عيد جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وحبرائيل…
- أصل العيد:
في الثامن من شهر تشرين الثاني تعيِّد الكنيسة المقدسة عيدًا جامعًا لرؤساء الملائكة والملائكة.
تعود أصول هذا العيد إلى القرن الرابع الميلادي. فرغم أنّ مجمع اللاذقية في فيرجيا المحلّي (ما بين ٣٤٣-٣٨١م) أدان بقانونه الخامس والثلاثين عبادة الملائكة كخالقة وحاكمة للعالم، ونبذها باعتبارها هرطقة[1]، عمد الآباء القدماء إلى استبدال الأعياد الوثنيّة بأعياد القدّيسين والملائكة، ومنهم سلفستروس بابا رومية وألكسندروس بطريرك الإسكندرية (+ ٣٢٨م). وتقول بعض المصادر إنّ تحديد العيد في تشرين الثاني سببه أنّه الشهر التاسع مِن آذار (وهو الشهر الذي بدأ فيه العام في العصور القديمة) وهو يناسب عدد مصاف الملائكة التسعة.
- تعريف كلمة ملاك:
- كلمة ملاك كنعانية وآرامية الأصل، موجودة في النصوص الأسطوريّة الأوغاريتية، وهي تعني المُرسَل أو المبعوث.
- وجدت هذه الكلمة لاحقًا في النصوص العبرانية بالمعنى ذاته،
إذ نرى الله في العهد القديم يرسل ملاكًا إلى هذا أو ذاك من الآباء والأنبياء ليبلّغه مشيئته أو يرشده أو يعينه.
- الكلمة مشتقّة مِن الجذر الآراميّ والكنعانيّ لفعل "لأك".
وما زال هذا الفعل مستعملًا باللغة العربيّة الشعبيّة بمعنى إلتقى بك، "لاءاك".
- يظهر هذا المعنى جليًا في حادثة هروب هاجر من أمام وجه ساراي إمرأة ابرام أي ابراهيم، "فوجدها ملاك الرّب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور(تكوين ٧:١٦)".
ملاحظة:
ترد كلمة "ملاك" في الكتاب المقدّس في صيغتَي المفرد والجمع.
١- ترد"ملاك" (عبري) في المفرد في حالتَين:
- في عبارة "ملاك الربّ" أو "ملاك الله".
- في حال يرسل الله ملاكًا ليعلن كلمته أو ليشدّد أحد الآباء أو يرشده، كما جرى عندما جاء ملاك وشدّد الربّ يسوع في البستان قبل الصلب (لوقا ٤٣:٢٢).
٢- ترد كلمة "ملاك" بصيغة الجمع "ملائكة" عندما يمثّلون العالم العلويّ.
فهم ينظرون وجه الله ويمجّدونه ويطيرون حول عرشه مسبّحين اسمه القدّوس وفرحين بكلّ خاطىء يتوب (أشعياء ٢:٦، مزامير ٩١ و ١٠٣، متى ١٠:١٨، لوقا ١٠:١٥).
أمثلة:
- "فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده. وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله" (مزامير٤:٨-٥) يذكر الكتاب المقدّس ملائكة الله (تكوين ١٢:٢٨).
- في حادثة سلّم يعقوب: "ورأى حلمًا واذا سلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها " (تكوين ١٢:١٨) .
- في سفر المزامير: "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ" (١١:٩١).
٣- طبيعة الملائكة وأشكالها:
هي كائنات روحانيّة غير هيوليّة وعديمة الأجساد، ويصفها داود النبيّ قائلًا: "الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً." (مز٤:١٠٤).
ويحدّد القدّيس يوحنا الدمشقيّ طبيعة الملائكة متأثّرًا بالقدّيس ديونيسوس الأريوباغي الذي هو أوّل مَن صنّف الملائكة. يقول الدمشقيّ: «الملاك هو طبيعة عقليّة ذاتيّة السلطة، عديمة الجسد، يخدم الله وهو غيرُ مائتٍ بحسب النعمة.وأمّا فيما يختصّ بخواصه الجوهريّة وتركيب طبيعته فهذا أمرٌ يَعلمُه الخالق فقط. الملائكة تُدعى عديمة الجسد ولا هيوليّة بالمقارنة معنا، أمّا مقارنةً مع الله، الّذي لا يمكن مقارنته بشيء، فهي كثيفة وماديّة».
