ابن الإنسان



تعريف:

ابن الإنسان وابن البشر:
أعطى يسوع هذا اللقب مفهومه الخلاصي بالكامل. فلقب ابن الإنسان هو ابن العلي وابن المبارك، وهو يشير إلى المسيح المنتظر الذي ستتعبّد له كلّ الشعوب.

هذا ما نقرأه في برؤيا النبي دانيال في العهد القديم "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ" (دانيال ١٣:٧-١٤).

وأطلق الربّ يسوع هذا اللقب على نفسه للإشارة إلى أنّه هو متمّم كلّ النبوءات. هذا ما أثار جُنونَ علماءِ اليهود، ورئيس المجمع شقُّ ثيابه لمجرّد أنَّ يسوع طبّق هذه الرّؤيا على ذاته مساويًا نفسه بالله. 
"فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ". (مرقس ٦١:١٤-٦٢)

 

١- ابن الإنسان في غفران الخطايا والشفاء:
شفاء المفلوج: "لكن لكي تعلموا أن لابن الانسان سلطانًا على الارض أن يغفر الخطايا" (متى ٩: ٢-٦).


jesus entoure ٢- ابن الإنسان النازل من السماء:

حوار الرّبّ يسوع المسيح مع نيقوديموس:"وليس أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء". (يوحنا ٣: ١٣).

٣- ابن الإنسان هو ربّ السبت أي رب الشريعة والناموس وواضعهما:
حوار الرّب يسوع المسيح مع الفرّيسيّن: "إنّي أريد رحمةً لا ذبيحة لما حكمتم على الأبرياء! فان ابن الانسان هو ربّ السبت أيضًا».

٤- الملائكة تنزل على ابن الإنسان:
حوار الرّب يسوع مع نثنائيل:«الحق الحق اقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان»(يو١: ٤٨-٥١).

٥- الرّب يسوع المسيح أمام السنهدريم أي مجمع اليهود:
"وأمّا يسوع فكان ساكتًا. فساله رئيس الكهنة: «أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل انت المسيح ابن الله؟» قال له يسوع: «أنت قلت! وأيضًا أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الانسان جالسًا عن يمين القوّة وأتيًا على سحاب السماء»(مت٢٦: ٦٣- ٦٥). وفهم رئيس الكهنة قوة الكلمة، فمزق ثيابه، وقال قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود!

٦- ابن الانسان في السماء يبارك الشهداء:
شهادة القدّيس استفانوس الشهيد:"ها أنا أنظر السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائم عن يمين الله" (اع٥٦:٧).

٧- ابن الإنسان في المجيء الثاني والدينونة:
"فإن ابن الانسان سوف ياتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كلّ واحد حسب عمله" (مت٢٧:١٦)
فالرّب يسوع المسيح هو ديّان كلّ العالم، وهذا ما ذكره الكتاب المقدّس من أولى صفحاته "ديان الأرض كلّها" (تك18: 25).


ونلاحظ في عبارة "مجد أبيه" معنًا جوهريًّا:
فهو ابن الإنسان، وهو ابن الله في نفس الوقت. وله مجد أبيه، نفس المجد جوهريًّا. إنّه ملء اللاهوت.

- عبارة ابن الانسان هي نفسها عبارة الرّب:
- «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأنّي جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك؟ ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك؟ فيجيب الملك: الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. (مت٣١:٢٥- ٣٧).

- «اسهروا إذًا لأنّكم لا تعلمون في أيّة ساعة يأتي ربّكم. وأعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي هزيع ياتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. لذلك كونوا انتم ايضًا مستعدّين لانّه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان. فيقول "اسهروا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم" (مت٤٢:٢٤).

- ابن الإنسان في في اليوم الأخير:
- نبوءة دانيال عنه كابن للإنسان تحمل معنى ألوهيّته. إذ قال عنه "وكنت أرى رؤيا الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان. أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا. لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لن ينقرض" (دانيال ٧: ١٣، ١٤).
من هذا الذي تتعبد له كلّ الشعوب، والذي له سلطان أبدي وملكوته أبدي، سوى الله نفسه؟!

يدعو إبن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته، والمختارين مختاريه، والملكوت ملكوته:
«وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها"(مت٢٤: ٢٩-٣١).

- مثل الزوان والحقل:
حينئذ صرف يسوع الجموع وجاء الى البيت. فتقدم اليه تلاميذه قائلين: «فسر لنا مثل زوان الحقل». فأجاب: «الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان. والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير. والعدو الذي زرعه هو ابليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة. فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم: يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الاثم ويطرحونهم في اتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم. من له اذنان للسمع فليسمع». (مت١٣: ٤٠- ٤١).

وهذا يتطابق مع ما أتى في إنجيل يوحنا عندما قال الرّبّ: :«الحق الحق اقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان».( ٥١:١).

١٠- ابن الإنسان هو المخلّص:
الحوار مع نيقوديمس: "وكما رفع موسى الحية في البرية، ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا ٣: ١٤- ١٦).

١٢- ابن الانسان هوالألف والياء، الأوّل والآخر:
"وفي وسط المنائر السبع شبه ابن إنسان.. فوضع يده اليمنى علىّ قائلًا لي: لا تخف أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميتًا. وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين" (رؤ١: ١٣- ١٨).
"ها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي، لأجازى كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (رؤ٢٢: ١٢، ١٣). وكلّ هذه من ألقاب الله نفسه (إشعياء ٤٨: ١٢، أش٤٤: ٦).


١٣- ابن الإنسان المخلّص الفادي:
إنّه لهذا الغرض قد جاء، يخلص العالم بأن يحمل خطايا البشرية، وقد أوضح غرضه هذا بقوله "لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك" (مت١١:١٨).

إنه ابن الإنسان، أو ابن البشر. وبهذه الصفة ينبغي أن يتألم ويصلب ويموت ليفدينا. ولهذا قال "ابن الإنسان سوف يسلم لأيدي الناس، فيقتلونه، وفى اليوم الثالث يقوم" (مت١٧: ٢٣، ٢٤) (مت٤٥:٢٦).

وأيضًا "ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرًا، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم" (مرقس ٣١:٨).