القدّيسان تيموثاوس البار وإفستاثيوس أسقف أنطاكيّة
القدّيس إفستاثيوس أسقف أنطاكية (القرن4م):
يعتقد الباحثون في أصول اللغات أن إسم إفستاثيوس هو إسم يوناني قديم دخل في اللغة اللاتينية وامتزج بها وجمع بين Eustachius and Eustathius ويشير إلى معنين مختلفين في الظاهر ولكنّما ملتقين في العمق.
يبدأ الإسم بحرفين Prefix) Ευ) ومراد بهما الجيّد والحسن والسار، وهما نفس الحرفان المستعملان في كلمة الإنجيل باللغة اليونانية للإشارة إلى الخبر السار أو البشارة السارة Ευαγγέλιο.
المعنى الأولّ هو الثبات الجيّد أيّ الذي صمد، والمعنى الثاني هو الحصاد الجيّد أو العنب الجيّد.
ولادتُهُ ونشأتُهُ:
ولد في سيدا البمفيلية في زمنٍ غير معروف. ويبدو أنه نشأ على التمسُّك بالإيمان القويم ونقاوته. جمع إلى حياة الفضيلة التي عرفها العلم الغزير وحسن البيان.
إفستاثيوس أسقفاً:
أختير أسقفاً لحلب فبرز كراعٍ ولاهوتي كبير.
راسله القدّيس الكسندروس الإسكندري. في رسالة إفستاثيوس الجوابية يُبان أنه دحض هرطقة جماعة عُرفت بالملكيصادقية ادّعت أن ملك ساليم أعظم من المسيح وهو إيّاه الروح القدس.
ثم في العام 324م، إثر وفاة القدّيس فيلوغونوس، رئيس أساقفة أنطاكية العظمى، اتّجهت الأنظار صوب إفستاثيوس فأراده الأساقفة والشعب خلفاً عليها فقاوم فأصروّا فرضخ. هذا ما أكّده ثيودوتيوس.
نَقْل الأساقفة من كرسي إلى آخر لم يكن مسموحاً به قانونياً ولا مستحبّاً من حيث كونه تجربة للأساقفة الطامحين في الرفعة والغنى. وهذه في كنيسة المسيح عثرة مفسدة.
من هنا سعىَ إفستاثيوس وآخرين في المجمع المسكوني الأول، في نيقية، إلى إقفال باب الإنتقال من أبرشية إلى أخرى باستصدار قانون يحول دون ذلك (القانون 15) تمشياً مع القانون الرسولي.
اشتراكُهُ في المجمع المسكوني الأول:
في أيار من السنة 325م انعقد المجمع المسكوني الأول (أنقر هنا) في نيقية، إفستاثيوس كان أحد أبرز وجوهِهِ.
دوره في دحض الآريوسية كان كبيرًا. كان أول المتكلّمين في المجمع. وعندما دخل قسطنطين الملك كان، إفستاثيوس أوّل من رحّب به باسم الآباء المجتمعين.
المكائد ضده واضطهادُهُ ونفيُهُ:
بعد أن عاد إفستاثيوس إلى أنطاكية، سعى إلى لمّ شملها بعد أن عصفت بها سياسة المحاور.
وبعد أن عمد على تنقية الإكليروس والحؤول دون وصول المشتبه بهم إلى سُدَّة الرعاية، راح الآريوسيون يحيكون ضدَّه المكائد إلى أن أوقعوا به:
- دبّروا إمرأة ادَّعت أنّها تحملُ طفلاً منهُ.
- كذلك قالوا فيه أنهُ تكلم بالسوء على هيلانة الإمبراطورة أم قسطنطين.
وبعد أخذ وردّ حكم المجتمعون على إفستاثيوس بإقالته، وبُلِّغ قسطنطين الملك قرار المجتمعين فأبدى ارتياحه وعمد إلى نفي إفستاثيوس إلى ترايانوبوليس في تراقيا ثم بعد ذلك إلى فيلبي.
رقادُهُ:
رقد قديسُنا إفستاثيوس في منفاه الأخير في فيلبي ما بين 330و337م. بعد أن ترك أثراً كبيراً في أذهان من عرفوه خلال حياته. حيثُ كان مثالهم في استقامة الرأي.
القّديس تيموثاوس البار(+795م):
لبس الثوب الملائكي في سن الشباب. سلك في النسك في دير الرموز، في جبل الأوليمبوس (بيثينيا) الذي سبق فأسّسه القدّيس ثيوكتيستوس. حظي بنعمة اللاهوى واستقر فيه روح الرب. أُعطي موهبة الأشفية. رقد في الرب حوالي العام 795م.