يظهر الملائكة في الكتاب المقدّس بشكل الإنسان Anthropomorphic ومن مزاياهم أنّهم لا يتزوّجون، كما قال يسوع في إنجيل متى: "لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاء" (مت ٣٠:٢٢).
مراتب الملائكة وعددها:
يذكر بولس الرسول في رسائله عن:
- أربع مراتب ملائكيّة (رسالته إلى أهل كولوسي): العروش، الأرباب، الرئاسات والسيادات (كول16:1)
- رئيس ملائكة (رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 1تس16:4)
- ملائكة ورؤساء وقوات في رسالته إلى أهل رومية (رو38:8).
بالمقابل يُخبرنا القدّيس ديونيسيوس الأريوباغي أن الملائكة هي رئاسات مثلّثة الأجواق:
سيرافيم، شيروبيم، عروش وأرباب، قوات، سلطات ورئاسات، رؤساء ملائكة، ملائكة.
أي تسع طغمات. فيقول القدّيس يوحنا الدمشقي في ذلك: هي «أنوار عقليّة ثانيّة من النور الأوّل الّذي لا بدءَ له الحاوي النور».
العدد:
- عدد الملائكة غير محدود. رأى دانيال النبيّ في إحدى رؤاه "القديم الأيام" يجلس على عرشٍ ناريّ وحوله جنود الملائكة التي لا عدَّ لها: «ألوفٌ ألوفٌ يخدمونه وربواتٌ يقفون حوله» (دانيال 10:7).
- في ميلاد المسيح «ظهرَ حشدٌ من الجنود السماويّة يسبِّحون الله» (لو13:2).
- في سفر الرؤيا يكتب يوحنا الإنجيليّ بأنّه رأى وسمع جوقاً ملائكياً حول عرش الله كان عدد أعضائها ربوات ربوات وألوف ألوف (رؤ11:5).
- وبتجسّد الرّب يسوع المسيح، تخطت بشريتنا المراتب الملائكية بأسرها، وسيجلس المؤمنون في الحياة الأخرى ليدينوا الملائكة الذين تبعوا ابليس (1كورنثوس 3:6)
"ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة ".
فقدوسٌ قدوسٌ قدوسٌ رّب الجنود مجده ملء كلّ الأرض (أشعياء3:6).
الملائكة الذين ذكرهم الكتاب المقدّس ومعنى أسمائهم:
1- ميخائيل: معنى اسمه بالعبرية "من مثل الله؟" أو "من يعادل الله؟"
- ميخائيل الرئيس العظيم: يُشار إليه في سفر دانيال النبي بالقول "ميخائيل رئيسكم" (21:10) وبالرئيس العظيم "وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة الى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر" (1:12).
- هو الذي رأه يشوع بن نون وتكلّم معه في المعركة، والذي عرّف عن نفسه بأنّه رئيس جند الرّب، وهذا ما يدوّن على أيقونته داخل كرة أرضية يحملها بيده وعلى رأسها صليب. (يش14:5).
- مذكور في رسالة يهوذا أنّه خاصم إبليس كرئيس الملائكة (يهوذا9).
- في سفر الرؤيا خاض حربًا ضد الشيطان وأبالسته (7:12-8).
ملاحظة:
صحيح أن كلمة رئيس الملائكة ترد في الكتاب المقدّس بصيغة المفرد، أي لا يأتي على ذكر «رؤساء الملائكة»، ولكن بالمقابل نقرأ في سفر دانيال أن ميخائيل هو واحد من الرؤساء الأوّلين " وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأوّلين" (دا13:10)
2- جبرائيل: >أنقر هنا - الملاك جبرائيل
3- روفائيل: معناه "شفاءُ الله" أو"الله الشافي".
