أحد السامرية
إلى بئر يعقوب أتيتُ بجرّتي عساي أروي عطش جسدي الّذي ألهبته الأهواء، وإذ بنفسي تُشفى بعد أن نهلَت مياه الحياة الأبديّة من ينبوعك العذب يا يسوع.
إنجيل السحر السابع: يوحنا 1:20-10
1. في أَوَّلِ الأُسبوعِ، جاءَت مَريَمُ المَجدَلِيَّةُ إلى القَبرِ في الغَداةِ والظَّلامُ باقٍ فَرَأَتِ الحَجَرَ مُدَحرَجًا عَنِ القَبر. 2. فَأَسرَعَت وَجاءَت إلى سِمعانَ بُطرُسَ وَإلى التِّلميذِ الآخَرِ الذي كانَ يِسوعُ يُحِبُّهُ وَقالَت لَهُما، قَد أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبرِ وَلا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه. 3. فَخَرَجَ بُطرُسُ والتِّلميذُ الآخَرُ وَأَقبَلا إلى القَبر. 4. وَكانا مُسرِعَينِ مَعًا فَسَبَقَ التِّلميذُ الآخَرُ بُطرُسَ وَجاءَ إلى القَبرِ أَوَّلاً، 5. وانحَنى فَرَأى الأَكفانَ مَوضوعَةً لَكِنَّهُ لَم يَدخُل. 6. ثُمَّ جاءَ سِمعانُ بُطرُسُ يَتبَعُهُ وَدَخَلَ القَبرَ فَرَأى الأَكفانَ مَوضوعَةً، 7. والمِنديلَ الذي كانَ عَلى رَأسِهِ غَيرَ مَوضوعٍ مَعَ الأَكفانِ بَل مَلفوفًا في مَوضِعٍ عَلى حِدَةٍ. 8. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلميذُ الآخَرُ الذي جاءَ أَوَّلاً إلى القَبرِ فَرأى وَآمَن. 9. لأَنَّهُم لَم يَكونوا يَعرِفونَ الكِتابَ أَنَّهُ يَنبَغي أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات. 10. وَانصَرَفَ التِّلميذانِ عائِدَينِ إلى مَقَرِّهِما.
> أنقر هنا لتحميل خدمة السحر والقدّاس
الرِّسالة
أع 11: 19-30
ما أعظَمَ أعمالَكَ يا ربّ. كلَّها بحكمةٍ صنعت
باركي يا نفسي الربَّ
في تلكَ الأيام، لمَّا تبدَّدَ الرُّسُلُ من أجلِ الضيقِ الذي حصَلَ بسببِ استِفَانُس، اجتازُوا إلى فِينيقَيةَ وقُبُرسَ وأنطاكِيَةَ وهمُ لا يكَلِّمونَ أحداً بالكلمِةِ إلاَّ اليهودَ فقط. ولكنَّ قوماً منهم كانوا قُبُرسِيّين وقَيْروانيّين. فهؤلاءِ لمَّا دخَلُوا أنطاكيَةَ أخذوا يُكلِّمونَ اليونانيّينَ مُبشِّرينَ بالربِّ يسوع، وكانت يدُ الربِّ مَعَهم. فآمنَ عددٌ كثيرٌ ورَجَعوا إلى الربّ، فبلغ خبرُ ذلك إلى آذانِ الكنيسةِ التي بأورَشليم، فأرسَلوا بَرنابا لكي يجتازَ إلى أنطاكية. فلمَّا أقبَلَ ورأى نعمَةَ الله فَرِحَ ووعَظَهم كُلَّهم بأنْ يثبُتُوا في الربِّ بعزيَمةِ القلب، لأنَّه كانَ رجلاً صالحاً ممتَلِئاً مِن الروحِ القدُسِ والإيمان. وانضَمَّ إلى الربِّ جمعٌ كثيرٌ.
ثمَّ خرَجَ بَرنابا إلى طَرسُوسَ في طلبِ شاوُل. ولمَّا وجَدَهُ أتى بهِ إلى أنطاكية، وتردَّدا معًا سنةً كامِلة في هذهِ الكنيسةِ وعلَّما جَمعًا كثيراً. ودُعَي التلاميذُ مَسيحيّين في أنطاكِية أوّلاً.
وفي تلكَ الأيام انحدرَ من أورشليمَ أنبياءُ إلى أنطاكية، فقامَ واحدٌ منهم اسمه أغابُّوسُ فأنبأ بالروح أن ستكونُ مَجاعَةٌ عَظيمَةٌ على جميعِ المسكونة. وقد وَقَع ذلكَ في أيامِ كُلودُيوسَ قيصرَ، فَحَتَّمَ التلاميذُ بحسَبِ ما يتَيسَّرُ لكلِّ واحدٍ منهم أن يُرسِلوا خِدمةً إلى الإخوةِ الساكنِينَ في أورَشليم، ففعلوا ذلكَ وبعثوا إلى الشُيوخِ على أيدي بَرنابا وشَاوُلَ.
