Page 23 - AlNashra Year 2024 Issue 04
P. 23
جمي ًعا صنع َة خالق واحد؟ أ َولسنا نسك ُن أر ًضا من سوق الغرب التي كانت ،يو ًما ما -ولا
واحدة ونستنير بضوء شمس واحدة ونستظ ُّل أريد أن أقولها -كانت خ ّط تما ّس ،نُط ّل اليوم،
في هذه الذكرى ،في وهج لقيا وتلا ٍق .نط ّل اليوم
سما ًء واحد ًة وترفرف فوقنا راي ٌة واحدة هي راية
الوطن العزيز؟". لنحكي تاريخ جامعة البلمند ونروي شيئاً من
من هذه الكلمات التي تختصر رسالة كنيستنا رسالتها التي تختصر عيشنا وفلسفة وجودنا في
نط ّل عليكم .من كلمات ذاك الحبر الذي رأى هذه الديار .نط ّل اليوم لنرسم من رحابة البلمند
فيه وج َه ُس ّكا ِن الجب ِل ك ُّل من نظروه وما ميزوا حكاية عشق البلمند لتراب لبنان ،ولننقل فلسفة
فيه مح ّيا ُه إلى أ ّي لو ٍن اِنتمى .نط ّل اليوم لنؤكّد
رسالتَنا التي تتجاوز المصالحة وتتخطّاها إلى أن البلمند المشرق ّية التي تمت ّد إلى الشرق والعالم.
تبلغ قي َم العيش الواحد والمواطنة في زم ٍن يكثر نط ّل اليوم لنقول إنّنا أبناء اللُّقيا وأبناء تلك
فيه الحديث عن الفئويّة القتّالة وع ِن الفدراليّة
المق ّنع ِة وع ِن الانعزال ّية .نط ّل اليوم لنقول إنّنا، الوجوديّة التي ترى في الآخر وجه الله .نط ّل من
كروم أرثوذكس ،منتشرون في ك ّل الأماكن وتربطنا جبل لبنان لنناجي إخوتنا من ك ّل الأطياف .نط ّل
من صر ٍح اِختار له العلم نبرا ًسا مني ًرا ك َّل طيف.
بالجميع أطيب العلاقات ،ولا نعرف إلى ااِلنعزال نط ّل من البلمند الجامعة التي تختصر شيئاً
سبياًل ولا إلى الفئويّة طري ًقا في حفا ٍظ تا ٍّم على
أصالتنا النابذة للتقوقع والرافضة للذوبان في آن. من رسالة كنيستنا الأنطاك ّية على م ّر ألفي عام.
نحن ههنا لنروي حكاية أنطاكية المسيح ّية التي
وقد ُك ّنا ،بحكم موقعنا هذا ونبقى ،وسنبقى، صبغت الدنيا بلقب "مسيحيّين" وكلَ َم ِت الكون
جسور تواصل يوم سكتت لغة الحوار وتسكت ببشرى الفرح على لسان ذلك الإنجيل ّي الذي قال:
وعلت لغ ٌة أخرى وتعلو. "في البدء كان الكلمة"(يوح ّنا.)1:1
من سوق الغرب ،من جيرة دير مار جرجس،
ومن هنا ،ومن موقعنا هذا ،ندعو ،كما د َعونا من حيث انتقل إلى جوار باري ِه ،ذا َت خري ٍف
دائمًا ،إلى انتظام عمل المؤ ّسسات الدستوريّة
في لبنان .والضامن الوحيد لهذا هو انتخاب من عام ،1928البطريرك غريغوريوس الرابع
رئي ٍس للجمهوريّة ،وبأسرع وقت .ندعو الن ّواب ح ّداد ابن ْع َبيْ ْه ،نط ّل اليوم ونستذكر ذاك الراحل
والمسؤولين عموماً إلى تح ّمل مسؤوليّتهم الكبير الذي يختصر شيئاً من عظمة رسالة كنيسة
التاريخيّة وانتخاب رئي ٍس للجمهوريّة .نقول هذا
وعيننا على لبنان وعلى المنطقة التي تشهد فتر ًة أنطاكية ،ويختزل في روحه شيئًا مما نحاول أن
نج ّسده دائمًا في جامعة البلمند .من هنا نستذكر
عصيب ًة ،لا بل مفصل ّي ًة .نقول هذا وعيننا على هذا
البلد الذي يتوق إلى السلام ويعمل لدرء تو ّسع كلماته في زحلة سنة :1911
الحرب التي تط ّل برأسها بين الفينة والأخرى.
"إنّني أح ّب أبناء وطني من جميع المذاهب
على ال َّسواء .ولا فرق بينهم عندي .ألس ُت
وإيّاهم أبنا َء أ ًب واحد وأ ّم واحدة؟ أ َولسنا
العدد ٢٠٢٤ - 4 22