ورد ذكره في سفر طوبيا في الإصحاح الثالث هكذا: "فأرسل الرّب ملاكه القدّيس رافائيل ليشفي كلا الاثنين اللذين رفعت صلواتهما في وقت واحد الى حضرة الرّب (طو25:3) ليُزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله... ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث...".
يصوّر التراث روفائيل يقود طوبيا بيمينه وطوبيا حاملاً سمكةً التقطها من نهر دجلة وفي يسراه إناء طبّي.
4- السرافيم:
- اسم عبري بصيغة الجمع، ويشير إلى الملتهبين بمحبّة الله والمشتعلين به.
- ذكروا في أشعيا (١:٦-٢) "رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ" (١:٦-٢).
في أصل اللغة يرتبط اسم سرافيم ب"سَرَف" أي "شرف"، ويعني العلى أي الارتفاع. ومن هذا المعنى تأتي كلمة الشرفة، وأيضًا الشرف الذي هو قيمة الإنسان العليا.
كما كان يشيرفي الحضارات القديمة إلى حيّة طائرة تنفخ نارًا.
5- الكروبيم:
كلمة عبرية بصيغة الجمع مفردها (ك ر وب) كروب وتجمع بالعربية كروبون، وهم حملة عرش "الخالق".
نقرأ عنهم في:
- سفر التكوين: "طرد الانسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تكوين24:3).
- في خيمة الاجتماع في البرية يظهر الكروبيم فوق الغطاء الذهبي لتابوت العهد (خروج18:25). وفي الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس (خروج31:26) فكأنهم يقومون بحراسة الطريق إلى حضرة الله كونهم يُوصفون ذوات العيون الكثيرة.
- المزامير:
- ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح (10:18).
- يا راعي اسرائيل اصغ يا قائد يوسف كالضان يا جالسا على الكروبيم اشرق (1:80)
- الرّب قد ملك. ترتعد الشعوب.هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الأرض
(1:99)
- صموئيل الثاني11:22: ركب على كروب وطار ورائي على أجنحة الريح.
- حزقيال16:28: بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت. فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار.
- العبرانيين5:9: وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء. أشياء ليس لنا الآن ان نتكلم عنها بالتفصيل.
سقوط الملائكة:
- "لا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو14:11).
يشرح لوقا الإنجيلي فرحة التلامذة فيقول:" فرجع السبعون بفرحٍ قائلين يا رّب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم (يسوع) رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء." (لوقا 17:10-18).
- كذلك يؤكّد بطرس الرسول في رسالته الثانية عقاب الشيطان:" لأنّه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلّمهم محروسين للقضاء" (2بطرس4:2). المسؤولية تقع على عاتق الملائكة أنفسهم.
- ونقرأ في رسالة يهوذا: "فأريد أن أذكّركم ولو علمتم هذا مرّة أن الرّب بعدما خلّص الشعب من أرض مصر أهلك أيضًا الذين لم يؤمنوا، والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود أبديّة تحت الظلام". (يهوذا6). خطيئتهم عظيمة: الكبرياء والطمع.
- كذلك يؤكّد بولس الرسول من أن حربنا هي مع الشياطين "فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم عالم ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات."من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء أن تثبتوا" (أفسس12:6) ويدعونا أن نلبس سلاح البر. (تتمة الرسالة).
ويشاركه في هذا الجهاد بطرس الرسول بقوله لنا: "أصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان"(1بطرس8:5-9).
كذلك يعقوب الرسول :" فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم." (يعقوب7:4).
- الإنسان بقوّة الرّب يسوع ظافر ولا غلبة للملائكة الساقطة عليه. و" كلّ ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض " "تجثو باسم يسوع" (فيليبي 10:2).
