Page 35 - AlNashra Year 2024 Issue 05
P. 35

‫على أ َّن ُسوريا ه َي بَل ُد الجميعِ‪،‬‬                                                           ‫ِبامتيا ٍز‪ ،‬لا تَقبَ ُل مِبَنط ِق الأكثريَّا ِت‬
‫والمسيحيُّو َن بالتَّأكي ِد ل ْيسوا ُضيُوفاً‬                                                    ‫والأقل َّيا ِت‪ ،‬ب ِل الجمي ُع فيها سوا ِسيَ ٌة‬
‫فيها‪ ،‬ب ْل ُهم ُمواطنو َن أ ِصيلو َن‬                                                            ‫أما َم ال ُحريَّ ِة والح ِّق وال َقانو ِن‪،‬‬

‫لَديْ ِهم ُحقوقُهم وواجباتُهم‪ .‬وركَّ َز‬                                                         ‫مصي ُرهم مصي ٌر واح ٌد‪ ،‬يَجم ُعهم‬
                                                                                                ‫تَاري ٌخ ُمشترٌك ِب ُك ِّل َصواع ِد ِه‬
‫على أنَّنا نَعي ُش ِبداي ًة َجديد ًة‬                                                            ‫ونَوا ِزلِه‪ ،‬وتَجم ُعهم محبَّ ُة الوط ِن‬
‫ل ُسوريا‪ ،‬و َعاد ًة ما تُرا ِف ُق البدايا ِت‬                                                    ‫و ِه َي المصلح ُة ال َوطنيَّ ُة ال ُعليا الَّتي‬
‫الجديد َة تَغر ُُّّيا ٌت وتَح ِّديا ٌت‪ ،‬ل ِك َّن‬                                                ‫تَس ُمو عىََل أيَّ ِة َمصال َح َشخصيَّ ٍة‬
‫التَّغيي َر يَكو ُن جيِّداً ِعن َدما يَتَّ ِج ُه‬                                                ‫أو ِعرقيَّ ٍة أو طائِفيَّ ٍة‪ .‬فالمسيح ّيُو َن‬
‫في الاتِّجا ِه ال َّصحي ِح‪ .‬و َذ َك َر أنَّ ُه زا َر‬                                            ‫لَي ُسوا ُضيوفاً في بل ِدهم‪ ،‬بَ ْل ُهم‬
‫أما ِك َن كثير ًة والت َقى بالكثيري َن في‬                                                       ‫أبنا ُء الوط ِن‪ ،‬وطَي ٌف أساس ٌّي و ُمك َّو ٌن‬
                                                                                  ‫أصي ٌل من ُمك ِّوناتِ ِه‪ ،‬ل ُهم ما لِ ُك ِّل المواطني َن ِم ْن ُحقو ٍق‬
‫ال َّداخ ِلوال َخار ِج؛وال ِّرسال ُةالأ َساس َيّ ُة‬                               ‫وعل ْيهم ما على الجميعِ ِم ْن واجبا ٍت لأج ِل ِبنا ِء َوط ٍن‬
‫هي أ َّن كُ َّل ال ُّسوريِّي َن ي ِج ُب أ ْن يَكونوا سويَّ ًة‪ ،‬والمكا ُن‬          ‫يَحك ُم ُه ال َعد ُل والمساوا ُة ويَسو ُد ُه ال َّسلا ُم والطُّمأنين ُة‬
‫يتَّ ِس ُع لِل َجميعِ معاًك ُمواطني َن في هذا البَل ِد‪ .‬وهذا التَّو ُّج ُه‬        ‫عىََل أ َسا ِس المواطَن ِة والعي ِش الواح ِد لِ ُك ِّل أبنائِ ِه‪ .‬الأم ُر‬
‫موجو ٌد أيضاً لدى المجت َمعِ ال ّدول ِّي ِب َح َس ِب ما يُ َرى من‬                 ‫الَّذي يج ُب أ ْن يَتجىَّّل َعمل ّياً في ُمشارك ٍة َوطنيّ ٍة ُمتكامل ٍة‬
‫إطلا ِق ِه لِ َمجل ِس الأ ْم ِن في َجلس ِته الأخير ِة‪َ ،‬و ِم ْن تَوا ُص ِل ِه‬     ‫و َجامع ٍة‪ ،‬في ِصياغ ِة ُدستو ٍر تَوافُق ٍّي ُح ٍّر ِديمقراط ٍّي لِلبلا ِد‬
