مسيرتنا والديّة قياميّة



تَفْتَتِحُ الكَنِيسَةُ سَنَتَهَا اللِّيتُورجِيَّةَ، الَّتِي تَبْدَأُ بِاليَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ أَيْلُوْلَ، بِعِيْدِ مِيْلَادِ سَيِّدَتِنَا وَالِدَةِ الإِلَهِ الفَائِقَةِ القَدَاسَةِ فِي الثَّامِنِ مِنَ الشَّهْرِ ذَاتِهِ. 

وَتُنْهِي سَنَتَهَا بِعِيْدِ رُقَادِ وَالِدَةِ الإِلَهِ فِي الخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ آب.

 لِمَاذَا اخْتَارَتِ الكَنِيسَةُ أَنْ تُعَيِّدَ هَذَا العِيْدَ فِي اليَوْمِ الثَّامِنِ مِنَ السَّنَةِ الكَنَسِيَّةِ تَحْدِيْداً؟

الإِجَابَةُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ مُرْتَبِطَةٌ بِمَا يُمَثِّلُهُ هَذَا اليَوْمُ.

إِنَّهُ اليَوْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ أَيَّامِ الخَلِيقَةِ السِّتَّةِ وَيَوْمِ السَّبْتِ. فَإِذَا كَانَ اليَوْمُ السَّابِعُ هُوَ يَوْمُ العَهْدِ القَدِيمِ، فَاليَوْمُ الثَّامِنُ هُوَ يَوْمُ العَهْدِ الجَدِيدِ.

خَلَقَ اللهُ العَالَمَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَاسْتَرَاحَ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ. يَأْتِي اليَوْمُ الثَّامِنُ لِيَكُونَ اليَوْمَ الأُخْرَوِيَّ الـمَلَكُوتِيَّ الَّذِي افْتَتَحَهُ الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح بِقِيامَتِهِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ.

فبالقيامة أصبح هذا اليوم القياميّ اليوم الأوّل والثامن معًا، ليبقى لنا مفتوحًا أبديًّا نبدأه من هنا.

من هنا تقول لنا الكنيسة في هذا العيد: 

اليوم، أي اليوم الثامن القياميّ الملكوتيّ، تولد الإنسانيّة مع الرّبّ يسوع خليقةً جديدةً بعد أن سقطت قديمًا بالخطيئة، 

وتبدأ دورتها لتمر في بحر السنة بالقيامة المجيدة. ومن آمن بخلاص إلهنا لا يموت في نهاية سنيِّ عمره، بل يرقد مثل والدة الإله وينقله الله إليه لحياة آبديّة.

إن الطبيعة نفسها التي أطلق عدو الإنسان سهامه عليها ليدمّرها، أتى من نسلها من داس على رأس الحيّة وفتح للبشريّة أبواب السماوات.