وظائف الملائكة:
كذلك نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين: "أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟" (عبرانيين 14:1 )
نقرأ في حادثة سلّم يعقوب: "ورأى حلمًا واذا سلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها ".(تك 12:28)
إذًا هم يمثّلون العالم العلوي. فهم ينظرون وجه الله ويمجّدونه ويطيرون حول عرشه مسبّحين لاسمه القدّوس وفرحين بكلّ خاطىء يتوب (أش2:6، متى10:18 ، لوقا10:15).
إضافة إلى ذلك رأيناهم يقومون بمهمّات خاصة بشارية وخلاصيّة وقيامية ويساعدون بالإيمان بيسوع وببعث الأمل والفرح وبكلام عن المجيء الثاني.
وأيضًا هم ينطقون بأوامر الله العاجلة، فالملاك قال لبطرس الرسول: قم عاجلاً (أع7:12) وقال ليوسف: قم خذ الصبي وأمّه ..." (متى13:2) وقال لفيليبس "قم واذهب...." (أع26:8)
كذلك سفر الرؤيا مليء بالملائكة الذين يسبّحون الله وينفّذون أحكامه وإرادة الله دون أي تردد. "الصانع ملائكته رياحًا وخدّامه لهيب نار" (عب7:1)
وربما من أجمل ما سمعناه منهم ترنيمتهم بولادة المخلّص : "المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرّة" (لو14:2).
ملاحظة: الملائكة لا تشهد أبدًا لنفسها بل للذي أوجدها وأوجدنا وهكذا يجب نحن أن نكون.
أمثلة الملائكة في الكتاب المقدّس:
في العهد القديم:
- ملائكة تحرس شجرة الحياة: نقرأ بعد سقوط آدم وحواء كيف أن الله أقام ملائكةً للحراسة: "فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تكوين24:3)
- ملاك يخلّص دانيال النبي والفتية الثلاثة: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرّني لأني وجدت بريئًا قدّامه وقدامك أيضًا أيّها الملك لم أفعل ذنبًا "(22:6)، كذلك في حادثة إلقاء الفتية الثلاثة في أتون النار، جاء الملاك إليهم وسط اللهيب وأنقذهم، " ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة " (دانيال25:3)
في العهد الجديبد:
- ملاك يظهر لزكريا النبي : أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلّمك وأبشرّك بهذا " وهنا يظهر الملاك جبرائيل لزكرّيا في الهيكل ليبشرّه بحبل زوجته اليصابات، ويخبره عن نوع خدمة المولود يوحنا الذي سيرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرّب إلههم ويُهيئ للرّب شعباً مستعدّاً (لوقا11:1-22).
- البشارة الإلهيّة: البشارة الإلهيّة: الملاك جبرائيل يبشّر مريم العذراء بأنها ستلد ابنًا "ابن العلي يُدعى" ولا يكون لملكه نهاية. (لوقا26:1-38).
- ملاك يتكلّم مع يوسف: يزيل الملاك ارتباك يوسف خطيب مريم ويعلن له حقيقة يسوع: " ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور اذا ملاك الرّب قد ظهر له في حلمٍ قائلاً: «يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم»" (متى20:1-22)
- ملاك يتكلّم مع الرعاة: يعلن الملاك للرعاة ولادة الطفل يسوع: "ها أنا أبشّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب أنّه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرّب". (لوقا 10:2-11).
- حماية يسوع: يسهر الملاك على تنبيه يوسف من المخاطر التي تحيط بالمولود الإلهيّ ويسهر على رعاية الطفل وحماية مريم ويوسف. (متى2)
- ملاك يُرشد فيلبس الرسول: "قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي بريّة ". فعمل فيليبس بما قاله له الملاك والتقى الوزير الحبشي وهو يستقل مركبته فتحدث إليه وفسرّ له ما يقوله أشعيا عن المسيح فآمن وحصل على الخلاص وبعد أن عمّد فيليبس الحبشي خطف روح الرّب فيليبس ونقله من هناك. (أع26:8-40)
- ملائكة يشهدون للقيامة ويبعثون الأمل والفرح: وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرّب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. (متى1:28-4).
