يوم البيئة
توجّه صاحب الغبطة يوحنا العاشر في الرسالة الرعائية في 17-2- 2013 في الفقرة "12- إلتزامُ شؤونِ الأرض" بكلام خصّ به الإنسان والبيئة جاء فيه:
" ...إِنَّ اهتِمامَنا بِالإنسان، وَمَسؤُولِيّةِ الدُّوَلِ عَن صَونِ حُرِّيّاتِهِ وَطُمَأْنِينَتِهِ وَزَرْعِ الفَرَحِ في مُحيطِهِ، يَنسَحِبُ على الخليقةِ بِأَسرِها.
عَرَفَ عالَمُنا في السَّنَواتِ الأخيرةِ تَدَهْوُرًا بِيئِيًّا غَيرَ مَسبُوقٍ، تُنذِرُ عَواقِبُهُ بِتَدمِيرِ الحياةِ البَشَريّةِ على الأرض.
سَبَقَ أَنْ طَوَّرْنا، في كنيستِنا الأنطاكيّةِ، تَخطِيطًا بَعيدَ المَدى حَولَ البِيئةِ وَحُسْنِ التَّعامُلِ مَعَها، وَسَنَسعى لِوَضْعِ هذه المُخَطّطاتِ مَوضِعَ التّنفيذ، كما سَنَعْمَلُ لِتَوسيعِ المُشارَكَةِ في هذا الهَمِّ مَحَلِّيًّا وَدَوْلِيًّا، "لأنّ الخليقةَ كُلَّها" مَدْعُوَّةٌ أَنْ تُسَبِّحَ الرّبّ. "
مديح الرّب الخالق هو للمتروبوليت تريفن توركستانوف (1934+) Metropolitan Tryphon (Turkestanov),+1934 نقله إلى العربيّة الأب باسيليوس (متري) (2015)
صدر في مجلة النور السنة 71 العدد 7
تراتيل وصلوات |
طروبارية الصلاة من أجل البيئة |
من قطع الإينوس: مُلْكُكَ أيُّها المسيحُ الإله |
من قطع الإينوس: يا كلمةَ الآبِ |
قنداق الصلاة من أجل البيئة |
مديح في خليقة الله
القنداق الأول:
أيها الرب العادم الفساد، انَّ يدك اليمنى تضبط فصول حياة الإنسان كلها، بحسب شريعة تدبيرك الخلاصيّ لنا. نشكرك لأجل كلّ بركاتك، التي نعلمها والتي لا نعلمها: لأجل حياتنا الأرضية وللفرح السماوي الذي سنناله في ملكوتك الآتي. فامدد رحماتِك علينا نحن المرتّلين: المجد لك، يا الله، من جيل الى جيل!
البيت الاول:
لقد ولدت ضعيفاً، طفلاً أعزلَ، الا ان ملاكَك، أحاطني بأجنحته المتألقة، حرس مهدي. حبّك أنار طرقي منذ ولادتي، ووجّهني بطريقة عجيبة الى النور الأزليّ. فأنت، منذ يومي الأول وحتى هذه اللحظة، تمطر عليّ بشكل رائع بكرم، بجمال، مواهبك الغنيّة. أنا أشكرك، أشكرك مع كل أخصائك الذين عرفوك، صارخاً:
المجد لك يا من دعوتني الى الوجود،
المجد لك يا من أحطتني بجمال هذا العالم،
المجد لك يا من كشفت لي من خلال السماء والأرض، كتاب الحكمة الأزليّة،
المجد لأزليّتك في هذا العالم العابر،
المجد لرَحَماتك، المنظورة وغير المنظورة،
المجد لك على كل تنهدات حزني،
المجد لك لأجل كلّ خطوة في رحلة حياتي، لكلّ لحظة فرح،
المجد لك، يا الله، من جيل الى جيل.
البيت الثاني:
أتيت بنا الى هذه الحياة كمن يأتي الى جنة فاتنة. عاينّا السماء، كأساً أزرقاً عميقاً يعزف بطيور في المرتفعات اللازوردية. إستمعنا إلى دندنة الغابة والى موسيقى نغمة المياه العذبة. تذوّقنا الفاكهة المعطّرة ذات النكهة الرفيعة والعسل العذب المذاق. ما ألطف رحلتنا معك على الأرض: ما أجمل أن نكون ضيوفك.
المجد لك، لأجل عيد الحياة،
المجد لك، لأجل عطر الزنابق والورود،
المجد لك لأجل كلّ طعم مختلف من التوت والفواكه،
المجد لك لأجل البَرِيق الفضي اللامع في الندى السحريّ الباكر،
المجد لك لأجل كل صحوة سلاميّة باسمة،
المجد لك لأجل الحياة الأبديّة فينا، التي هي مرسال السماء،
المجد لك، يا الله، من جيل الى جيل.
البيت السابع:
سيل روح القدس ينير أذهان الفنانين والشعراء والعلماء. عقولهم العظيمة تتسلّم منك بصائر نبوية في أحكامك، وتكشف لنا عمق حكمتك المبدعة. بشكل غير متعمّد، أعمالهم تتكلّم عنك؛ يا لعظمتك في كلّ خلقت، يا لعظمتك في الإنسان!
المجد لك، يا من تظهر قدرتك التي لا تدرك في قوانين الكون!
المجد لك، لأنّ قوانينك تتخلّل الطبيعة بأسرها،
المجد لك، لأجل كل ما كشفته لنا في طيبتك،
المجد لك، لأجل كل ما ابقيته مخفياً عنّا بحكمتك،
المجد لك، يا من أبدعت العقل البشريّ، المجد لك يا من تقوّي الجهد العمل،
المجد لك، لأجل ألسنة النار التي تبعث الإلهام،
المجد لك، يا الله، من جيل إلى جيل.
القنداق التاسع:
لماذا تتبسّم الطبيعة بأسرها في يوم العيد بشكل سريّ؟ لماذا يملأ قلوبنا نور عجيب، لا يضاهيه شيء دنيوي؟ فالهواء ذاته في الهيكل وفي بيت الله يصبح متلألئاً. إنّه تذوّق للنعمة، وصورة مجد جبل ثابور؛ السماء والأرض ترتّلان هذا المديح: هللويا!
البيت التاسع:
عندما تُلهمني بأن أخدم قريبي، وأجعل التواضع يشرق في داخلي، ينحدر شعاعك الثاقب الى أعماق قلبي، الذي يتوهّج كالحديد في البوتقة. حينئذ أرى سرياً وجهك المحتجب.
المجد لك، يا من تُجلي حياتنا بأعمال المحبة،
المجد لك، يا من تجعل كل واحدة من وصاياك عذبة بشكل رائع،
المجد لك، ايها الحاضر جليّاً بالرأفة العطرة،
المجد لك، يا من تضعنا امام حالات من الفشل والمآسي كي تجعلنا حسّاسين تجاه آلام الآخرين،
المجد لك، يا من تعدنا بهبات كثيرة جزاء على الأعمال الصالحة،
المجد لك، يا من تقبل إندفاع محبة قلوبنا،
المجد لك، يا من تعلي المحبة فوق كلّ شيء على الأرض أو في السماء،
المجد لك، يا الله، من جيل إلى جيل.
يمكنم الاطلاع على نص المديح كاملاً
http://orthodoxengland.org.uk/akathist.htm