Page 4 - AlNashra Year 2024 Issue 05
P. 4

‫َك ِلم ُة غبطة ال َبطرير ِك ُيوح َّنا العا ِش ِر‬

‫َكنيس ِة ال َّصلي ِب الم َق َّد ِس ‪ -‬دمشق‪ 15 ،‬كانون الأ ّول ‪2024‬‬

‫َمرضا َة َر ِّب العالمي َن س ّيِ ِد ال َّسموا ِت والأر ِض‪.‬‬                                      ‫أيُّها الأَ ِح َّب ُة‪،‬‬
‫قُلتُها سا ِبقاً وأُك ِّر ُرها الآ َن‪" :‬إخوتي المسلمي َن‪ ،‬ما‬           ‫"تَيَ َّقظُوا‪ .‬اثْبُتُوا يِِف ال ِإيمَا ِن‪ُ .‬كونُوا ِر َجالاً‪ ،‬تَ َق َّو ْوا‬
‫بي َن ال َّن ْح ُن والأنتُم تَس ُق ُط الواو‪ ،‬ويب َقى نَح ُن‬            ‫لِتَ ِصي َر كُ ُّل أُ ُمو ِر ُك ْم يِِف َم َحبَّ ٍة" ‪ِ .‬بهذا أَبتَ ِدئُ و ِبهذا‬
‫أنتُم‪ ،‬وأنتُم نَح ُن"‪ .‬ف َنح ُن سويَّ ًة أصحا ُب تاري ٍخ‬               ‫أَتَو َّج ُه إلى قُلو ِب أبنائِنا في هذا ال َوط ِن العزي ِز‪،‬‬
‫ُمشتر ٍك ِب ُك ِّل صواع ِد ِه ونوا ِزلِه‪ ،‬ومصي ُرنا مصي ٌر‬             ‫أَ َض ُع يدي بي ِدكم‪ ،‬في هذا ال َّزم ِن الح َّسا ِس‪ ،‬كي‬
                                                                       ‫نُل ِق َي َرجا َءنا جميعاً على الخالِ ِق ال َعزيز‪ ِ،‬أبي‬
                             ‫وا ِح ٌد‪.‬‬                                 ‫الأنوا ِر‪ ،‬وإل ِه ُك ِّل تَعزي ٍة ك ْي يمس َح ِم ْن قُلو ِبنا‬
‫نَح ُن في ُسوريا بَل ِد الرّّشاك ِة ال َوطن َّي ِة الّتي كانَ ْت‬       ‫كُ َّل اضطرا ٍب ويُكلِّلَها ِب َرجائِ ِه ال ُق ُّدو ِس ويُق ِّويَنا‬
‫وستَب َقى بإذنِ ِه تَعاىََل وا ِحد ًة ُمو َّح َد ًة ب َوحد ِة‬
‫تُرا ِبها‪ ،‬وأ َّولاً وأخيراً ِبوح َد ِة قُلو ِب أبنائِها ِم ْن ُك ِّل‬                   ‫لِنتل َّم َس ال َغ َد الأفض َل‪.‬‬
‫الأطيا ِف‪َ .‬م َد ْدنا ي َدنا‪ ،‬ك َمسيحيِّي َن‪ُ ،‬م ْذ ُو ِج ْدنا‬         ‫نَح ُن عىََل أَعتا ِب َمرحل ٍة جديد ٍة نَتل َّم ُس ِم ْنها‬
‫ومَنُ ُّدها اليو َم إلى ُك ِّل أَطيا ِف و ُمك ِّونا ِت هذا‬             ‫فَ ْج َر وطَ ٍن نُ ِحبُّ ُه َجميعاً ونَع َش ُق ُه‪ .‬نَح ُن عىََل‬
‫الوط ِن‪ .‬نَح ُن أَبنا ُء ُسوريا ال ُحل ِم الَّذي يَصبُو‬                ‫أَعتا ٍب َجدي َد ٍة نُري ُدها ُمرْْ ِشق ًة بالأ َم ِل ونَ ْر ُجوها‬
                                                                       ‫ُمت َّوج ًةبال ُّنو ِر‪ .‬نَح ُن َه ُهنافي ِدمش َق‪ِ ،‬م َنالطَّري ِق‬
