القدّيستان البارّتان مارانّا وكيرا الحلبيتان
(القرن 5 م)
١٢آذار شرقي
مقدّمة:
كتب سيرتهما ثيودوريتوس القورشي (الفصل التاسع والعشرون من تاريخ أصفياء الله).
علّق في مطلع الكلام عليهما بالقول انّهما بين النساء اللواتي: " جاهدن بعزيمةٍ ليست في شيء أقل من عزائم الرجال لأنّهن رغم طبيعتهن الضعيفة أظهرن من البسالة ما يضاهي شجاعة الرجال ".
وأضاف ان مارانا وكيرا تفوّقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد.
حلب مدينتهما:
مدينتهما كانت حلب وانتماؤهما كان إلى طبقة الأشراف. تربّتا تربيةً راقية. لكنّهما تخلّتا عن كلّ شيء وجعلتا لهما حصناً صغيراً عند مدخل المدينة، وأوصدتا الباب بالطين والحجارة.
كانتا قد اصطحبتا معهما خادماتهما اللواتي رغبن في العيش على طريقتهما. وقد شيّدتا لهن ديراً صغيراً خارج حصنهما، ثم صارتا تُطلاّن عليهن من نافذة صغيرة وتدعيانهن إلى الصلاة فتُضرمان فيهن نار المحبّة الإلهية.
أما هما فعاشتا في الهواء الطلق دون غرفة ولا كوخ. طعامهما كان يصل إليهما عبر نافذة ومنها أيضاً كانتا تخاطبان النساء الآتيات لزيارتهما.
غير ان الزيارات كانت تتم في زمن العنصرة فقط. فيما عدا ذلك كانت المجاهدتان تلتزمان حياة الهدوء.
مارانا وحدها كانت تتكلّم:
لم تعتد كيرا الكلام البتّة. وحدها مارانا كانت تكلّم الزائرات. كما اعتادتا حمل السلاسل الحديدية: الطوق في العنق والزنّار في الخصر والباقي في الذراعين والرجلين. كان جسم كيرا منحنياً إلى الأرض حتى لم تستطع ان تنتصب البتّة. وقد فتحتا لثيودوريتوس، وهو أسقف، باب موضعهما فشاهدهما وتعجّب.
كذلك أخبر أنّهما سارتا على هذا المنوال اثنتين وأربعين سنة.
لم تخبُ حرارتهما البتة . كانتا مستعدتين أبداً لتقبّل سقوط المطر والثلج عليهما وكذا حرارة الشمس بلا حزن ولا تذمّر.
صامتا أربعين يومًا ثلاث مرّات وصوم دانيال:
صامتا، على غرار النبي موسى، أربعين يوماً لم تتناولا شيئاً من الطعام. فعلتا ذلك ثلاث مرّات.
كما صامتا صوم دانيال ثلاثة أسابيع.
خرجتا لزيارة الأماكن المقدّسة فلم تتناولا الطعام ذهاباً وإياباً إلا مرّةً واحد مع أن الرحلة استغرقت قرابة العشرين يوماً.
كذلك زارتا ضريح القدّيسة تقلا في إيصافريا وبقيتا صائمتين ذهاباً وإياباً.
استمرتا في الجهاد وأضحتا زينة لجنس النساء ومثالاً لهن إلى ان أخذهما الرّب الإله مكمَّلتين بالفضيلة. يذكر أن ديرهما كان في باب الجنائن قرب باب أنطاكية في حلب .
طروبارية للقديستان مارانا وكيرانا باللحن الثامن
بكِ حُفظت الصورة باحتراس وثيق أيتها الأم (مارانا أو كيرانا). لأنكِ قد حملتِ الصليب فتبعتِ المسيح، وعملتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويُهتمَّ بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البارة تبتهج روحكِ مع الملائكة.
2024-09-22
البطريرك يوحنّا العاشر يلتقي مع…
2024-09-22
القداس الإلهيّ في دير القديس…
2024-10-06
القداس الإلهي في كنيسة الصليب…
2024-10-08
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي…
2024-10-10
نداء الأرثوذكس في لبنان "دعوا…