القدّيس خريستوفوروس الشهيد
أصلهُ وزمن حياته
قيل إنّه من البلاد السورية، كما ارتبط اسمه بـ "ليسيا" في آسيا الصغرى.
تقليداً آخر يجعله من قبيلةٍ تعرف بقبيلة "سينوسيغال" أي ذوات الرؤوس التي تشبه رؤوس الكلاب.
هذه القبيلة كما يبدي الدارسون، استوطنت مقاطعة تساليا.
كان القديس خريستوفوروس في زمن الإمبراطور الروماني داكيوس قيصر في أواسط القرن الثالث للميلاد.
صفاتُهُ
كان عملاقاً، طويلاً، ضخماً.
في ملامح وجهه ما يخيف وما هو عنيف.
رسامو الإيقونات المتأخرون يُصوِّرونه أحياناً وله وجه كلب لأنهم يأخذون اسم القبيلة التي ظُنّ أنه ينتمي إليها بالمعنى الحرفي للكلمة.
اقتباله الإيمان
لما كان خريستوفوروس يبحث عن المسيح اهتدى إلى شيخ قديس.
هذا حدَّثه عن الإيمان بيسوع المسيح. طلب الشيخ من خريستوفوروس أن يصوم ويصلي، لكن لما أبدى خريستوفوروس عدم استطاعته طلب منه الأب، الشيخ، أن يذهب إلى أحدى النهورة، حيثُ يُبتلع كثير من المسافرين أثناء الفيضان. فعل خريستوفوروس كما طُلب منهُ.
مضى خريستوفوروس – وهذا صار اسمه بعد ما اقتبل المسيح. واسمه معناه الحامل المسيح- إلى جوار النهر، وبنى لنفسه كوخاً من الحجارة وغطّاه بأغصان الشجر ليسكن فيه.
كما أحضر عصا كبيرة يمسكها بيده لتساعده على حفظ توازنه في الماء. وأخذ يجلس عند الشاطئ يساعد عابري النهر.
في أحدى الليالي كان الجو غائماً وعاصفاً والأمطار شديدة، فسمع صوت طفل يناديه من الخارج: خريستوفوروس هلمّ خارجاً واحملني عبر النهر.
فعل خريستوفوروس كذلك، وبالجهد عبر وبلغ الضفة الأخرى.
فلما وصل قفز الطفل من على كتفيه وأعلن عن نفسه أنه المسيح الذي رغب هو في خدمته، وقال له: سيكون اسمك خريستوفورس لأنك حملت المسيح.
شهيداً للرَّب
جرى القبض على خريستوفوروس نتيجةً لإيمانه بيسوع المسيح.
أرسل داكيوس مئتي جندي للقبض عليه.
في الطريق أعطى الرب الإله أن تجري على يد عبدِه أعجوبة كأعجوبة تكثير الخبز فأكل الجنود وشبعوا.
بنتيجة ذلك صاروا مسيحيين، ولاقوا حتفهم قطعاً للرؤوس وحرقاً إثر دراية داكيوس بأمرهم.
أُوقف خريستوفوروس أمام القيصر فأُعجب به وأراد أن يضمّه إليه بالحيلة. فسجنه وأرسل إليه، في السجن، امرأتين من العاهرات يغويانه ويحملانه على الخضوع للأوثان.
فأتت النتيجة عكسية إذ اهتدت المرأتان، واسماهما كلينيكا وأكلينا.
هاتان أيضاً، قُضي عليهما، لإيمانهما، بميتة صعبة فضُمتا إلى ركب الشهداء.
أما خريستوفوروس فبعد سلسلة من عمليات التعذيب أخضعوه لها جرى قطع رأسه.
وهكذا رقد بالرّب شهيداً مكلَّلاً بالبركة الإلهيّة.