وفي مكان آخر في بشارة يوحنا (12:20) يقول: لما نظرت مريم المجدلية إلى القبر رأت "ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان يسوع موضوعاً " "ثم فإن ملاكين وقفا خارج القبر وأعلنا "ليس هو ههنا لكنه قام" (لوقا6:24).
- ملاكان يشهدان لصعود الرّب: "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا الى السماء" (أع11:1).
- الملائكة والمجيء الثاني: "لأن الرّب نفسه بهتاف، بصوت رئيس الملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً" (1تسالونيكي16:4).
تاريخيّة أعياد الملائكة:
- بدأ التعييد لهذا العيد من القرن الرابع ميلادي وحدد في 8 تشرين الثاني.
- هناك أعياد أخرى للملائكة نذكر منها عيد أعجوبة الملاك ميخائيل في كولوسي في 6 أيلول.
- العيدُ الجامعُ لرئيس الملائكة جبرائيل يقع في اليوم التالي لعيد البشارة أي في 26 آذار.
- إحتفال للملاك جبرائيل في 13 تموز.
الملائكة في الليتورجيّة والصلوات:
- أفشين الملاك الحارس في صلاة النوم الصغرى.
- ترد الملائكة كثيرًا في الصلوات المختلفة.
- يوم الاثنين من كلّ أسبوع هو مكرّس للملائكة.
الملائكة في الفن الكنسي:
- تشاهد الملائكة بشكل فتيان شابة مع أجنحة.
- الأجنحة تشير إلى سرعة التنقّل والجسد اللاهيولي.
- ملامح التأهّب والخدمة والقوة والرجولة بارزة على وجوههم.
- الشعر مشدود ومربوط بشكل ظاهر وهي من علامات المحارب.
- الصولجان في اليد اليمنى هو إمتداد للسلطة الإلهية. فهم رسل أصحاب سلطة.
- نشاهد أحيانًا خاتمًا في اليد اليسرى عليه الحرف الأوَّل من اسم المسيح باللغة اليونانية.
- نشاهد أيقونات لرئيس الملائكة ميخائيل يحمل بيده اليسرى كرة أرضية على رأسها صليب وفي داخلها ثلاثة أحرف يونانية تعني رئيس ملائكة الرّب كما جاء في سفر يشوع بن نون (يش14:5).
- هناك أيقونات لرئيس الملائكة ميخائيل يظهر فيها بشكل محاربٍ ويحمل بيده اليمنى سيفًا وفي يده اليسرى يافطة تعلن ضرورة التوبة والرجوع عن الخطأ.
- تتنوّع لون ثيابها بين اللون الأبيض رمزاً للطهارة والنقاء وبين ألوان مختلفة بحسب الحدث الموجودة فيه.
- تصوَّر السيرافيم بحسب ما جاء عند النبي أشعياء أي بستة أجنحة.
- تصوّر الشيروبيم والعروش كدواليب ناريّة مجنحّة وفوقها عيون تماشيًا مع رؤية حزقيال النبيَ.
يمكن تصوير الملائكة داخل الكنائس في الجداريات في أماكن مختلفة:
* حول أيقونة الرّب يسوع الضابط الكل في قبة الكنيسة.
* داخل الهيكل: في الحنية أي على يمين أيقونة والدة الإله ويسارها. (الأرحب من السموات)
* في أي مشهد يمثّل أحداثًا إنجيليّة.
الطروباريّة:
أيٌّها المتَقَدِّمونَ على الجُندِ السماويِّين. نَتوسَّلُ إليكم نحنُ غيرَ الُمستحقِّين. حتى إنَّكم بطَلِباتِكم تكتَنِفونا. بِظلِّ أجنحَةِ مَجدِكُمُ اللاَّهيولي. حافظينَ إيَّانا نحنُ الجاثينَ والصّارخينَ بغيرِ فتورٍ. أنقِذونا مِنَ الشدائِد. بما أنَّكم رُؤساءُ مَراتِبِ القُوَّاتِ العُلويَّة.