‫م َع ال ِجها ِت ال َّدوليَّ ِة المختلف ِة‪ .‬الم ِه َّم ُة الَّتي أما َمنا كبير ٌة‬  ‫يَض َم ُن‪ِ ،‬م ْن ناحي ٍة‪َ ،‬ح َّق المواطن ِة والمشارك ِة ال َفاعل ِة لِ ُك ِّل‬
‫وتو َج ُد مبادئُ عا َّم ٌة لِل ُّنهو ِض ِبها وه َي تَطبي ُق القرارا ِت‬            ‫أطيا ِف ال َّشع ِب ال ُّسور ِّي ِب ُك ِّل ألوانِ ِه وانتماءاتِه عىََل كافَّ ِة‬
‫ال َّدول َّي ِة‪ ،‬وخا َّص ًة القرا ُر رقم ‪ ،/2254/‬وال ُّسوريُّو ُن ُهم‬             ‫الأَصعد ِة ال ِّسياس َّي ِة والاجتماع َّي ِة والإداريَّ ِة العا َّم ِة عىََل‬
‫َم ْن َس َي ُقودو َن المرحل َة الانتقال َّي َة‪ ،‬والمجتم ُع ال ّدول ُّي َسو َف‬     ‫أَسا ِس ال َكفاء ِة ُدو َن أ ِّي مَتيي ٍز في ال ِجن ِس أو ال ِعر ِق أو‬
‫يَدع ُمهم‪ .‬كا ََم أ َّن َمسير َة العم ِل على ال ُّدستو ِر الجدي ِد‬                ‫ال ِّدي ِن‪،‬ويَك َف ُل‪ِ ،‬م ْننَاحي ٍةأُخرى‪،‬احترا َمالأديا ِنوقَواني ِنها‪،‬‬
‫َستَكو ُن ِم ْن مسؤول ّيَ ِة جميعِ ال ُّسوريِّي َن ب َدع ٍم دول ٍّي‪.‬‬              ‫بما فيها قَواني ُن الأحوا ِل ال َّشخص َّي ِة لِ ُك ِّل ُمك ِّو ٍن ِم ْن‬
‫ال َعم ُل جا ٍر أيضاًلأ ْج ِل رفْعِ ال ُعقوبا ِت الاقتصاديَّ ِة وإعاد ِة‬          ‫ُمك ِّونا ِت ال َّدول ِة‪ ،‬كا ََم وال ُحريَّا ِت الجماع َيّ ِة ِم ْنها والفرديَّ ِة‪،‬‬
‫الإعما ِر‪ ،‬وك َّر َر بأ َّن المه َّم َة كبير ٌة‪ ،‬ل ِك َّن اجتما َع اليو ِم ُه َو‬  ‫مِبا يَحف ُظ َمدنيَّ َة ال َّدول ِة ويَض َم ُن ُمساوا َة الجميعِ‬
                                                                                  ‫بالحقو ِقوالواجبا ِت‪،‬عندئِ ٍذ ُيُص ِب ُحال ُّدستو ُر ِمرآ ًةتَع ِك ُس‬
             ‫ِرسال ٌة قويَّ ٌة ِج ّداً في الاتِّجا ِه ال َّصحي ِح َ‪.‬‬              ‫الآما َل ال َّشعبيَّ َة بمُستقب ٍل يلي ُق ب ِفك ِر وتاري ِخ ال َّشع ِب‬
‫اُ ْختُ ِت َم ُالاج ِتما ُع بال ُّدعا ِء إلى الل ِه أبي الأنْوا ِر إل ِه كُ ِّل‬
‫تَعزي ٍة و َرجا ٍء ليَمس َح الألمَ وال َقه َر وال َج َز َع ِم ْن ُك ِّل نَ ْف ٍس‬                                   ‫ال ُّسور ِّي‪.‬‬
‫َحزين ٍة و َمظلوم ٍة و ُمضطرب ٍة ويس ُك ُب َرحماتِ ِه في ال ُقلوب‬
‫ِفيَجم ُعها في مح َّب ٍة وا ِحد ٍة ل ِخدم ِة الإنسا ِن والوط ِن‬                   ‫وأكَّ َد ال َّس ّيِ ُد بيدرسون‪ِ ،‬بدو ِره‪ ،‬على رُُسو ِره ال َعمي ِق‬
‫بأعما ٍل َصالح ٍة يُ ِش ّع ُنُو ُرها في ال َعال ِم أجمعِ َشهاد ًة ل ُسوريا‬        ‫وتَأثُّ ِره باجتما ِع ِه م َع مسيح ِيّي ِدمش َق و ُسوريا‪ُ ،‬مش ِّدداً‬

                     ‫الأصيل ِة الوا ِحد ِة المو َّح َد ِة‪.‬‬

                                                                                  ‫العدد ‪٢٠٢٤ - 5‬‬  ‫‪34‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40