الإنجيل
يو 4: 5-42
في ذلك الزمانِ أتى يسوعُ إلى مدينةٍ منَ السامرَةِ يُقالُ لها سُوخار، بقُربِ الضيعةِ التي أعطاها يعقوبُ ليُوسُفَ ابنهِ. وكانَ هُناك عينُ يعقوب. وكانَ يسوعُ قد تعِبَ مِنَ المَسير، فجلَسَ على العين، وكانَ نحوُ الساعةِ السادسة. فجاءتِ امرأةٌ منَ السامِرةِ لتستَقي ماءً. فقال لها يسوعُ: أعطيني لأشرَبَ- فإنَّ تلاميذَهُ كانوا قد مضَوا إلى المدينةِ ليَبْتاعوا طعاماً- فقالت لهُ المرأةُ السامريّة: كيفَ تَطلُبُ أن تشربَ مِنيِّ وأنتَ يهوديٌّ وأنا أمرأةٌ سامريَّة! واليهودُ لا يُخالِطونَ السامِريِّين؟ أجابَ يسوعُ وقالَ لها: لو عَرفتِ عَطيَّةَ اللهِ ومَن الذي قال لكِ أعطيني لأشربَ، لَطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيّاً. قالت له المرأةُ يا سيِّدُ إنَّهُ ليسَ معكَ ما تستقي بهِ والبئْرُ عميقةٌ، فَمِنْ أين لك الماءُ الحيُّ؟ ألعلَّكَ أنتَ أعْظَمُ مِنْ أبينا يعقوبَ الذي أعطانا البئرَ، ومنها شَرِبَ هو وبَنوهُ وماشيتُهُ! أجابَ يسوعُ وقالَ لها: كلُّ من يشرَبُ من هذا الماءِ يعطشُ أيضاً، وأمَّا مَن يشربُ من الماء الذي أنا أُعطيهِ لهُ لن يعطشَ إلى الأبد، بَلِ الماءُ الذي أُعطيِه لهُ يصيرُ فيهِ يَنبوعَ ماءٍ يَنبعُ إلى حياةٍ أبدّية. فقالت لهُ المرأةُ: يا سيِّدُ أعطني هذا الماءَ لكي لا أعطشَ ولا أجيءَ إلى ههنا لأستقي. فقالَ لها يسوعُ: إذهبي وادْعِي رجُلكِ وهَلُمِّي إلى ههنا. أجابتِ المرأةُ وقالت: إنَّهُ لا رجُلَ لي. فقال لها يسوعُ: قد أحسَنتِ بقولِكَ إنَّهُ لا رجُلَ لي. فإنَّهُ كان لكِ خمسَةُ رجالٍ والذي معَكِ الآنَ ليسَ رَجُلَكِ. هذا قُلتِهِ بالصِّدق. قالت لهُ المرأة: يا سيِّدُ، أرى أنَّكَ نبيٌ. آباؤنا سجدوا في هذا الجَبلِ وأنتم تقولون إنَّ المكانَ الذي ينبغي أن يُسجَدَ فيهِ هُوَ في أورشليم. قال لها يسوعُ: يا امرأةُ، صدِّقيني، إنَّها تأتي ساعةٌ لا في هذا الجبلِ ولا في أورَشَليمَ تسجُدونَ فيها للآب. أنتم تسجُدونَ لما لا تعلمون ونَحنُ نسجُدُ لما نعلَم، لأنَّ الخلاصَ هُوَ منَ اليهود. ولكن، تأتي ساعة وهيَ الآنَ حاضِرَة، إذ الساجدونَ الحقيقيُّونَ يَسجُدونَ للآبِ بالروح والحقّ. لأنَّ الآبَ إنَّما يطلُبُ الساجدينَ لهُ مِثلَ هؤلاء. اللهُ روحٌ والذين يسجُدون لهُ فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجُدوا. قالت لهُ المرأةُ: قد عَلِمتُ أنَّ مَسيَّا، الذي يقالُ لهُ المسيحُ، يأتي. فمَتى جاءَ ذاك فهُوَ يُخبرُنا بكُلِّ شيءٍ. فقال لها يسوعُ: أنا المتكلِّمُ مَعَكِ هُوَ. وعندَ ذلكَ جاءَ تلاميذهُ فتعجَّبوا أنَّهُ يتكلَّمُ مَعَ امرأةٍ. ولكِنْ لم يَقُلْ أحدٌ ماذا تطلُبُ أو لماذا تتكلَّمُ مَعَها. فترَكتِ المرأة جرَّتها ومضَتْ إلى المدينةِ وقالت للناس: تعالَوا انظروا إنساناً قالَ لي كُلَّ ما فعلت. ألعلَّ هذا هُوَ المسيح! فخرجوا من المدينة وأقبلوا نْحوَهُ. وفي أثناء ذلكَ سألَهُ تلاميذُهُ قائلينَ: يا مُعلِّمُ كُلْ. فقالَ لهم: إنَّ لي طعاماً لآكِلَ لستم تعرِفونهُ أنتم. فقالَ التلاميذُ فيما بينهم: ألعلَّ أحداً جاءَهُ بما يَأكُل! فقالَ لهم يسوعُ: إنَّ طعامي أنْ أعمَلَ مشيئَةَ الذي أرسلَني وأُتِّممَ عملَهُ. ألستم تقولون أنتم إنَّهُ يكونُ أربعةُ أشهر ثمَّ يأتي الحصاد؟ وها أنا أقولُ لكم ارفَعُوا عيونَكُم وانظُروا إلى المزارع، إنَّها قدِ ابيَضَّتْ للحَصاد. والذي يحصُدُ يأخذُ أجرةً ويجمَعُ ثمراً لحياةٍ أبدَّية، لكي يفرَحَ الزارعُ والحاصدُ معًا.
