Page 4 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 4

‫غبطة البطريرك يوح ّنا العاشر‬
‫في زيارة رعائ ّية إلى أبرش ّية الل ّاذق ّية‬

                         ‫طاب َعتَف ّق ّد ّيرعائ ّي‪.‬‬                                     ‫قُرا َءنا الأع ّزاء‪،‬‬
‫علاو ًة على ما تَق َّدم‪ ،‬م ََثّ َة ميزتان أسا ّسيتان ترتديهما‬
                                                               ‫يوثّق هذا العدد من «النشرة»‪ ،‬بالكلمة وال ّصورة‪،‬‬
  ‫هذه ال ّزيارة‪ ،‬ولا يجوز إِغفالُهما في هذا ال ّسياق‪:‬‬          ‫ال ّزيارة ال ّرعائيّة التي قام بها غبطة البطريرك يوح ّنا‬
‫الأُولى‪ :‬أَنَّها تُه ّجىء المحبّة التي تقوم عليها كنيسة‬        ‫العاشر إلى أبرشيّة الاّلذق ّية بدعوة من مطرانها‬
‫المسيح‪ ،‬والتي تحكم العلاقة بين الأبرش ّيات‪ ،‬من أجل‬             ‫المتروبوليت أثناسيوس الجزيل الاحترام‪ ،‬ودامت ستّة‬
‫أن نكون ‪ -‬حيثما شاء لنا ربّنا أن نكون ‪ -‬شهو ًدا‬                ‫أيام من ‪ 25‬أيّار ‪ ٢٠٢٤‬إلى ‪ 30‬منه؛ وقد اختتمها‬
‫للمح ّبة التي كانت هي العلام َة الفارق َة ل ُرسل المسيح‬        ‫غبطته‪ ،‬في اليوم الأخير‪ ،‬بلقاءات جمعته بـ «المجلس‬

  ‫وتلاميذه في علاقاتهم بع ِضهم ببعض وبالآخرين‪.‬‬                 ‫الميّّ ّل‪ ،‬الآباء الكهنة‪ ،‬الجمع ّيات والمؤ ّسسات الكنسيّة‪،‬‬
                                                               ‫دائرة العلاقات المسكون ّية والتنمية في البطريركيّة ‪-‬‬
‫الثّانية‪ :‬أَنّها تُه ّجىء الوحدة بين الأبرش ّيات في‬            ‫فرع الاّلذق ّية‪ ،‬والفعاليّات الرسم ّية»؛ وكانت هذه‬
‫نطاق الكرس ّي الواحد‪ ،‬وتُع ّززها‪َ ،‬ع َماًل بما يُوصي به‬        ‫الّلقاءات مناسب ًة عر ََّّب فيها الجميع عن فرحهم‬
‫القديس بولس في رسالته إلى أفسس‪ ،‬وهو «الاجتهاد‬                  ‫بهذه ال ّزيارة التي «خطّت نهضة جديدة للكنيسة‬
‫في المحافظة على وحدان ّية ال ّروح برباط ال ّسلام»‬
‫(أف ‪ .)٣:٤‬الأبرشيّات متع ّددة‪ ،‬غير أ ّن الكنيسة‬                              ‫والمجتمع على ُمخت ِلف ال ُّص ُعد»‪.‬‬
‫تبقى واحد ًة لا قسمة فيها‪ .‬إ ّن تع ّدد الأبرشيّات لا‬
‫يعني‪ ،‬مطل ًقا‪ ،‬تع ّدد الكنائس‪ .‬تتع ّدد الأبرش ّيات‪ ،‬بل‬         ‫إ ّن التقليد الأرثوذكس ّي ال ّرسول ّي يقضي بأ ّن ك ّل‬
‫والبطريركيّات‪ ،‬وتبقى الكنيسة واحد ًة كونها جسد‬                 ‫بطريرك تَ َّم تنصيبُه حديثًا على كرسيّه يقوم بزيارات‬
‫المسيح الذي‪ ،‬كما في س ّر ال ّشكر‪ ...« ،‬يو َّزع ولا ينقسم»‪.‬‬     ‫أخويّة إلى البطريركيّات الأرثوذكسيّة الأخرى‪ ،‬التي في‬
‫إ ّن تَع ّدد ال ّرعايا في الأبرش ّية الواحدة‪ ،‬أو الأبرشيّات‬    ‫الانتشار‪ ،‬فيما يُدعى «زيارات سلاميّة»‪ .‬فإذا كان هذا‬
‫في البطريركيّة الواحدة‪ ،‬أو تَع ّدد البطريركيّات‪ ،‬تدبي ٌر‬       ‫واج َب ك ّل بطريرك حيال البطريرك ّيات الأرثوذكس ّية‬
‫تنظيم ٌّي إدراٌّي َمحض‪ ،‬ولا يُعطّل َوحدة الكنيسة في‬            ‫ال ّشقيقة التي في الانتشار‪ ،‬فكم‪ ،‬بالحر ّي‪ ،‬يكون‬
                                                               ‫واجبه تجاه الأبرشيّات القائمة في نطاق كرسيّه؟! فمن‬
                               ‫جوهرها‪.‬‬                         ‫الطبيع ّي‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬أن تكون له‪ ،‬في حدود كرس ّيه‪ ،‬زيارا ٌت‬

‫ويبقى بطريرك أنطاكية رم َز الوحدة في كرس ّيه‬                       ‫داخلي ٌة سلاميّ ٌة ُمماثل ٌة يتف ّقد فيها الأبرشيّات‪.‬‬
‫وحام َي هذه الوحدة وحافظها‪ .‬كيف لا‪ ،‬وهو‪ ،‬أبو‬
‫الآباء وراعي الرعاة‪ ،‬وهو أيقونة المسيح في وسط‬                  ‫إ ّن ال ّزيارة التي قام بها غبطته إلى أبرشيّة الاّلذقيّة في‬
                                                               ‫الرُبهةال ّزمنيّةالمُشارإليهاأعلاه‪،‬والتييُ َوثّقهاهذاالعدد‪،‬‬
                             ‫«الجماعة»!‬                        ‫تندرج في هذا ال ّسياق؛ وهي‪ ،‬كما َسلَ َف ِت الإشارة‪ ،‬ذا ُت‬

‫‪3 Issue 3 - 2024‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9