كنيسة القدّيس إليان الحمصي ومدينة حمص
كنيسة القدّيس إليان الحمصي:
كنيسة مار إليان - القدّيس إليان الذي عيده في 6 شباط - هي كنيسة أرثوذكسيّة أثرية قديمة تقع في مدينة حمص وسط سوريا.
تحوي الكنيسة رفات القدّيس إليان الحمصي، القديس المسيحي الذي استشهد خلال الإضطهادات الرومانية للمسيحيين في القرن الثالث.
تقع الكنيسة في شارع طرفة بن العبد بالقرب من بوابة تدمر داخل حمص القديمة.
يقام في الكنيسة سنويًا وبالتعاون مع مجلس مدينة حمص "أسبوع مار إليان الثقافي
اشتقت الكنيسة اسمها من القدّيس إليان الحمصي ( القرن الثالث ميلادي - أنظر سيرته).
دفن القدّيس إليان في مغارة قريبة خارج المدينة، وكان المسيحيون يكرمونه منذ القرن الثالث.
في العام 432 صدر أمر ببناء كنيسة كبيرة في حمص وفي عام 451 قرر بولس أسقف المدينة نقل رفات القدّيس من المغارة إلى الكنيسة وتوسعتها على نفقته الخاصة.
وقد وضع بها ناووس كبير يحوي رفات القدّيس إذ بلغ طول الناووس 23،2م وعرضه 35،1م أما ارتفاعه 6,1م؛ وله غطاء هرمي الشكل، يزيّن جوانبه مع الغطاء 11 صليباً نافراً.
بنيت الكنيسة وفق الطراز البيزنطي في العمارة، وزينت بأعمدة من رخام. طوال فترة القرون الوسطى، لا يوجد أي أثر مكتوب يفيد بحال الكنيسة، إلا أنه من المؤكد أنها لم تدمّر بل مكثت في مكانها، هناك دليلان ناصعان على ذلك هما أيقونة للقدّيس إليان موجودة حالياً في باريس تحمل تاريخ 1598 وقد أهداها إلى "دير مار اليان" بطريرك أنطاكية وسائر المشرق "يواكيم السادس" الذي كان سابقاً مطراناً على المدينة ومن جهة أخرى هناك أحد الرحالة الفرنسيين الذي زار حمص في مايو 1658 يتحدّث عن الكنيسة وعن تابوت مار إليان.
إلّا أنّه ربما هدمت أجزاء كبيرة منها في القرن التاسع حين أمر المتوكل على الله هدم جميع كنائس حمص، وهو ما يمكن أن يلاحظ من كون الكنيسة في القرن التاسع عشر مؤلّفة من غرفة بطول تسعة أمتار وعرض ستة أمتار فقط، ولا تتسع للمصلين، لذلك فقد شرع في توسعتها عام 1843 بجهود كاهنها يوسف رباحية وأبناء الطائفة واستمر العمل 45 يومًا.
التاريخ الحديث
في عام 1969 قرر مطران حمص ألكسي عبد الكريم، إعادة ترميم الكنيسة، وخلال عملية إعادة وضع الكلس على جدران القبة من الداخل، انكشفت جداريات كبيرة تغطي القبة تصور مراحل من حياة يسوع ومريم العذراء والتلاميذ الاثني عشر والأنبياء، وترقى هذه الجداريات على أقل تقدير إلى القرن الثاني عشر، ولكن يعتقد البعض من المؤرخين في المدينة أنها تعود إلى القرن السادس، وبكل الأحوال هي أقدم لوحات وأيقونات كنسيّة في سوريا، وقد تمّ إبلاغ مديرية الآثار والمتاحف في دمشق عن هذا الاكتشاف فقامت بأعمال الترميم للحفاظ على الأيقونات بحالتها الأصلية بدءًا من مايو 1970.
كما تم رسم المزيد من الجدرايات على أطراف الكنيسة قام بها الفنانان جبرائيل وميخائيل موروشان الوافدين من رومانيا، وقد استمرت عمليات الرسم بين 12 أبريل و28 نوفمبر 1973. وتم الافتتاح في 3 شباط 1974، بعد أو وصل الأيقونسطاس الجديد (والذي يمكن تعريبه "حامل الأيقونات الذي يفصل هيكل الكنيسة عن صحنها) من رومانيا وهو هدية من بطريركها إلى الكنيسة.
مدينة حمص:
أقدم الأسماء المعروفة لحمص هي "إيميسا" (باليونانية: Ἔμεσα) وهو مركب من قسمين "إيم" "سيا" حيث يعتقد أن الشطر الأول كان يشير إلى إله الشمس الذي اشتهرت المدينة بعبادته وبالهيكل الكبير المشيّد على اسمه.
ربمّا كان الاسم أيضًا مشتقاً من قبيلة إيمساني التي حكمت حمص لعدة قرون من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثالث، وفي عهدها ازدهرت المدينة واشتهر اسمها، واستطاعت الحفاظ على الحكم الذاتي بدلاً من الاندماج كليًا في الإمبراطورية الرومانية؛
مع الإشارة إلى أن الاسم نفسه قد استعمل من قبل الرومان في وصف المدينة.
استقر أغلب الباحثين لاعتبار أن "إيمسسيا" قد اختصرت إلى "إيمس" أو "حمص" من قبل العرب بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام،
وأشار بعض المؤرّخين أنّه ربما اشتهرت باسم حمص بين العرب حتى قبل الفتح؛ أما الصليبيون فمع مجيئهم إلى بلاد الشام أسموها "لا شاميلي"، رغم أنهم لم يبسطوا سيطرتهم عليها مطلقًا.
ملاحظة: من المرجّح جدًا أن يكون إسم إليان مشتق من Helios الشمس .