  ‫إلي ِه ُك ُّل ُسور ٍّي‪ .‬و ُسوريا الَّتي نُري ُدها هي‪:‬‬                ‫المستقي ِم‪ِ ،‬م َن المريم َيّ ِة جار ِة جا ِمعِ بني أُم ّيَ َة‪،‬‬
‫• ُسوريا ال َّدول ِة المدن َّي ِة‪ :‬الَّتي يَتساوى الجمي ُع‬             ‫نَقو ُل لِل ُّدنيا نح ُن ك َمسيح ِّيي َن ِم ْن تُرا ِب ال َّشا ِم‬
‫فيها بال ُحقو ِق والواجبا ِت‪ ،‬مِبا في ذل َك الحفا ُظ‬                   ‫و ِم ْن أر ِز لُبنا َن‪ِ ،‬م ْن ُشمو ِخ قاسيو َن و ِم ْن َر َحاب ِة‬
‫على قواني ِن الأحوا ِل ال َّشخص َّي ِة لِ ُك ِّل ُمك ِّو ٍن ِم ْن‬      ‫ِحم َص وأَصال ِة حل َب‪ِ ،‬م ْن نواعي ِر َحماه و َهدي ِر‬
                                                                       ‫ينابيعِ إدلِ َب‪ِ ،‬م ْن بح ِر الا ََّّلذق َّي ِة و ِم ْن فُرا ِت دي ِر‬
                           ‫ُمك ِّوناتِها‪.‬‬                              ‫ال ُّزو ِر‪ .‬ل ْس َنا ُضيوفاً في هذ ِه الأر ِض‪ ،‬ولَ ْسنا أبنا َء‬
‫• ُسوريا دول ُة المواطن ِة‪ :‬ف َنح ُن لا نَستج ِدي‬                      ‫اليو ِم ولا الأم ِس‪ .‬نَح ُن ِم ْن َعتاقَ ِة ُسوريا و ِم ْن‬
‫مواطن َّيتَنا ِم ْن أح ٍد‪ .‬نَح ُن ُمك َّو ٌن ِم ْن هذا‬                 ‫يَاسمي ِن ال َّشا ِم‪ .‬نَح ُن ِم ْن أنطاكي َة ال َّرسول َّي ِة‪ِ ،‬م ْن‬
‫ال َّنسي ِج الوط ِن ِّي الَّذي يأْبى أ ْن يتعاطَى مِب ْنط ِق‬           ‫هذ ِه ال ِّديا ِر الَّتي َصب َغ ِت المسكونة َباس ِم يَسو َع‬
‫الأكثريَّ ِة والأقل َّي ِة ويتجاو ُز ُه ويتخطَّا ُه لِيَتعاطَى‬         ‫المسي ِح‪ .‬نَقو ُل هذا ونَرس ُم ُه عهداً‪ .‬نَقولُه لأبنائِنا‬
‫ب َمنط ِق ال َّدو ِر وال ِّرسال ِة‪ .‬عىََل بُ ْع ِد أمتا ٍر ِم َّنا‬     ‫ونَقولُه لإخوتِ َنا ولِرُُشكائِ َنا في الوط ِن ونَقولُه‬
‫كَنيس ٌة أو بَي ُت يُوح َّنا ال ِّدمش ِق ِّي َجلي ُس بَلا ِط‬           ‫أما َم بارئِ َنا الَّذي رُُ َّس أ ْن نَكو َن في هذ ِه الأر ِض‬
‫بَ ِني أُم َيّ َة‪ .‬نَح ُن ِم ْن كَنيس ِة بَطرير ِك ال َّرحم ِة‬         ‫م َع َغي ِرنا‪ ،‬م َع الأ ِخ المُسل ِم‪ ،‬الَّذي نتل َّم ُس وإيَّا ُه‬
‫غريغوريوس َح َّداد الَّذي م َش ْت ِدمش ُق ب ُر َّم ِتها‬

        ‫ب ُمسل ِميها ومسيح ّيِيها ورا َء ُجثمانِ ِه‪.‬‬

‫‪3 Issue 5 - 2024‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9