحن أتينا إلى أنطاكية ،إلى لواء
أيادي أبنائنا المنتشرين في أوروبا وأميركا وأوستراليا وسائر
الاِسكندرون ،إلى َمرسين ،حتّى نع ّزي إخوتنا وأ ِح ّبتنا ،فإذا
أنحاء العالم الذين وقفوا إلى جانب إخوتهم الذين تض ّرروا بهم هم الذين يُع ّزوننا ونحن نتق ّوى بهم» .فيا أيّها الأح ّباء،
من ال ّزلزال .ندعو لهم جمي ًعا بال ّصحة والعافية. إ ّن إيمانكم كبير ،ونه ّنئكم به ونشكر الله عليه؛ ولذلك،
نحن لا نخاف عليكم بال ّرغم من ال ّدمار والموت اللّذين ختا ًما ،أيّها الأحبّاء ،أدعو لكم جمي ًعا بال ّص ّحة والق ّوة ،وبرك ُة
ح ّل بكم .ونحن ،من جهتنا ،ك ّنا نتابع ،يو ًما بيوم ،نتائج ال ّرسولَين بطرس وبولس ُم َؤ ّس َس كر ّسينا الأنطاكيّ فلتَشملْكم
ال ّزلزال ،فع َرفنا أ ّن ستّ ًة وخمسين شخ ًصا من أبنائنا في هذه جمي ًعا ولتكن معكم في ك ّل حین .واسمحوا لي أن أقول لكم،
المنطقة قَ َضوا ،وأ ّن ما يقارب الألف من عائلاتها ته ّجرت م ّر ًة جديدة ،لا تخافوا .إ ّن ك ّل ما د ّمره ال ّزلزال سيُعاد بنا ُؤه
من بيوتها لأنّها لم تعد صالحة لل ّسكن .كما َع َرفنا أ ّن تس ًعا بنعمة ال ّر ّب وبه ّمة ك ّل الأح ّبة ،وسيعود أحس َن م ّم كان.
من كنائسنا في المنطقة تَه ّدمت ،لا سيّما كاتدرائيّة ال ّرسولَين نحن معكم وإلى جانبكم ،ولا نترككم .أُعايدكمُ ،مسب ًقا،
بطرس وبولس في أنطاكية التي باتت ُركا ًما كلّيًّا على الأرض .بعيد الفصح المجيد وأقول لكم :المسیح قام؛ ح ًّقا قام.
24