رسم إشارة الصليب
رَسمُ إشارةِ الصليب
ماذا تَعني إشارةُ الصليبِ وكيفَ نَرسُمُها؟
ضَمُّ الأصابعِ الثلاثةِ الأولى:
لكي نَرسُمَ إشارةَ الصليبِ بالشكلِ الصحيح، علينا أوّلاً أنْ نَضُمَّ الأصابعَ الثلاثةَ الأولى لليدِ اليُمنى معًا، وذلك تعبيرًا عن الإيمانِ بوَحدانيّةِ الثالوثِ القدّوس، أي أنَّ اللهَ الآب، واللهَ الابن، واللهَ الروحَ القدُس، إلهٌ واحدٌ في ثلاثةِ أقانيم.
- طيُّ الإصبَعَينِ الأخيرَين:
نَطوي الإصبَعينِ الأخيرَين على راحةِ اليدِ إشارةً إلى الإيمانِ بطبيعتي ابنِ اللهِ الإلهيّةِ والبشريّة، أي أنَّ يسوعَ هو إلهٌ تامٌّ وإنسانٌ تامّ.
- راحةُ اليد:
أمّا راحةُ اليدِ فهي تَرمُزُ إلى رَحِمِ العذراءِ مريمَ والدةِ الإلهِ حيثُ تَجسَّدَ الربُّ يسوعُ المسيح.
- رفعُ اليَدِ اليُمنى إلى الجَبهة:
نَرفعُ يدَنا اليُمنى حتّى تُلامِسَ الجَبهةَ، لأنّها الجِزءُ الأعلى مِن جسمِ الإنسان، مُشيرينَ إلى العُلى أي إلى السماء، ونَقولُ باسمِ "الآب". فالابنُ هو مولودٌ مِن الآب، والروحُ القدسُ منبثقٌ مِن الآب. طبعًا نتكلّمُ خارجَ الزمن، أي لا وجودَ لأيّ فارقٍ في الزمنِ بينَ الأقانيمِ الثلاثة.
- إنزالُ اليدِ اليُمنى إلى البطن:
ثم نُنزِلُ اليدَ اليُمنى حتى تلامسَ البطنَ، ونَقولُ "والابن" مُشيرينَ بهذا النزولِ إلى تنازلِ اللهِ مِن السماواتِ وتَجَسُّدِهِ في حشا مريمَ العذراء. اللهُ تجسَّدَ لخلاصِنا، ولكي نُصبحَ آلهةً بالنعمة.
- مُلامسَةُ اليدِ اليُمنى للكَتِف:
بعد ذلك نلمُسُ الكَتِفَ الأيمنَ باليدِ اليُمنى ونقولُ "والروحُ القدُس"، لأنَّ يسوعَ، بعدَ قيامتِهِ وصُعودِهِ إلى السماءِ وجُلوسِهِ عن يمينِ الآبِ أرسلَ لنا الروحَ القدُسَ المعزّي، روحَ الحق، لكي نتقدَّسَ إن جاهدْنا الجهادَ المستقيم.
- الانتقالُ إلى الكتفِ الأيسر:
ثمّ ننتَقِلُ إلى الكتِفِ الأيسرِ فنقولُ "الإلهِ الواحد. آمين". وكأنّنا، بهذا الانتقالِ مِن اليمينِ إلى اليسار، نلُفُّ الكونَ بأكملِهِ، ونؤكِّدُ سِرَّ التدبيرِ الخلاصيِّ الثالوثيِّ للبشريّةِ جمعاء.
نحن نرسُمُ إشارةَ الصليبِ مرّاتٍ كثيرةً خلالَ صلواتِنا والخِدَمِ الإلهيّة، عندَ دُخولِنا إلى الكنيسة، وتقبيلِ الإيقونات، وقبلَ قراءةِ الإنجيلِ وبعدَها، وقبلَ الطعامِ وبعدَه، وعندَ الانطلاقِ بالسيارة، وعندَ مُباشرةِ الدرسِ أو العمل، وقبلَ النومِ وبعدَ النهوضِ من النوم...
ويجِبُ ألاّ تُرسَمَ إشارةُ الصليبِ باستعجالٍ، وإنّما دائمًا بوقارٍ وانتباهٍ وتروٍّ، مع حَنيِ الرأسِ قليلًا، دلالةً على التواضعِ والوقار، واعترافًا بالتدبيرِ الإلهيّ الذي أتّمَهُ يسوعُ بصلبِهِ فداءً عن كلِّ واحدٍ منّا.
مِن هنا أصبحَ الصليبُ ناصرَ المؤمنين وقاهرَ الشياطين، الذي به ننتصِرُ على الشريرِ وكلِّ شرّ.. فالسلامُ عليكَ يا عودًا مغبّطًا