ففي هذا يَصْدُقُ القولُ إنَّ واحداً يزرَعُ وآخرُ يَحصُد. إنّي أرسلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تتعَبوا أنتم فيه. فإنَّ آخرينَ تَعِبوا وأنتُم دخلتُم على تَعبِهم. فآمنَ بهِ من تلكَ المدينةِ كثيرونَ مِنَ السامريّينَ من أجلِ كلامِ المرأةِ التي كانت تشهَدُ أن قدْ قالَ لي كلَّ ما فعلت. ولمَّا أتى إليهِ السامريُّونَ سألوهُ أن يُقيمَ عِندهُم، فمكَثَ هناكَ يومين. فآمنَ جَمعٌ أكثرُ من أولئكَ جدّاً من أجل كلامِهِ، وكانوا يقولونَ للمرأةِ: لسنا من أجل كلامِكِ نُؤمنُ الآن، لأنَّنا نحنُ قد سمعْنا ونَعْلَمُ أنَّ هذا هُوَ بالحقيقيةِ المسيحُ مُخلِّصُ العالَم.
القنداق
إنَّ السّامِريَّةَ الشّائِعَةَ الذِّكرِ أَتَت مُقبِلَةً بِأَمانَةٍ إلى البِئرِ فَشاهَدَتكَ يا ماءَ الحِكمَةِ، التي لَمّا سُقيَت مِنكَ بِإتراعٍ، وَرِثَتِ المَلَكوتَ العُلوي أَبَديًّا.
البيت
لِنَسمَع ماذا يُعَلِّمُنا يوحَنّا مِنَ الأَسرارِ الشَّريفَةِ الكائِنَةِ في أَرضِ السّامِرَةِ كَيفَ أَنَّ الرَّبَّ الذي جَمعَ المياهَ إلى مَجامِعِها، المُعادِلَ لِلآبِ والرّوحِ في العَرشِ، خاطَبَ امرَأَةً مُستَميحًا مِنها ماءً، لأَنَّهُ وافى مُلتَمِسًا صورَتَهُ، الدّائِمُ الذِّكرِ أَبَديًّا.
السنكسار
في هذا اليوم الأحد الذي هو الأحد الخامس من الفصح تعيّد الكنيسة المقدّسة للسامريّة.
أيتها الامرأة، لقد وافيت لتأخذي الماء الفاسد فاستقيت الماء، الذي به غسلت دنس المفاسد.
الحوار:
يُعتبر حوار الرّب يسوع المسيح مع المرأة السامريّة من أروع الحوارات، وهو ثوري بامتياز إذ يقلب كلّ الموازين والقوى، وقد أجمع كلّ علماء النفس والاجتماع على قوّته وفرادته الذي جعل المرأة السامريّة تكشف عن ذاتها بالكليّة أمام الرّب يسوع المسيح لمجرّد أنّها شعرت بمحبّته الصادقة:
فلنلاحظ تدرّج هذا الحوار وصعوده ليصل إلى الشفاء:
١- فقال لها يسوع:«أعطيني لأشرب»: يسوع هو المبادر.
٢- أنت يهودي وأنا امرأة سامريّة: تتعجّب وتتسائل.
٣- :«لو كنت تعلمين عطيّة الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حيًّا»: يسوع يصدمها من جديد باستعماله كلمة «ماءً حيًّا»، ويجعلها تتخبّط.
٤- أجابته: يا سيّد: هنا بدأ قلبها بالخفقان.
٥- ألعلّك أعظم من أبينا يعقوب؟: بدأت تشك أنّه أعظم من يعقوب.
٦- أعطني هذا الماء لكي لا أعطش: لم تعد تسطيع أن تقاوم، فطلبت أن تشرب.
٧- يا سيّد أرى أنّك نبي: دخل الحوار السماء.
٨- أنا أعلم أن مسيا يأتي.. أنا هو: إنكشفت الحقيقة وعرّف عن نفسه.
ثمار الحوار:
١- تركت جرّتها وشهدت له.
٢- قال السامريون:«إنّنا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأنّنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم».
تعالوا لنصرخ ونقول: «أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت» (أر٧:٢٠)