Page 11 - AlNashra Year 2024 Issue 03
P. 11

‫إلى رحمان ّية الله؛ وفيها يلتمس عباد الله مرضاة‬           ‫«شا ُول شا ُول لِ َم تضطهدني؟»‪ .‬جئنا مج ِّددين‬
                               ‫وجهه‪.‬‬                      ‫للمسيح عه َد شهاد ٍة في هذه الأرض التي لام َستها‬
                                                          ‫أقدا ُم رسله‪ .‬جئنا ل ُنس ِمع العالم أجمع صوتنا‪ ،‬ومن‬
‫من الاّلذقيّة‪ ،‬أطي ُب سلا ٍم لأنطاكية‪ ،‬لأهلنا في‬
‫لواء ااِلسكندرون الذين قا َسوا ويقا ُسون‪ ،‬إلى الآن‪،‬‬               ‫عمق هذه الأرض التي نح ّب ونعشق‪:‬‬
‫نكبة الزلزال‪ .‬نحاول بشتّى الوسائل أن نكون إلى‬                       ‫لقد آن لجلجلة سوريا أن تنتهي‪.‬‬
‫جانبهم‪ .‬وهم في قلبنا‪ ،‬لا بل هم قل ُب كنيسة‬
‫أنطاكية التاريخ ُّي الح ُّي الناب ُض‪ ،‬إلى الآن‪َ ،‬غير ًة‬   ‫ارفعوا الحصار الآثم عن هذا الشعب وعن هذا‬
‫ومحبّ ًة وإيمانًا مج ِّس ًدا لمقولة كاتب سفر الأعمال‪:‬‬
‫«وفي أنطاكية دعي التلاميذ مسيحيّين أ ّول ًا» (أع‬                                         ‫البلد‪.‬‬
‫‪ .)26:11‬ومن الاّلذقيّة أي ًضا سلا ٌم إلى ك ّل أبنائنا في‬
‫الوطن وفي بلاد ااِلنتشار مع بركات الرسولين بطرس‬           ‫نحن لم نخلق لنموت على قارعة البحار‪ ،‬ولم‬

    ‫وبولس مؤ ّسيََس كنيستنا الأنطاكيّة المق ّدسة‪.‬‬         ‫نوجد لنحلم بال َّسفر والهجرة‪ .‬كفانا تباك ًيا على‬
‫بوركت يمينكم صاح َب ال ّسيادة وبورك جهدكم‬                 ‫هجر ٍة وتهجير‪ .‬كفانا تباكيًا على حماي ِة أقلّيّا ٍت‬
‫وتعبكم في حقل ال ّر ّب أبي الأنوار‪ .‬كافأكم الله على‬
‫أتعابكم في ترميم هذه الكنيسة وأجزل عليكم من‬                                      ‫ومنط ِق أكثريّات‪.‬‬
                                                          ‫كمسيحيّين أُ َصلاء في هذه الأرض‪ ،‬نحن ميرونها‬
‫معين صلاحه كي تَب َقوا على ُس ّدة هذه الأبرش ّية‬
‫مستنيرين ومنيرين بنعمة َمن « ِمن لدنِ ِه ك ُّل عط ّي ٍة‬                                 ‫وغارها‪.‬‬

               ‫صالح ٍة وك ُّل موهب ٍة كاملة»‪.‬‬             ‫نحن من رحابة سهول سوريا ومن شموخ أرز‬

‫ش ِّددنا يا ر ُّب إلى دهر ال ّداهرين واحفظ هذا‬                                           ‫لبنان‪.‬‬
‫البي َت المق َّدس وبا ِرك ك َّل الذين تعبوا حتى يخرج‬
‫إلى ال ّنور بهيًّا في موسم نورك الإله ّي‪ .‬با ِرك هذه‬        ‫نحن من ثلج حرمون ومن ب ّيارات فلسطين‪.‬‬
                                                          ‫وفِّروا عليكم وعلى حكوماتكم وعلى أبنائنا من‬
             ‫الأبرشيّة واحفظها نابض ًة بحبّك‪.‬‬
                            ‫وختا ًما‪،‬‬                     ‫ك ّل الأطياف مش ّقة ال َّس َفر والتش ّرد؛ ارفعوا عن‬
                                                          ‫سوريا وعن الشرق أجمع سياسة التجويع الآثم الذي‬
‫لو سألني الناس عنكم أيّها اللاذقيّون أ ْن ماذا‬            ‫يتّخذ من الحصار وسيل ًة أدمت قلوبنا بعد حر ٍب‬
‫أقول فيكم؟ لَما و َجدت أَحلى ما ّّم نُن ِشده في‬           ‫آثم ٍة كان وقو ُدها هذا الإنسا َن المشرق َّي بك ّل أطيافه‪.‬‬
                                                          ‫نصيّّل اليو َم من أجل فلسطين ومن أجل غ ّزة‬
                  ‫كنيستنا المق ّدسة وأَعطَر‪:‬‬              ‫التي تدفع من دماء أبنائها ضريبة التخاذل الدول ّي‬
      ‫قُل لمن يسأل ع َّنا‪ :‬أ ُّي شع ٍب أ ُّي دي ْن؟‬       ‫وضريبة التشرذم العرب ّي‪ .‬نحن مع شعب فلسطين‬
       ‫نحن للمجد ُخلقنا نحن للح ّق المُبي ْن‬              ‫الأب ّي الصامد ومع قض ّيته العادلة‪ .‬نحن معه في‬
                                                          ‫حقوقه الممتَهنة منذ أكثرَ من خمس ٍة وسبعين‬
                  ‫المسي ُح قام‪ ،‬ح ًّقا قام‪.‬‬               ‫عاماً‪ .‬لفلسطين َضو ٌع َع ِط ٌر سكبت ُه أنطاكية على‬
                                                          ‫لسان أحبارها البطاركة‪ ،‬وللقدس خا ّص ًة عبي ٌر‬
                                                          ‫خا َص بها‪ .‬فهي‪ ،‬على ح ّد تعبيرهم‪ ،‬معراجنا جميعاً‬

                                                          ‫العدد ‪٢٠٢٤ - ٣‬‬  ‫‪10‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16