Page 19 - AlNashra Special Edition Antioch 2023
P. 19

‫اليوم الثاني‬

                                                                 ‫مل ّف اليوم ال ّثاني ‪ -‬أ‬

                              ‫كلمة صاحب الغبطة البطريرك يوح ّنا العاشر‬
              ‫في كنيسة رئي َسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل في َمرسين‬

‫أصحا َب ال ّسيادة الأج ّلء‪ ،‬الآبا ُء الأكارم‪ ،‬أيّها الأح ّباء جمي ًعا؛ زارنا من عندكم‪ .‬فقد قَ ِد َم إلينا‪ ،‬إلى دير س ّيدة البلمند في‬

‫نَعم‪ ،‬يا أبانا إسبر‪ ،‬أنطاكية هي أنطاكية‪ ،‬وستبقى أنطاكي َة لبنان‪ ،‬وف ٌد من الآباء الأحبّاء والباشقان ّية في جمع ّياتنا التي‬
‫في المنطقة‪ ،‬وأقاموا عندنا خمسة أيّام تح ّدثنا‪ ،‬أثناءها‪ ،‬في‬
‫مواضيع كثيرة‪ ،‬منها ترتيب جدول زمن ّي ُمبر َمج لهذه ال ّزيارة‪.‬‬    ‫القائم َة وال ّشاهد َة لربّنا يسو َع المسيح‪.‬‬

‫نحن أتيناها لنكون معكم في ختام الأسبوع العظيم المق ّدس ويوم الأحد‪ ،‬في ذلك الأسبوع‪ ،‬أقمنا الق ّداس في دير سيّدة‬
‫وفي عيد الفصح المجيد‪ ،‬لا س ّيما بعد الكارثة الكبيرة التي البلمند بالاشتراك مع الوفد الآتي إلينا من أنطاكية‪ ،‬ث ّم قام‬

‫حلَّت بكم إثر ال ّزلزال الم ِّدمر الذي ضرب المنطقة في الآونة الوفد‪ ،‬مسا ًء‪ ،‬بزيارة دير مار إلياس شويّا وتع ّرف أعضاؤه‬

‫الأخيرة ونَك َبها ببَشرها و َحجرها‪ .‬لقد قَ َض‪ ،‬بنتيجة هذا إلى رئيسه الموجود معنا سيادة الأسقف قسطنطين (كيّال)‪،‬‬

‫ال ّزلزال‪ ،‬ما يقارب ال ّستّين شخ ًصا من أبناء رع ّيتنا هنا‪ُ ،‬م َو ّز ِعين ومن دير مار إلياس انطلقوا إلى بيروت‪ ،‬ومنها عادوا إلى‬

‫ما بين أنطاكية وال ُّس َويديّة وال ِاسكندرون‪ ،‬وتَ َد ّمر العديد من أنطاكية‪ .‬وللأسف البالغ حد َث‪ ،‬في فجر تلك اللّيلة‪ ،‬ال ّزلزال‬

              ‫الكنائس والعديد من المنازل‪ .‬وقد ك ّنا على تواص ٍل بع ُضنا المد ّمر ‪.‬‬

‫مع بعض لنقف إلى جانبكم في هذه المحنة ال َعصيبة؛ وها أريد‪ ،‬يا أح ّبة‪ ،‬أن أغتنمها فرصة‪ ،‬لا س ّيما إثر حدوث‬
‫نحن‪ ،‬مع الأح ّبة الذين يرافقونني ال ّسادة الأساقفة‪ ،‬والآباء ال ّزلزال‪ ،‬لأدعو لكم جمي ًعا‪ ،‬وكذلك للآباء الكهنة القائمين‬
‫الأج ّلء والإخوة الكرام‪ ،‬وأي ًضا الفريق الإعلام ّي العزيز‪ ،‬ها في المنطقة‪ ،‬وللباشقانيّة الموجودين في أنطاكية وفي منطقة‬
‫نحن معكم لكي نؤكّد لكم أنّكم في قلبنا‪ ،‬في قلب أنطاكية‪ ،‬اللّواء و َمرسين وك ّل الجمع ّيات العاملة فيها‪ ،‬بالص ّحة والق ّوة‬
                                                                 ‫وأ ّن أنطاكية في قلوبكم جمي ًعا‪ .‬إ ّن كنيسة أنطاكية هي‬
‫والعافية‪ .‬أدعو لكم لأنّكم‪ ،‬جمي ًعا‪ ،‬أب َديتم المح ّبة الخادمة‪،‬‬   ‫هذه الكنيسة القديمة ال ُّتاثيّة المجيدة‪ .‬إنّها الكنيسة الأًولى‬
‫الباذل َة والمبذولة‪ ،‬مع الاِهتمام والتّعاضد ال ّلز َمين‪ ،‬من أجل‬
‫التي أ ّسسها بطرس وبولس‪ ،‬وكان بطرس أ ّول أسقف عليها‪ .‬أن نكون جمي ًعا بع ُضنا إلى جانب بعض‪ ،‬ونكون إلى جانب‬
‫أ ّسساها‪ ،‬ومن بعد ذلك انطلقا إلى أصقا ٍع أُ َخر في أنحاء العائلات الّتي نُكبَت أو تَ َ ّضرت‪ .‬وطالما نحن موجودون‬
                                                                 ‫العالم كلّه حيث أ ّسسا الكنائس الأخرى‪.‬‬
‫في َمرسين‪ ،‬مع أبناء رع ّية َمرسين كافّة‪ ،‬أشكركم جمي ًعا‪،‬‬

‫ك ّنا قد أز َم ْعنا أن نقوم بهذه ال ّزيارة في التّاسع والعشرين من ومن عمق القلب‪ ،‬لأجل العمل الجبّار الذي قمتم به‪،‬‬

‫حزيران القادم‪ ،‬لتتزامن مع عيد ال ّرسولَين بطرس وبولس باستضافتكم إخوتَكم الذين نزحوا من أنطاكية وال ُّسويديّة‬
‫الذي هو عيد الكرس ّي الأنطاك ّي‪ ،‬وخطّطنا لها مع الوفد الذي ومن مناطق أخرى‪ ،‬واهت َم ْمتُم بهم‪ ،‬ففتحتم لهم قاعة‬

                                                                 ‫‪18‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24