كلمة المجمع المقدس لكنيسة بلغاريا



2013-02-10

كلمة المجمع المقدس لكنيسة بلغاريا
ألقاها صاحب السيادة المطران ناثانائيل
متروبوليت نيفروكوبيو

 

صاحب الغبطة بطريرك مدينة الله أنطاكية العظمى، سوريا والعربية وكيليكية وبلاد الكرج وما بين النهرين وسائر المشرق كيريوس كيريوس يوحنا،

أشعر بالسعادة بشكل خاص لكوني موجود اليوم هنا بتفويض من المجمع المقدس لكنيسة بلغاريا في هذه اللحظة التاريخية بالنسبة لعرش بطريركية أنطاكية المقدس ولشخصكم المستحق لهذا العرش. نحن موجودون هنا تجمعنا الشركة والمحبة الأخوية. أتينا بفرح قلب لنشترك في هذه المائدة الروحية التي هي فرحٌ وابتهاجٌ لكم وللأرثوذكسية جمعاء.


لقد أهّلكم الإله الكلي الصلاح أن ترتقوا عرش كنيسة أنطاكية هذا في أيام صعبة تمرُّ بها الأرثوذكسية عامّة، وبخاصةِ رعيّتكم التي تُحيط بها الحروب والخصومات.


لقد خلِفتم بطريركاً كرّم هذا العرش المقدس لأعوام طويلة، وأبرزه بعمله الروحيّ والاجتماعي الهام وذلك بتنظيمه للتعليم المسيحي وباهتمامه الخاص بالتثقيف الروحي للإكليروس والشعب. ولذا يصبح عملُكم أصعب، ليس فقط لتحافظوا على استمرارية ما هو موجود، بل لتتقدّموا به أيضاً إلى أفضل مما هو عليه الآن.


ولكوني يا صاحب الغبطة أعرف جيداً روحانيتكم العميقة، ومحبّتكم الكبرى للأرثوذكسية، والجهود التي تبذلونها من أجل وحدة وتقدّم الكنائس المحلّية، واهتمامَكم ورعايتكم للشباب، ومحبتكم العظمى للشيوخ، فأنا واثقٌ بأنكم ومن موقعكم الجديد هذا، المليءِ بالمسؤولية، ستعملون بالأكثر وبغيرة كبرى على قيادة سفينة كنيسة أنطاكية التي تستلمون دفتها اليوم رسمياً، وكذلك على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية التي باتت ضرورة حتمية اليوم.


وأنا واثق أيضاً بأن روح المغبوط الذكر الأب بوليكربوس موجودةٌ اليوم فيما بيننا، مبتهجةً بكم في الأعالي، وهو الذي أفدنا كثيراً من نصائحه الروحية ولا نزال نَنْهلُ منها في عملنا الروحيّ الصعب والمليء بالمسؤولية. صلاتُه من السماء ستكون معنا دائماً ونصائحُهُ سترافقنا، فلتكن أدعيته معنا.


ثقوا يا سيدي، بأن الكثيرين اليوم وفي المستقبل سيرفعون أدعيتهم إلى الرب لكي يُؤيّد عملكم الكبير والصعب، ومن بينهم تتميز صلوات آباء دير القديس بولس الذين استأهلتم أن تنالوا في ديرهم نعمة الإسكيم الكبير.


يا صاحب الغبطة،
إن علاقات كنيستينا البلغارية والأنطاكيّة المتينة وكذلك روابط المحبة الأخوية والصداقة التي تقوم على أساس وحدة الإيمان ستستمرُّ بيننا وستصبح أقوى على عهدكم.
وإذ أُعبّر عن مشاعر قائم مقام كنيستنا المترمّلة سيادة المطران كيرلس ميتروبوليت فارناس وفيريكوبريسلاف وأعضاء المجمع المقدس والإكليروس وشعب الله، أدعوه تعالى أن يُظلِّلكم بأجنحته وأن يمنحكم الصحة والعمر المديد لكي تقودوا كنيسة أنطاكية بتوجيهكم الروحيّ وإدارتكم الحكيمة لتجد أيام بهجة ومجد روحيّ.


وبمناسبة تنصيبكم اليوم، أُقلّدكم كممثّل لكنيسة بلغاريا أيقونة القديس يوحنا ريلاس هذه، وهو ذاك القديس العظيم والحامي، مع دعائي الحارّ أن يتوسط لدى الرب مؤسس الكنيسة ليفوح عطر عملكم الكبير والمُجهد الذي تتعهدونه في هذا اليوم التاريخي.


إلى أعوام عديدة يا سيد