ّحزقيال النبي



07-23

حزقيال النبيّ (القرن ٦ق.م): 

١- تعريف:

هو من الأنبياء الكبار الأربعة: إشَعيا، إرمِيا، حِزقيال ودانيال. 

حزقيال اسم عبريّ معناه "الله يقوّي".

٢- مولده:

ولد حوالي العام ٦٢٣ ق.م في أورشليم. عاصر إرميا في أواخر حياته وتأثّر به كثيرًا، وكان يشرح نبوءاته للشّعب.

ezekielابن بوزي ومن عشيرة كهنوتيّة وكان كاهنًا، من أبناء هارون ومن سبط لاوي.

٣- شبابه:

سُبي شابًّا بسنّ الخمس والعشرين عامًا تقريبًا أي بعد ثماني سنوات على نفي دانيال.

عاش مع المسبيّين اليهود على نهر خابور أو "كبار" وهو قناة في أرض بابل.

تزوّج في السّنة السّادسة، وعلى الأكثر في السّنة التاسعة من السّبي.

٤- خدمته الكهنوتيّة:

بدأت خدمته النبويّة في السّنة الخامسة لسبي يهوياكين، أي بزمن مدّته ٧ سنين قبل خراب الهيكل في أورشليم.

كان يرجع إليه شيوخ الشّعب للنصيحة لكنّ كلماته لم تُتبَع بأمانة.

امتدّ نشاطه النبويّ لفترة تزيد عن ٢٢ سنة. 

٥- رقاده:

لا يُعرف زمان موته ولا الطّريقة التي مات بها. هناك سِّفر باسمه.

٦- رسالته النبويّة:

كانت رسالته إتمام عمل إرميا وهو المناداة بالتّوبة والرّجوع إلى الله مؤكّدًا حدوث السّبي النّهائيّ وتحطيم الهيكل تمامًا. 

وبقدر ما كان حزقيال يهدّد بهدم الهيكل، كان يعطي رجاءً بقيام هيكلٍ جديد فاتحًا بصيرتهم علي عصر المسيّا - العهد الجديد- حيث يُعلن مجد الرّبّ بصورة أعظم.

٧- حزقيال قبل السّبي:

اتّسمت هذه الفترة بأمرين:

- أوّلًا حركة الإصلاح على يدي يوشيّا الملك عام ٦٢١ ق.م.،

- ثانيًا حالة الانتعاش النبويّ، وقد تأثر بالأنبياء السّابقين له مثل عاموس وهوشع وإشعياء وميخا. وبخاصّة بالنبيّ هوشع الذي ترك بصمات على كلّ إصحاح في نبوّاته المبكرّة، كما سمع عن الأنبياء المعاصرين له مثل إرميا ودانيال وناحوم وصَفَنيا وربّما حبقوق وعوبَديّا.

٨- حزقيال في السّبي:

كانت بابل في ذلك الحين في أوج عظمتها وتعاظم انتصارات نبوخذنصر. تبدّلت حالة اليهود في هذه الفترة.

ففي أوّل الأمر أُعطيت لهم أرض غنيّة في تل أبيب ليست بعيدة عن العاصمة ودون أيّ قيود عليهم إن من النّاحية الدّينيّة أو المدنيّة، فكان بإمكان الأسباط والعائلات أن تجتمع معًا حسبما تريد ويقوم شيوخهم بالقضاء فيما بينهم، وكانت الدّولة تشجّعهم على التّجارة وتسمح لهم بامتلاك بيوت خاصّة، وكان البريد بينهم وبين أخوتهم في أورشليم متواصلًا لا ينقطع.

Q2 لكن بالمفهوم اليهوديّ لا شيء يحلّ محلّ الهيكل الذي فيه وحده تتمّ تقدمة الذّبائح، إذ اللاهوت اليهوديّ يتمحور حول الهيكل مِن ناحية العبادة والسّجود، ومِن ناحية التّطهير وطقوس التّوبة والعبادة.

في السّنة الرّابعة من السّبي زار صدقيّا ملك إسرائيل بابل وقد ازدحمت بابل ليروه قادمًا بمركبته، في السّنة الخامسة من السّبي (حوالي عام ٥٩٢ ق.م).

قبل سقوط أورشليم في المرحلة التّالية من السّبي بسبع سنوات انفتحت السّماوات لأوّل مرّة أمام حزقيال، فرأى مركبة إلهيّة ناريّة كبدء انطلاقة لتسليم حزقيال العمل النبويّ الذي دام حوالي ٢٢ عامًا (٥٧٠-٥٩٢ ق.م.) وسط جوّ مليء بالخطايا.

