كلمة البطريرك يوحنا العاشر



2016-08-16

p1كلمة البطريرك يوحنا العاشر
في صلاة الشكر
كنيسة مريم المجدلية-وارسو،١٦ آب ٢٠١٦

صاحب الغبطة،
أيها الشعب المحب المسيح،

أشكر لكم كل كلمة محبة وترحيب وأقدر عالياً مشاعركم النبيلة تجاه إخوتكم في كنيسة أنطاكية. شرفٌ لي أن أكون بين إخوتي في كنيسة بولونيا وواجبٌ علي بالدرجة الأولى أن أنقل، باسمي وباسم المرافقين لي، سلاماً أخوياً من قلب كنيسة أنطاكية ومن قلوب كل بنيها إلى إخوة الإيمان في كنيسة بولونيا وإلى شعب بلادكم الطيب.

من اللافت في كل صلاة شكر أن الكنيسة المقدسة ترتل "الله الرب ظهر لنا..". وهذا معناه أننا مدعوون نحن البشر أن نحمل الرب على محيانا وفي كياننا. أنا كإنسان مدعوٌ أن أحمل صورة الله في ذاتي وأن أتلمسها وأعيشها في قلب أخي. أنا كإنسان مدعوٌ أن أكون صفحة بيضاء يقرأ فيها الآخر صورة الخالق ومحبته. نقرأ في وجهكم، يا صاحب الغبطة، وفي وجوهكم أيها الإخوة، عتاقة الآباء ورسوخ الإيمان وكل مودة لشعبنا وكل أخوة. ونأمل أن تقرأوا في وجوهنا كل محبةٍ تجاه إخوتنا في كنيسة بولونيا وكل أخوة صادقة تُجسد قول الرب "ليكونوا واحداً". 108

في كنيسة الرب يسوع، تفرقنا الثقافات ويجمعنا هو. تباعدنا المسافات ويصهرنا هو. وتثنينا الصعوبات لكن من يزيح الحجر هو يده التي رافقتنا من ألفي عام وترافقنا دوماً.

نوافيكم اليوم من كنيسة أنطاكية، من كنيسة الرسولين بطرس وبولس، من الكرمة الأولى التي سقتها يمين الرب وأتعاب الرسل وطبعتها ذكرى القداسة والقديسين. نوافيكم من أنطاكية لوقا وإغناطيوس وثيوفيلوس ويوحنا الذهبي الفم ورومانوس المرنم ويوحنا الدمشقي. نوافيكم من أنطاكية الحاضر، من الأرض الأولى التي التحفت أولاً باسم يسوع وصبغت الرسل والتلاميذ باسم مسيحيين ولفت الدنيا وزنّرتها بحقيقة تجسد الرب يسوع المسيح.

نحمل في قلبنا جرح كنيسة أنطاكية وغصة بلدان أرضها. نحمل هموم المشرد والمخطوف والمهجر واليتيم. نحمل وجع حلب التي تنتظر راعييها المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من ثلاثة أعوام وسط تفرج العالم. نحمل في قلبنا غصة ذاك الشرق. نحمل كل محن وضيقات سوريا وهواجس لبنان وكل بقعة في الشرق والعالم تفتقد لنور سلام يسوع المسيح له المجد، والذي ومع كل هذا، نرمي وإياكم كل هذه الهموم أمام صليبه الكريم ونثق بقوة قيامته ليزيح عن قلبنا ثقل الحجر.

أكرر شكري لكم، ونصلي معكم إلى الرب القائم، أن يعطينا بشفاعة القديسة مريم المجدلية شفيعة هذه الكنيسة المقدسة، أن نكون على غرارها شهوداً حقانيين لقيامته وقيامتنا فيه له المجد إلى الأبد، آمين.