طبيبنا الشافي




طبيبنا الشافي

المرض ليس فقط جسديّ، بل روحيّ. ومرض الروح أخطر بكثير مِن مرض الجسد، لأن مرض الروح يأخذ إلى الهلاك، أي مرض الخطيئة.

طوبى لهذه الجماعة التي لم تترك مخلّعها يعاني منفردًا، بل اقتحمت مكان وجود المخلّص ونقبت السقف (مرقس ٤:٢) ووضعت مريضها أمام الطبيب الشافي، طبيب الأرواح والأجساد.

صحيح أن نقب السقف أضرّ بصاحب البيت، ولكن لا يذكر الإنجيل حدوث أي تذمّر، لأن التعلّق الأرضيّ سقط أمام المجد السماويّ، إذ كانت العيون شاخصة إلى السيّد والقلوب كلّها مرتفعة إلى العلى.

"مَغْفُورَةٌ لكَ خطايَاك". قول يسوع هذا صعق الفريسيين. 

أوّلًا، لأن الله وحده يغفر الخطايا، ولم يردوا أن يقروا ويعترفوا ويؤمنوا بإنه الله المتجسّد والمسيح المخلّص.
ثانيًّا، لأنّهم كانوا ينتظرون شفاءً جسديًّا، فما باله يتكلّم عن غفران الخطايا؟

تفكير الفرّيسين كان شرًّا لأنه نابع مِن الكبرياء والسلطة والأنانيّة، لذا قال الرّبّ لهم: "لماذا تُفَكِّرُونَ بالشَّرِّ في قلوبِكُم؟".

هنا قمّة الخلاص: نقاوة القلب، لأن التحرّر مِن ثقل الخطايا قيامة، عندها يصبح شفاء الجسد مرحلة عابرة وآنيّة، والعبور الحقيقيّ هو بلوغ ضفّة الملكوت. وما أجمل قول القدّيس اسحق السوريّ: "الذي يعترف بخطاياه ويتوب عنها، هو أعظم مِن الذي يقيم الموتى".

كلّنا بحاجة لهذا االشفاء وخلاص الرّبّ لأننّا كلنّا مخلّعون بخطايانا. 

تعال أيّها الرّبّ يسوع المسيح وأنقب سقف قلبنا لنشفى مِن تخلّعنا ونعود معك إلى بيتنا السماويّ.