في السّنة السّادسة للسّبي سمع عن ارتباط الملك صدقيّا بفرعون مصر ضدّ نبوخذنصّر (١٧:١٥) فكتب له بضرورة الالتزام بالقَسَم الذي تعهّد به حتّى وإن قُدِّم إلى ملك وثنيّ فإنّه لا يليق أن يحنث به (١٧:١٨)، وإلا سقط تحت العقاب الإلهيّ. فأعلن أنّ مصير صدقيّا سيكون كمصير يهوآحاز الذي أخذه فرعون أسيرًا إلى مصر سنة ٦٠٨ ق.م. (١٩:٤) ويهوياكين الذي أسره الكلدانيّون (١٩:٩)، وإنّ أورشليم ستقاسي مصير أختها الكبرى السّامرة، وذلك بسبب خطاياها التي تفاقمت (٢٣:٥؛ ٢٣:١١). 

في السّنة الثّامنة للسّبي تولّى فرعون جديد الحكم فدفع صدقيّا دفعًا للثّورة ضدّ بابل في السّنة التّاسعة للسّبي. وفي السّنة العاشرة صارت أورشليم تحت حصار مُرّ فتحقّقت نبوءات إرميا وحزقيال وقد حدّد الأخير اليوم (٢٤:٢).

في العام التّالي حاول صدقيّا الهرب ليلاً فقُبض عليه في أريحا وقُتل أولاده أمام عينيه ثم فقأوا عينيه واقتادوه إلى بابل مقيّدًا.

لم يترك ملك بابل شيئًا في مدينة داود إلّا وخرّبه: القصر الملكيّ والهيكل. هرب البعض إلى مصر حاملين إرميا النبيّ وباروخ الكاتب بغير إرادتهما حيث رحّب فرعون بالشّعب.

لم يفقد النبيّ رجاءه (٣٤:١١). فتح له الرّبّ رؤى جديدة لأورشليم جديدة وهيكلاٍ جديدًا وعبادةً جديدة. كان نبوخذنصر في قمّة مجده وعظمته وكان يهوياكين داخل السجن، لكنّ الخلاص والعودة إلى أورشليم لم يفارقا عيني النبيّ (٣٦:١١ ،٣٠،٢٩).


فقد رأى الله يقيم الشّعب كما يقيم الأموات واهبًا العظام الجافّة روحًا وحياة (٣٧).

قدَّم النبي صورة رائعة للإصلاح من جوانب متعدّدة منها: 

- الله يغفر الخطايا (٣٦:١١، ٢٩،١٥).

- يعيد المملكتَين إلى وحدة كاملة.

- يدين رعاة الشّعب الأنانيّين ويقوم بنفسه بالرّعاية (٣٤).

- التنبؤ عن العصر المسيانيّ (34: 23) بالعودة الرّوحيّة من سبي الشّيطان والخطيئة (٣٦:٢٦).

- جاءت الإصحاحات الأخيرة تمزج العمل الفنيّ لبناء الهيكل الجديد بالرّؤية النبويّة والعمل الكهنوتيّ.


٩- غاية سفر حزقيال:

١ – السّبي والدّمار هما نتيجة الانحراف إلى عبادة الأوثان وارتكاب الشّرّ.
وهكذا تصحّ نبوءات إرميا (دون أن يذكر اسمه) معطيًا صورة مفارقة مجد الرّب الهيكل (١٨:١٠-١٩، ٢٣:١١) وسقوط أورشليم (٣٣:٢١).

٢- "التّوبة" هي طريق الرّحمة الإلهيّة. (٢٧:١٨).

٣- العقاب ليس عن خطايا سالفة عن جيل سابق وإنّما بسبب الجيل المعاصر له وقد أكّد النبيّ أنّ كلّ نفس مسؤولة عن خطاياها الشّخصيّة لا عن خطايا الغير (٢:١٨-٤)، كما لا يخلص أحد على حساب آخر (٢٠:١٤).

٤- يعلن السّفر عن إمكانية تقديم القلب الجديد والرّوح الجديد لأولاد الله.

٥- يتقدّم السّيّد المسيح كداود الجديد الذي يملك عوض الملوك الأشرار ويردّ الكلّ إلى روح واحد.

٦- انطلق بهم السّفر إلى هيكل جديد مُغاير للهيكل القديم الذي اعتاد النبيّ أن يراه في صباه.

٧- حوى السّفر نبوءات تخصّ انقضاء الدّهر والعصر السّابق لنهاية العالم. 

٨- أعطى صورةً واضحة للقيامة. (الإصحاح ٣٧):
"هكذا قال السّيّد الرّبّ لهذه العظام. ها أنذا أُدخِل فيكم روحًا فتَحيَون. وأضع عليكم عَصَبًا وأُكسيكم لحمًا وأبسط عليكم جِلدًا وأجعل فيكم روحًا فَتَحيَون وتعلمون إنّي أنا الرّبّ".